في التعلم:بين الأستاذ و الكتاب:
من حيث المبدأ العام،يعتمد التعليم الجامعي على الجهود التي يبذلها الطالب في التعلم و اكتساب المعرفة؛إذ أن الأستاذ لا يوفر للطلبة إلا معلومات قليلة في المحاضرة التي يلقيها.
إلا أن المحاضرات ، لا تغني عن الكتب، و أغلب الطلبة لا يستفيدون استفادة كبيرة منها، و يشعرون دائما، أن المحاضرة تغني عن عشرات، بل مئات من الكتب؛ و ذلك أمر مفهوم؛إذ أن الأستاذ يقدم في المحاضرة ، عصارة فكره و معلوماته و تجاربه.و هذه حقيقة، لم نكتشفها اليوم، و ليست من التراث الذي ورثناه عن " الغرب المتقدم" فقط، بل هي أيضا، حقيقة قال بها العلماء و الكتاب العرب و المسلمون،مئات السنين.. قبل عصر النهضة الأوربي.
و
إلا أن المحاضرات ، لا تغني عن الكتب، و أغلب الطلبة لا يستفيدون استفادة كبيرة منها، و يشعرون دائما، أن المحاضرة تغني عن عشرات، بل مئات من الكتب؛ و ذلك أمر مفهوم؛إذ أن الأستاذ يقدم في المحاضرة ، عصارة فكره و معلوماته و تجاربه.و هذه حقيقة، لم نكتشفها اليوم، و ليست من التراث الذي ورثناه عن " الغرب المتقدم" فقط، بل هي أيضا، حقيقة قال بها العلماء و الكتاب العرب و المسلمون،مئات السنين.. قبل عصر النهضة الأوربي.
و
![]() |
هل يغني الكتاب عن الأستاذ؟؟ |
أُوصِيكَ ألاّ تأخُذَ العلومَ من الكتبِ و إِنْ وَثِقْتَ من نفسِكَ بالفهم.و عليكَ بالأُستاذِينَ[الأساتذة] في كلِّ علمٍ تطلُبُ اكتسابَه؛ و إن كان الأستاذُ ناقصاً فخُذْ عنه ما عِنْده حتّى تَجِدَ أكملَ منه. و عليك بتعظيمهِ و ترجيبهِ [تعظيمه]، و إن قدِرْتَ (على ) أن تُفيدَه من دُنياكَ فافْعَلْ، و إِلاّ فبلسانِكَ و ثنائك.و إذا قرأتَ كِتابا فاحْرِصْ كلَّ الحِرْصِ على أن تستَظْهِرَهُ و تَمْلِكَ معناه، و تَوَهّمْ أن الكِتابَ قد عُدِمَ و أنّك مُسْتغنٍ عنه، و لا تحزَنْ لِفَقْدِه.و إذا كنت مُكِبّاً على دِراسة كتاب فإيّاك أن تشتغلَ بآخرَ معه (بلِ احرِصْ على ) صَرْفِ الزمانِ الذي تُريدُ صَرْفَهُ في غيره إليه.و إيّاكَ أن تشتغلَ بِعِلْمينِ دُفعةً واحدةً، و واظِبْ على العلمِ الواحدِ سنَةَ أو سنتين أو ما شاء اللهُ، فإذا قَضَيتَ منه وَطَرَكَ فانتقِلْ إلى علمٍ آخرَ.
و لا تظُنَّ أنّك إذا حَصَّلْتَ
عِلْماً فقدِ اكتفيتَ،بلُ تحتاجُ إلى مراعاته لِينمى [يزداد] و لا
ينقُصَ؛ و مُراعاتُه تكونُ بالمذاكرةِ و التفكّر و اشتغال المُبْتدئ بالتحفُّظِ و
التعلّم و مُباحثة الأقرانِ و باشتغال العالمِ بالتعليمِ و التَصنيف[التأليف=البحث
العلمي].....و من لم يَعْرَقْ جبينُه إلى أبوابِ العُلماء لم يُعْرِقْ في
الفضيلة، و من لم يُخْجِلوه لم يُبَجِّلْهُ[التعظيم] الناسُ، و من لم يُبَكِّتُوه[يوبخوه]لم
يُسَوّدْ[يصبح سيدا]، و من لم يحتملْ ألَمْ التعليمِ لم يَذُقْ لَذّةَ العلمِ..
***
اقتبسه د.عمر فروخ- تاريخ الأدب العربي-ج3ص ص506-7).
اقتبسه د.عمر فروخ- تاريخ الأدب العربي-ج3ص ص506-7).
![]() |
أوصيك أن تأخذ العلم من الأستاذ مباشرة..و بالله التوفيق |
إن الشروح بين الأقواس العادية،من وضع
المرحوم الأستاذ فروخ (1906-1987).أما الشروح بين الأقواس المعقوفة ، فمن إضافاتي(
أنا ع.السويلمي).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق