الأربعاء، 22 يونيو 2016

القراءة و الاقتبس لأغراض الدراسة و البحث العلمي

القراءة و الاقتبس لأغراض الدراسة و البحث العلمي

القراءة و الاقتباس:

القراءة،عبر أي وسيلة كانت- سواء في الكتاب المطبوع على الورق، أو الميكروفيلم أو الكتاب الإلكتروني( المنشور على الأنترنيت ، أو في الأقراص المدمجة..) أو غير ذلك- تظل هي القراءة نفسها.فهي عملية معقدة و صعبة، تحتاج إلى منهجية خاصة.كما أن استثمار نتائج القراءة ، بأنواعها،أي الاقتباسات، تحتاج هي الأخرى ، إلى تقنيات خاصة ، حتى لا تذهب أدراج الرياح (المبحث الأول).لاسيما و أن هذه الاقتباسات هي التي توثِّق البحث، أي تشهد له بالثبوت و الصحة.و من ناحية أخرى،فإن نسبة الأقوال إلى أصحابها،و هي ما يعرف بالأمانة العلمية، مبدأ تمليه التعاليم الدينية ، قبل الأخلاق العلمية (المبحث الآخر).

المبحث الأول: القراءة و الاقتباس :

تعتبر القراءة،  من أهم المهارات التي يكتسبها الإنسان؛ للقيام بأنشطته العادية و اليومية في التحصيل العلمي (المطلب الأول).و أيضا لإنجاز  الأعمال البحثية(قراءة المراجع، و الاقتباس منها)(المطلب الآخر).

المطلب الأول: القراءة و أنواعها:

تعتبر القدرة على القراءة و المهارة فيها، أهم وسيلة للتعلم(الفرع الأول). و كل أنواع القراءة مهمة للطالب،إلا أن أهمها، هي تلك التي تساعده على الدراسة أو الاستعداد للامتحانات أو لإنجاز البحوث (الفرع الآخر).
الفرع الأول: مفهوم القراءة:
 تعرف القراءة بأنها:".. عملية عقلية تشمل تفسير الرموز التي يتلقاها القارئ عن طريق عينيه، و تتطلب فهم المعاني، كما تتطلب الربط بين الخبرة الشخصية و هذه المعاني".
و من المتفق عليه، بين خبراء التعليم، أن هذه المهارة هي أهم وسيلة للتعلم، لصلتها بكل المهارات و المواد التدريسية و البحثية،إذ أن الطالب الذي يتفوق في القراءة ، يستطيع أن يتفوق في كل جوانب الدراسة و البحث العلمي.
غير أن القراءة ، ليست عملية سهلة أو بسيطة . فكما يتجلى من تعريفها، فهي عملية غاية في التعقيد، و لا تنحصر في مجرد التعرف على الحروف و الكلمات. بل تتضمن ، بالإضافة إلى ذلك، القدرة  على فهم المعاني و الكلمات ،و فهم معاني الجمل، و الربط بين تسلسل الأفكار،و أحيانا معارضتها بأفكارنا السابقة. بما يعنيه ذلك من قدرة على التذكّر، و التركيز ، و الاستيعاب ، و الفهم السريع، و القدرة على إعادة التعبير عما تمت قراءته.
و القراءة ، كي تكون فعّالة ، تحتاج منا إلى الكثير من الصبر، و التركيز على ما نقرأ و عدم التفكير فيما سواه و الإصرار على الفهم.و لهذا، فإن الكثير من الطلبة، الذين ألفوا " الأمور السهلة" ،و ألفوا الاعتماد على الأستاذ لا يستطيعون قراءة الكتب المفيدة و لا حتى المجلات و الصحف.و إذا حاولوا القراءة،فهم في الغالب يعتمدون على الأنترنيت، معتقدين أن ذلك يحقق الهدف من القراءة، متجاهلين حقيقة أن ليس جميع القراءات في الأنترنيت مفيدة،و أن العثور على المفيد و المثمر فيها أصعب من قراءة الكتب( كما رأينا أعلاه).

الفرع الآخر:أنواع القراءة:

و القراءة أنواع، تختلف حسب الغرض المراد تحقيقه منها، و من أهمها ثلاثة أساسية:
أ-القراءة السريعة(le survol ou lecture rapide):تختلف أغراض القراء و الباحثين من هذا النوع من القراءة. فيعضهم يستخدمها ، عندما يكون بصدد البحث عن معلومة بعينها(اسم ، أو تاريخ، أو مقولة، ..)، و لا يهتم بما سواها. في حين يكون غرض البعض الآخر منها؛ تكوين رأي معين عن محتوى الكتاب و قيمته العلمية ، قياسا إلى غيره من الكتب التي تنتمي إلى نفس الميدان(و لأجل هذا تعرف هذه القراءة بـ "تقنية فرز القشدة " la technique de l’écrémage ).
ب -القراءة الاستيعابية(lecture assimilative)، و هي قراءة عادية،القصد منها هو استيعاب محتوى النص المقروء بأجزائه و كلياته.و هي عادة،.تتم بسرعة بطيئة حتى إذا وجد القارئ  فقرات مفهومة أو معروفة بالنسبة له،يمكنه أن يزيد السرعة.
و غالبا، ما يستخدم الطلبة هذا النوع،في المراجعة التي يقومون بها ليلة الامتحان،عندما ينصب هدفهم،على استرجاع المعنى العام و الأفكار الرئيسية الواردة في المادة موضوع الامتحان.كما، تستعمل كمقدمة للقراءة المعمقة ،لاستكمال دراسة  نص معين مازال يثير بعض التساؤلات، أو لاقتباس ما يراه القارئ مفيدا.
ج - القراءة المعمقة أو النقدية(lecture attentive)، و هي أكثر أنماط القراءة عمقا ، و تنطوي على عمليتين   أساسيتين و هما الفهم و التقدير:لا بد عند القراءة النقدية،من الحرص على التأمل و التفكير فيما تقرأ، و التوقف بين الحين و الآخر، لتستوعب حصيلة ما قرأت:اختبر نفسك، كل مرة، و حاول تذكر(استرجاع)،أهم النقاط التي درستها ( قرأتها) للتو.و لقد أظهرت الدراسات العلمية، ان القراءة المتبوعة بالاستعادة، أفضل من مجرد القراءة دون أي محاولة للاستعادة ( المراجعة) أو التسميع.
و في هذا النوع من القراءة،على القارئ( الطالب/ الباحث)، أن يضع في يده قلم رصاص أو قلم حبر جاف ،و إلى جانبه بطاقة قراءة(دفتر أو مذكرة، أو جهاز كمبيوتر،أو ورقة..)؛ فيقرأ بتمعن ، باحثا منقبا عن المعلومات، و المفاهيم، و الأفكار، و الأرقام ،و التواريخ، و الفصول،و الأسماء..إلخ، التي تستحق التسجيل.
و القلم مفيد جدا، فهو يساعد على التركيز،فبدونه قد ينخفض الاستعداد الذهني، كما أن وجوده في متناول اليد، يساعد في تحديد النقط المستهدفة(وضع سطر تحتها أو في حاشيتها)،و تسجيل الأفكار التي قد تخطر بباله أثناء القراءة.فهذه الأفكار قد تصبح، هي أثمن ما يتبقى من تجربة القراءة البحثية.
و عموما، إذا كان هدف هذه القراءة هو الاقتباس ، فينبغي أن لا تستسلم إلى الرغبة في الاقتصار على قراءة الأجزاء التي تريد اقتباسها فقط،بل عليك أن تحرص على فهم النص المقتبس منه كله، حتى لا يكون الاقتباس خارج السياق.ثم عليك أن تدقق أكثر ، في المعلومات التي تريد اقتباسها، و تفحصها من جميع الجوانب، و تتساءل عن مدى انسجامها،مع باقي أجزاء الموضوع(المقتبس إليه) الذي تكون بصدد إعداده. ثم عليك ألا تتردد في نصب ميزان "النقد"، لتفحص و تمييز و تقييم  الأفكار، و الآراء ،و المقولات، و الإحصائيات..إلخ؛ التي تريد اقتباسها.

المطلب الآخر:الاقتباسات و الحفاظ عليها:

أثناء قراءة الكتب و المراجع الورقية أو الإلكترونية، يصادف الباحث بعض الأفكار و الآراء أو التعليقات ، أو النصوص التي يرغب في إضافتها إلى بحثه.و يحق للباحث  أن ينقل أو يقتبس ما شاء للاستشهاد به أو لإضفاء أبعاد أعمق على بحثه، شريطة التقيد ببعض الشروط و التقنيات(الفرع الأول).
غير أن متاعب الطالب/ الباحث، لا تتوقف عند تدوين الاقتباسات في بطاقات القراءة(أوراق أو دفاتر..)، بل عليه أيضا أن يبحث عن أفضل السبل لحفظها من الضياع(الفرع الآخر).

الفرع الأول:شروط الاقتباس و تقنياته:

إن عملية الاقتباس، من المصادر و المراجع الورقية أو الإلكترونية أو غيرها، هي" ..تدوين الفقرات أو الجمل التي لها علاقة بالموضوع المعالج،و ذلك إما بالنقل الحرفي أو  بالاختصار و التلخيص..." .
و إذن، فهناك طريقتان للاقتباس:الاقتباس الحرفي، أي نقل الأفكار و المعلومات بالأسلوب و الصياغة الأصلية الموجودة في الكتاب المقتبس عنه، أو تلخيص الأفكار و المعلومات المعروضة في المرجع أو المصدر، و التصرف فيها، بإعادة صياغتها بأسلوب شخصي.
و على الطالب أن ينقل الاقتباسات بأمانة،أي كما أوردها أصحابها دون تعديل (و نسبتها إلى قائلها):فإذا نقل بعض الجمل أو فقرة ، نقلا حرفيا دون تعديل، فيجب أن يضع ما اقتبسه بين علامتي اقتبس(أي بين هلالين مزدوجين).أما إذا عدّل في مضمون أو شكل الفقرة (من حيث الصياغة أو الأسلوب)، فيكتفي بالإشارة إلى المرجع في الهامش.
و من المستحسن أن يكون الاستشهاد أو الاقتباس قصيرا بقدر الإمكان حتى لا يغطي على البحث.على أن يكون مدموجا بالنص(المتن) المقتبس إليه.و في العادة، لا يزيد حجم الاقتباس عن (5-6) أسطر.فإذا تجاوز هذا القدر، عند الضرورة القصوى، وجب تمييزه  عن المتن، بإبعاده عنه من ناحيتي اليمين و اليسار، بحوالي سنتمر واحد من كل ناحية(كما فعلنا مع النص المقتبس أعلاه)
و مما يتمم هذه الفكرة،أن نقول بأن على الطالب الباحث أن ينتبه إلى  أنه يجب عليه ألا يترك للاقتباسات المجال لأن تغطي على عمله،بل  يفضل أن تبقى الاقتباسات محدودة، و قصيرة و مباشرة،و لا يتم اللجوء إليها إلا لتأكيد وجهة نظر معينة أو نفيها أو مناقشتها.و إذا سجل الطالب/الباحث تعليقا له أو ملاحظات شخصية في إحدى بطاقات المعلومات ، التي تتضمن اقتباسات،فعليه أن يتخذ الاحتياطات اللازمة حتى لا تختلط بالآراء المقتبسة.
و عموما، يمكن للباحث أن يسجل ما يشاء في هذه البطاقات، مع مراعاة بعض " الشروط و التقنيات" منها:
1- عندما تقتبس آيات قرآنية أو  أحاديث نبوية، فعليك التثبّثت في النقل (أن تقتبسها بشكل دقيق)،مع تشكيلها و تخريجها، و ذلك، على النحو التالي:
أ) بذكر اسم السورة و وضع نقطتين بعدها رقم الآية(مثال ذلك:قال الله تعالى:﴿ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي و نُسُكِي و مَحْيَايَ و مَمَاتِي للهِ ربِّ العَالَمينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ و بِذَلِكَ أُمِرْتُ و أَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ(الأنعام:162).
 ب) بتخْرِيج الأحاديث الشريفة من كتب الحديث، أي ذكر الرواة و الأسانيد. مع ذكر طبعة الكتاب .مثال ذلك:أخرج الإمام البخاري في "باب النهي عن الكذب"، بسنده، عن أبي هريرة (رض) أن رسول الله (صقال:((آيةُ المنافقِ ثلاثٌ، إذا حدّثَ كَذبَ، و إذا وَعدَ أَخْلَف، و إذا ائْتُمِن خانَ)) ":الصحيح –...-مكتبة الثقافة الدينية- ج4 ص46).
- إذا أردت أن تقتبس حديثا شريفا،من احد كتب الحديث أو الفقه أو غيرهما،وقال صاحب الكتاب عن الحديث المراد اقتباسه:رواه الشيخان، أو رواه البخاري أو مسلم، فعليك ان تكون دقيقا في نسبة الحديث إلى مصدره، حتى لايؤخذ عليك شيء،فتقول مثلا:ذكره النووي في كتاب "رياض الصالحين" و عزاه أو نسبه غلى الشيخين، فلو كان النووي مخطئا في عزوه، فليس عليك ملامة" و من اسند فقد برئت ذمته".
2- عندما نقتبس من الكتب أو المواقع الإلكترونية، التي لها علاقة بعلوم القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية( كالتفاسير، و كتب الحديث، و كتب الفقه..)، يجب تحري أقصى درجات التدقيق، حتى لا نسقط في ما يغضب الله تعالى.
3- عند اقتباس الاجتهادات القضائية ، و النصوص التنظيمية أو التشريعية، احرص على نقلها حرفيا(مع ذكر أرقام الفصول أو المواد،و أرقام الظهائر أو المراسيم أو الأحكام..و تواريخ صدورها).كما يمكنك أن تنقل مضامينها بأسلوبك الخاص.
4- عند اقتباس الآراء الفقهية القانونية،يمكنك تلخيصها ،أو نقلها  بتفاصيلها بأسلوبك الخاص، مع الحفاظ على معانيها(انظر الهامش الخاص بالاجتهادات القضائية).و إذا نقلت رأيا فقهيا "خلافيا" ، أي حوله خلاف و لا يحظى بالإجماع أو القبول من جميع الفقهاء و الباحثين، فلا يجوز نقله بغير تنبيه إلى علاّته، أو بغير الإشارة إلى التحفظات الواردة عليه.
5- يمكنك اقتباس الأقوال و الأفكار و الفقرات ، التي تريد الاستشهاد بها، على أن تضعها بين  علامات الاقتباس،أي  الهلالين المزدوجين(= guillemets«..»).و إذا كانت هناك نصوص  أخرى مقتبسة ، فيمكن وضعها هي الأخرى داخل علامات اقتباس، و لكن مختلفة عن الأولى.
6-  عند اقتباس المعلومات،ينبغي تنقيتها من الأفكار الثانوية التي لا تخدم موضوع بحثك، و الاقتصار على المعلومات الأساسية.
7- إذا نقلت أي فكرة أو رأي..لا بأس أن تفتح قوسين لشرحه ، إذا تبين لك أن قارئ بحثك، سيستعصي عليه فهمه على النحو السليم.بل عليك أن تفعل ذلك، حتى بالنسبة للاقتباسات التي تستعين بها على فهم المحاضرات و الدروس؛فقد يصبح الاقتباس- خارج سياقه الأصلي- مع مرور الوقت، بدون أي معنى.و قد تضطر لإعادة قراءة المرجع الذي اقتبست منه.
8-عندما تقتبس مقولة أو رأي أو فكرة أو حكم، لنقده أو تفنيده / أو تأييده، فلا بد من إيراد النص أو الفكرة المنقودة كاملة، و في سياقها الأصلي،إن كانت قصيرة، أو باختصارها بأمانة.
9-عند الاقتباس من لغة أخرى ، لابد من اللجوء إلى الترجمة. و من شروط الأمانة  العلمية في الترجمة،  أن يحافظ المترجم على روح النص و أغراضه و شحنة تأثيره التي رغب صاحبها في إحداثها. و من شروطها أيضا، ألا تختزل المعلومات أو  يتم التصرف فيها ، إلا بقدر يسير ، و بغرض التوضيح و الشرح فقط.
10- و قد يحتاج الطالب الباحث في التاريخ، أو الفقه الإسلامي،أو تاريخ الفكر السياسي،..إلخ ، إلى الاستشهاد بالشعر العربي، و في هذه الحالة، عليه أن يُشكل الشعر ما أمكن ، خصوصا القديم منه،و يشرح ما قد يتضمنه من مصطلحات أو أسماء أعلام أو غيرها، حتى يقرب معانيه و دلالاته إلى فهم القارئ المعاصر.
11- و إذا أضاف الباحث فكرة أو معلومة إلى نص الاقتباس، و ضعها بين قوسين معقوفين [ ].
12- و إذا اضطر إلى أن يحذف بعض العبارات من الاقتباس ، في حدود السطرين إلى ثلاث ، جعل مكان المحذوف- عند بداية المحذوف و عند نهايته- ثلاث نقط بين قوسين (...).
الفرع الآخر:حفظ الاقتباسات:
بعد قراءة المعلومات و اقتباسها، و تدوينها في أوعية ورقية أو إلكترونية، لا بد من حفظها في مكان آمن، إلى أن تظهر الحاجة لاستخدامها.
و هنا يجب التمييز بين عدة حالات:هناك حالات يجب أن نبادر فيها إلى اقتباس المعلومات و حفظها فور الوصول إليها:بتصويرها مثلا و حفظها في ملفات، عندما يتعلق الأمر بمراجع ورقية. أما إذا كنت تقرأ، في الأنترنيت و حالفك الحظ و عثرت على معلومات مفيدة، و كنت تخشى من أن فقدانها، أو أن تضل الطريق المؤدية إليها؛ فلا تتردد في طبعها فورا على الورق، بواسطة الطابعة الملحقة بالكمبيوتر. أو تسجلها في ذاكرة الحاسوب(القرص الصلب)، أو  نسخها في أحد الأقراص المرنة(المضغوطة) ، أو في إحدى أجهزة التخزين المحمولة، التي تدعي "يو إ سبي فلاش"(USB flash)،أو اختصارا  ("مفاتيح" USB).
هذا فيما يتعلق بحالات الحفظ الفوري.و لكن في أغلب الحالات، لا تظهر الحاجة إلى حفظ الاقتباسات إلا بعد مرور بعض الوقت،أي بعد تجمع عشرات الصفحات من الاقتباسات.
و يختلف الطلبة ، في طرق حفظهم لهذا النوع من المعلومات التي يسجلونها، فبعضهم يفضل الاحتفاظ بها في المفكرات و الدفاتر، بينما يفضل بعضهم الآخر استعمال الأوراق المنفصلة(من حجم A4)، كما أصبح بعض الطلبة يستعملون الكمبيوتر المحمول.لكن الأغلبية ما زالت تفضل استخدام البطاقات (note card=fiche de renseignements).
و عموما، في نظري على الأقل، تبقى "طريقة التسجيل و الحفظ في أوعية ورقية"، أفضل من الاعتماد على الكمبيوتر، لعدة اعتبارات:فالكمبيوتر المنقول مازال بعيدا عن متناول الكثير من الطلبة،ثم و إن كان اسمه " المحمول" ، فهو غير قابل للنقل إلى كل مكان، فهو ما زال ثقيلا، كما أن ثمنه قد يغري اللصوص بسرقته.
أما الأوعية الورقية، فهي رخيصة، نسبيا، و خفيفة، و يمكن نقلها و حفظها في كل مكان، ثم هي لا تغري اللصوص..اللهم ، إلا "الجواسيس" أو الكسالى  من الطلبة.
غير أنه عند استعمال الدفاتر، على الطالب ، أن يكتب على أحد الجانبين(الأيمن أو الأيسر) و يترك الصفحة الأخرى فارغة، لأنه قد يرغب في مرحلة لاحقة أن يضيف معلومات أخرى، أو يعلق على ما كتبه في الصفحة المقابلة.كما يستحسن أن يقسم الدفتر إلى أقسام متساوية في الحجم ، بحيث يمثل كل جزء إشكالية فرعية أو قسم من التصميم(المقدمة..الفصل الأول..أو المبحث الأول..إلخ).
 أما عندما يستعمل الطالب البطاقات أو الأوراق المنفصلة لتسجيل الاقتباسات؛ فقد تظهر الحاجة ، مع مرور الوقت، إلى فرزها و تصنيفها؛ حسب عدة معايير كالمواضيع أو المواد الدراسية(قانون دستوري،أو قانون مدني، ..). أو نوعية المصادر (فقهية أو قضائية). أو حسب موقعها في التصميم(المقدمة،و الفصل الأول،و.. الخاتمة).أو لاشتراكها في بعض الجوانب الأخرى(إشكالية فرعية.. )، أو نوعية المشروع الدراسي أو البحثي ( التعمق في دراسة المحاضرات، إعداد عرض أو بحث، تعليق على حكم قضائي..إلخ).
 و بعد  الفرز و التصنيف، تجمع البطاقات و الأوراق المتشابهة ، لتوضع معا، في ظرف واحد، أو ملف واحد، أو علبة كرتون، أو حتى صندوق حديدي؛ لما لا؟..فهذه البطاقات، قد تكون، في مرحلة من عمرك الدراسي- و أتمنى من أعماق القلب أن يكون طويلا و مكللا بالتفوق- أغلى ما تملك.
ثم لا تنسى أن تكتب  على الوعاء الذي استوعبته البطاقات، عنوان البطاقات التي يستوعبها و يحفظها.
كما يمكن فرز و تصنيف  البطاقات البيبلوغرافية أيضا(حسب المؤلف مثلا)،لأن ذلك يساعد الطالب على توثيق المراجع بطريقة علمية،و يسهل عليه وضع بيبلوغرافية دقيقة، لأي عرض، أو بحث أو تقرير .. يكون بصدد تحريره.
وهناك سؤال، يتردد على أذهان الباحثين: هل تسجيل الاقتباسات في البطاقات(أوراق منفردة أو دفاتر أو غيرها..)،و وضع هذه الأخيرة في أظرفة أو غيرها من الأوعية، و وضعها في أماكن آمنة،، يعتبر كافيا لحفظها من الضياع؟ أم يجب اتخاذ إجراءات احتياطية أخرى؟
يختلف الباحثون في الإجابة  على هذا النوع من الأسئلة،باختلاف ظروفهم المادية و النفسية؛ فالباحث القلق ليس كالباحث المطمئن أو المستهتر. و الباحث الذي تكبد المتاعب في تجميع المعلومات، ليس كالطالب الذي عثر على المعلومات في أقرب مكتبة،..و هكذا.
من هنا، فقد تكون أفضل طريقة لحفظ (تخزينها) المعلومات، هي العمل بالمثل الذي يقول " لا تضع بيضك كله في سلة واحدة".بمعنى ، إذا كنت تسجل الاقتباسات على البطاقات أو الدفاتر أو الأوراق المنفصلة، فيجب أن تسجل نسخا منها على جهاز الكمبيوتر أو في  قرص بل أقراص مدمجة(ثلاثة نسخ).و إذا كنت تسجل الاقتباسات في الكمبيوتر، فعليك أن تحصل منها على نسخ (ثلاثة نسخ) مسجلة على أقراص مدمجة..و هكذا. بل يمكنك/يجب عليك  أيضا؛أن تصنع نسخة ورقية، بطباعة تلك الاقتباسات،و حفظها في ملفات أو أظرفة أو مكان آمن.

و بإمكان الطالب القلق، أن يطمئن أكثر،باستعمال وسيلة تخزين إضافية، و ذلك بحفظ عمله في أجهزة الحفظ المحمولة، التي تسمى "يو إس بي فلاش"( flash USB).و بهذا، يصبح عنده نسخ متعددة من مشروع عمله، حتى إذا ضاع بعضها بقي البعض الآخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق