مكتبة فيلسوف
مكتبتي ليست من المكتبات الكبيرة..فهي لا تزيد عن ثلاثة آلاف مجلد اغلبها في علم النفس و هي مجموعة للاستعمال و ليس للزينة. و يحدث كثيراً ان أتمنى شراء كتب جديدة و لكن يمنعني من ذلك ضيق المكان..فمثلا كلما ذهبت في الصيف الى إنجلترا يكون اول شيء اعنى به ، بمجرد وصولي ، هو ان امر على المكتبات لاتعقب الانتاج الجديد ، خصوصا في مجال الفلسفة.و أني لاتردد طويلا جداً قبل شراء كتاب اريد ان اشتريه، للسبب الذي ذكرته، و هو ضيق المكان.على أني في حياتي الجامعية كنت استخدم على نطاق واسع مكتبة الجامعة، فكانت بمثابة مكتبتي الخاصة..
و اهم الكتب التي احتفظ بها في مكتبتي القواميس..التي لا بد ان تكون موجودة عند اي خطوات العمل،سواء احتجتها او لم احتجتها،فلا بد ان تكون هناك.. ايضا الكتب الاساسية للفلاسفة الاعلام..فمثلا احتفظ داىما بالكتب الاساسية " لبرتراند
راسل" و " ديكارت" و " أفلاطون " و " أرسطو " من القدماء.. لان أمثال هذه المراجع قد يلزم الانسان في اي موضوع فلسفي يسهم بكتابته..
و اقرب الكتب لقلبي ليس هو أقربها لعقلي؛فعقلي يميل الى الاتجاه المعاصر للفلسفة؛ و لذلك أقربها الى عقلي التي تحوي أعلام الفلسفة المعاصرة أمثال " تشارل سبيرس " و " جون ديوي " بالاضافة الى الوجوديين بالرغم من انني لست وجوديا..
و لكن اكثر فيلسوف أميل اليه بعاطفتي هو " أفلاطون" لآني اشعر، و أنا أطالع محاوراته، انني استمع الى أصوات تكاد تكون غير بشرية، في مناقشة القضايا المعروضة. و لعل السر في ميلي الى محاورات أفلاطون انها فلسفة وضعت في قالب ادبي فأضافت الجمال الى الحق في رقعة واحدة..و على هذا فمن أفضل الكتب التي أنتجها عقل بشري كتاب " جمهورية أفلاطون".. و هذا الكتاب من الأهمية بمكان ؛ حتى انني اعتبر ان كثيراً جداً من المدارس الفلسفية تعتبر مجرد تعليقات عليه، و على ما دار فيه سواء كانت تعليقات بالقبول او الرفض..
د.زكي نجيب محمو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق