الكتب غير المرجعية، تعريفها، و أنواعها، و أهميتها للدراسة و البحث.
من أدوات البحث العلمي:الكتب غير المرجعية:
الكتب غير المرجعية، هي الكتب التي
يمكن قراءتها من أولها إلى آخرها- دفعة
واحدة أو في دفعات متقاربة- لأغراض الدراسة أو التثقيف الذاتي أو
الحصول على المعلومات.
و تنقسم هذه الكتب ، إلى فئات كثيرة، من أهمها:
أولا :الكتب
التمهيدية و الكتب الجامعية :
الكتب التمهيدية، كما يدل على ذلك اسمها، تهدف إلى
إرساء أهم الأسس و المبادئ و الأفكار و المصطلحات ، الخاصة بموضوع معين، و قضاياه المنهجية و التنظيمية؛ بشكل منهجي متكامل، يمهد أو يقدم ، لما يتبع هذه الأسس و المبادئ،و يترتب عنها أو يؤسس
عليها، من دراسات أكثر عمقا أو أدق تفصيلا.
و تحمل هذه النوعية من الكتب، في الغالب، عناوين مثل:المدخل لدراسة القانون، أو المدخل لدراسة الشريعة،أو المقدمة العامة لدراسة الإدارة، أو مبادئ علم السياسة، أو الموجز في الاقتصاد السياسي،أو دروس في العلاقات الدولية..( في المراجع الفرنسية، نجد عناوين مثل:Introduction générale au droit, manuel de droit privé ,
L’Indispensable du droit constitutionnel ..).
أما الكتب الجامعية، و تسمى أيضا "الكتب
المدرسية" أو "الكتب المنهجية"، فهي الكتب
الموجهة لخدمة المقررات(المناهج) الدراسية.و أعني بها هنا، الكتب التي يكتبها
الأساتذة الجامعيون، لمساعدة الطلبة و تخفيف العبء عنهم.ذلك أن الدراسة الجامعية ليس لها- من حيث
المبدأ العام- "كتاب مقرر" ، غير أن
الأحوال والظروف المحيطة ببعض الطلبة، مثل الطلبة المغاربة أو معظمهم -قلة المكتبات و افتقارها إلى أهم
المصادر و المراجع ، و قلة ذات اليد.. -؛ قد تدفع
بعض الأساتذة إلى تأليف كتبا منهجية،يضعونها بين أيدي الطلاب ، ليستعينوا بها على
متابعة محاضرات الأستاذ (مؤلف الكتاب)، و التعمق في دراستها.
ثانيا: المونوغرافيات:
أما المونوغرافيات(Monographies) ، فيراد بها الكتب أحادية الموضوع ؛أي
الكتب التي تهتم بدراسة قضية معينة أو
موضوع محوري معين،دراسة موضوعية شاملة.
ا
و هي كثيرة الأنواع، منها التعليقات على النصوص القانونية القصيرة، و الدراسات و الأبحاث القانونية الفقهية الطويلة،و أهمها جميعا الدراسات و البحوث و الرسائل الجامعية، لاسيما أطروحات الدكتوراه.
ا
و هي كثيرة الأنواع، منها التعليقات على النصوص القانونية القصيرة، و الدراسات و الأبحاث القانونية الفقهية الطويلة،و أهمها جميعا الدراسات و البحوث و الرسائل الجامعية، لاسيما أطروحات الدكتوراه.
و الأطروحات(Thèses de
doctorat)،أعمال علمية تتميز بعمق المعرفة و التحليل و الاستقصاء، يتقدم بها
الطالب الباحث (المرشح)،لنيل درجة الدكتوراه،في فرع من فروع المعرفة. و تكمن
القيمة العلمية لهذه الأطروحات،بالأساس،في أنها أعمالا إبداعية رفيعة ،تضيف جديدا
إلى المعرفة البشرية(هذا هو المبدأ العام). و من ثم فهي جديرة بأن تكون مرجعا،
يستمد منه الباحثون معلومات دقيقة، و متخصصة، و حديثة.
و لعله مما يؤكد، أهمية الأطروحات
كمصدر للمعلومات، أن الكثير منها، تعرف طريقها للنشر، كليا أو جزئيا، على شكل كتب(أو
كتيبات)، و مقالات و دراسات في دوريات الثقافة العامة أو المتخصصة.
ثالثا:المطبوعات الرسمية و المدونات:
المطبوعات الرسمية،هي كل الكتب و
الكتيبات و الكراسات، و ما في حكمها..، التي تصدر عن
الهيئات أو المؤسسات الحكومية أو الدولية،وتتعلق بممارستها لأنشطتها. و غالبا ما
تتضمن هذه المنشورات، الكثير من النصوص و الوثائق و الإحصائيات الهامة، التي تحظى
بثقة الباحثين أو اهتمامهم. من ذلك، على سبيل المثال: منشورات وزارة العدل، و وزارة التخطيط و الإحصاء، و وزارة المالية
(خاصة تلك المتعلقة بتفسير و تطبيق القوانين التشريعية و التنظيمية المتعلقة
بالضرائب..) ، وزارة الداخلية( مثل
المطبوعات المتعلقة بالانتخابات ..من مدونات و غيرها)؛و بعض منشورات المطبعة الرسمية (مداولات مجلس
النواب..)؛ و التقرير السنوي لبنك المغرب،و التقارير الإدارية..، و التقارير التي تصدر عن المنظمات الحكومية المتخصصة، كالبنك
الدولي..إلخ.
أما المدونات القانونية(codes)، فهي مجموع
النصوص القانونية الخاصة بفرع من فروع القانون، مجموعة في كتب.مثل
الدساتير، و النصوص التنظيمية(المراسيم، و القرارات..)،و النصوص التشريعية( مدونة
الأسرة ،و مدونة الشغل، ، أو قانون الالتزامات و العقود، أو قانون المسطرة
المدنية، مدونة التحصيل العمومية، و مدونة السير الجديدة طبعا..إلخ.هذه
الوثائق تنشرها الإدارات الحكومية، كما
قد تقوم بنشرها بعض المجلات أو الهيئات (المحامون،و
القضاة)، أو حتى الأفراد.مثال ذلك: سلسلة "نصوص و وثائق" أو سلسلة " دلائل التسيير" التي تنشرها " المجلة المغربية للإدارة المحلية و
التنمية"(REMALD).
و النصوص القانونية ، المنشورة على
هذا النحو ، قد تكون مفيدة و لكنها، قد لا تخلو من الخطأ أحيانا.لذلك، يمكن
استعمالها عند الضرورة ، أو تصحيحها، على ضوء النصوص المنشورة في الجريدة الرسمية.
رابعا:الدوريات:
ليست جميع الدوريات مجلات أو صحف،بل قد تكون كتبا أيضا.لأن
الدورية، في الحقيقة، هو الاسم الجامع لأصناف كثيرة من الأوعية الحاملة للمعلومات
و المعرفة،تشترك جميعها، في كونها تصدر بشكل دوري أو منتظم( أو غير منتظم) .و يعرف علم البيبلوغرافيا، المطبوع
الدوري بأنه: "هو المطبوع الذي يصدر بعنوان مميز،
على فترات منتظمة، أو غير منتظمة(...)و ينضوي تحت مظلة هذا التعريف الصحف
اليومية و المجلات الأسبوعية و نصف الشهرية و الفصلية و النصف سنوية و الحوليات و
الكتب السنوية، على اختلاف مستوياتها و تنوع مجالات اهتمامها".
و تتيح الدوريات بطبيعتها ، فرصة تتبع
نشأة و تطور الأحداث و الوقائع و الأفكار و النظريات الجديدة، خاصة تلك التي لا
تسمح أحجام المقالات و الدراسات المعبرة عنها، بنشرها على شكل كتب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق