‏إظهار الرسائل ذات التسميات المنهجية الجامعية: منهجية الامتحان. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المنهجية الجامعية: منهجية الامتحان. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 15 يونيو 2020

تقنية الأخطبوب في استحضار مخزونات الذاكرة، بطريقة شاملة متكاملة



تقنية الأخطبوب في استحضار مخزونات الذاكرة، بطريقة شاملة متكاملة

تقنية الأخطبوط

من الصعوبات الكبيرة، التييعاني منها الطلبة أثناء الامتحانات، ما يتعلق باستحضار المعلومات من الذاكرة، على قدر الحاجة إليها.

إن الأفكار و المعلومات، التي قد تتدفق من ذاكرة الطالب، يوم الامتحان، قد تكون كثيرة جدا، ولكنها لا تفيد إلا في تناول جزئية واحدة، أو جانب واحد من الموضوع.فيستطيع أن يكتب في هذه الجزئية، عدة صفحات، ثم لا يكتب شيئا في الجزئيات الأخرى.لماذا؟ لأنه، لا يعرف، كيف يستخرج معلومات متعددة و متنوعة و متباينة، عن الموضوع الواحد، في نفس الوقت.

 و يحدث هذا، حتى عندما تكون الذاكرة طيّعة و مرنة و قنوات المرور فيها سالكة،فإنها تتأثر- أثناء استحضار المعلومات- بعامل "توارد الذكريات"  ،بحيث أن تذكر معلومة واحدة (صديق في المدرسة الابتدائية)، يوجه الذاكرة إلى ملفات الذكريات المرتبطة بهذا الصديق دون سواه(أصدقاء الابتدائي) ، و يتم "إغفال" القنوات أو الممرات المؤدية إلى الملفات الأخرى:( أصدقاء الجامعة ،مثلا) مما يجعل الطالب يحصل على نوع واحد من المعلومات، التي لن تفيده إلا في تناول جزئية أو إشكالية فرعية أو إشكاليتين فقط.

و من هنا، و لمساعدة الطلاب و غيرهم، على استحضار أهم المعلومات المخزنة في ذاكرتهم، و التي قد تفيدهم في دراسة موضوع معين، ابتكر بعض العلماء تقنيات لتنشيط الذاكرة، و من أهمها تقنية  أسئلة " الأخطبوط"[1](Octopus): و هي مجموعة  من الأسئلة الأساسية، التي  تساعد على تذكر أكبر قدر من المعلومات المرتبطة بموضوع معين. و هذه الأسئلة هي :

لـماذا ؟  مــاذا ؟ مــن؟ مــتى؟ أيـــن؟ كــــم؟ كـــيف؟ مـــاذا بـــعد)مــا هــي الآثـــار أو التـــبعات(؟ 


فبفضل، هذه الأسئلة، يمكن استدعاء معلومات و معطيات و بيانات، و تواريخ، و أسماء أماكن و أشخاص، و دوافع و عوامل و أسباب،و طرق و مناهج و كيفيات، و مبررات و أهداف..و مآلات و آثار و تبعات و نتائج؛ لم تكن لتخطر على البال لأول وهلة، أو لا يمكن استحضارها..بطريقة أخرى.

أجل، يمكن لهذه التقنية، أن تساعد الطالب على استحضار الكثير من المعلومات المخزنة في ذاكره،أو استخراجها من الكتب أو الأنترنيت..، عن أي موضوع يريد أن يناقشه أو يكتب فيه.لأنها ، بكل بساطة، تتكون من مجموعة من الأسئلة، قادرة على الالتفاف و الإحاطة بجوانب أي موضوع، تقريبا،و من ثم تمد الطالب-الباحث بما يحتاج إليه من معلومات متعددة و متنوعة.

و لنرى فيما يلي، كيف تعمل هذه الأسئلة، و كيف يمكنها أن تساعد..و لتوضيح ذلك،بمثال ملموس،نأخذ قضية ساخنة،كلنا قرأنا أو سمعنا عنها؛و هي مقتل المرحوم جورج فلويد، و المظاهرات الاحتجاجية، التي عرفها العالم جراء ذلك.

1- السؤال :لماذا؟(سؤال عن الاستراتيجية)

يستعمل هذا السؤال، للبحث في جذور المشكل؟ أو في تبرير/تفسير واقع معين؛ أو عند البحث عن الأسباب و العوامل و الدوافع و الأهداف، التي تمثل أصل أو مصدر الموضوع، أو ما شابه.

يمكننا مثلا، أن نطرح السؤال:لماذا قتل جورج فلويد؟ لماذا تتصرف الشرطة الأمريكية بعنصرية؟ لماذا العنصرية مازالت مستمرة في أمريكا؟ لماذا انتشرت المظاهرات في أمريكا و العالم؟ لماذا وقعت المظاهرات في فرنسا؟ و بريطانيا؟..

2- السؤال:ماذا؟ (سؤال عن الدلالات و المعاني)

يستعمل هذا السؤال،عند البحث عن طبيعة الموضوع، و مميزاته:أي تحديد و تعريف إطار الموضوع، و المصطلحات .و دلالاتها و معانيها

يمكننا أن نسأل: ماذا وقع في مينيابوليس؟ ماذا فعل جورج فلويد؟ ماذا فعلت الشرطة؟ ماذا قال/فعل الرئيس ترامب؟ ماذا قال/فعل زعماء الحزب الديمقراطي؟ ماذا فعل المتظاهرون؟ ماذا قالت الصحافة؟

3- السؤال: من؟( سؤال عن العامل الإنساني)

يستعمل للسؤال عن الفاعلين، و عن العوامل البشرية، أي الأشخاص الذين لهم علاقة مباشرة بالموضوع المطروح؛

يمكننا أن نسأل: من هو جورج فلويد؟ من هو الشرطي الذي قتله؟ من هم الذي تظاهروا ضد الشرطة؟ من ساند الشرطة؟ من حضر تشييع جنازة فلويد؟ من تحدث عنها في وسائل الإعلام؟..؟

4- السؤال: متى؟ (سؤال عن عامل الزمان)

يستعمل هذا السؤال،عندما نريد أن نأخذ بعين الاعتبار التأثير الذي أحدثه الزمن، في مجموع العناصر المفيدة لمعرفة الموضوع المطروح:كالتواريخ، و المدد، و الآجال، و حالات التكرار أو التواتر..إلخ؛

يمكننا أن نسأل:متى قتل فلويد؟ متى قتل آخر أمريكي أفريقي قبل فلويد؟ متى بدأت المظاهرات في أمريكا؟ متى بدأت المظاهرات خارج أمريكا؟ متى بدأت الحركات الاحتجاجية ضد العنصرية في أمريكا؟ متى بدأت العنصرية في أمريكا؟ متى وصل الأمريكيون الأفارقة إلى أمريكا؟..؟

5- السؤال: أين؟ (سؤال عن عامل المكان)

يستعمل هذا السؤال، عند البحث عن تأثير البعد المكاني الواقعي أو المفترض للموضوع: الأماكن، و المظاهر الجغرافية، التقسيمات الإدارية، أو القطاعية، مجالات و ميادين التطبيق..إلخ؛

يمكننا أن نسأل:أين توجد مينيابوليس؟ أين قتل فلويد بالضبط؟ أين تكرر وقوع عمليات القتل ضد الأمريكيين من أصل إفريقي؟ أين تجمع المتظاهرون في أمريكا؟ و في باقي البلدان؟ أين دفن فلويد؟

6- السؤال: كم؟ ( سؤال عن الكم)

يستعمل هذا السؤال، عندما نريد الأخذ بعين الاعتبار العناصر القابلة للقياس بالأرقام ، كالتكاليف، و الكميات، و الأوزان، و الأعداد..إلخ؛

يمكننا أن نسأل: كم كان عدد المتظاهرين في أمريكا؟ كم كان عدد المتظاهرين في باقي دول العالم؟ كم كان يتقاضى فلويد عن عمله؟ كم كان يملك؟ كم كان عدد أولاده؟ كم يوم استمرت المظاهرات؟ كم كان عدد الصحفيين الذين غطوا الأحداث؟ كم هو عدد الأمريكيين من أصل أفريقي؟ كم يملكون من ثروة أمريكا؟ و من عدد المناصب فيها؟ كم عدد العاطلين منهم؟ ..؟

7- السؤال: كيف (سؤال عن الكيف)

يطرح هذا السؤال، للسؤال عن الأعمال و سبل التنفيذ: المناهج، و الإجراءات، و الوسائل؛ و التقنيات..إلخ؛

يمكننا أن نسأل:كيف وقعت هذه الأحداث؟ كيف تعاملت الشرطة مع مقتل فلويد؟ كيف تعاملت الشرطة مع قاتل فلويد؟ كيف تصرف القضاء؟ كيف تصرف رجال الإدارة؟ كيف أدار ترامب هذه الأزمة؟ كيف استغل الحزب الديمقراطي هذه الأحداث؟ كيف تناولت وسائل الإعلام هذه الأحداث؟ كيف اختلف التعاطي الأوربي مع المظاهرات، عن التعامل الأمريكي؟..؟

8- السؤال :عن المآل( السؤال عن التأثير  و الآثار و النتائج)

يستعمل هذا السؤال، لمعرفة المآلات ، و الآثار و التبعات، و عن فرضيات و احتمالات التطورات المستقبلية: الحصيلة الحالية، و المحتملة..إلخ.

يمكننا أن نسأل: هل سيتم إنصاف جورج فلويد؟ هل سيحكم على قتلة فلويد بعقوبات قاسية؟ ماذا ستكون ردود أفعال الأمريكيين الأفارقة؟ هل ستتغير القوانين لمصلحة السود؟ هل ستتغير القوانين لتحد من تعسفات رجال الشرطة؟ هل ستتغير الاعتمادات المالية المخصصة لرجال الشرطة؟ هل ستنتهي العنصرية في أمريكا ؟ و في أوربا؟ هل ستؤثر الأحداث على إعادة انتخاب ترامب؟

إن الأسئلة التي يمكن أن تطرح كثيرة و كثيرة جدا، و لكن المهم أن كل سؤال، يوفر لنا معطيات و معلومات، و يسلط الضوء على جوانب، تهملها الأسئلة الأخرى؛ و في مجموعها، تعطي هذه الأسلةصورة، شبه كاملة أو متكاملة عن الموضوع، الذي نكون بصدد البحث فيه، و من هناأهميتها.

و زيادة، في التوضيح، نسوق، فيما يلي، المثال التالي، الذي اقتبسناه، من مؤلفي الكتاب، الذي أشرنا إليه في الهامش.


مثال تطبيقي لتقنية الأخطبوط

 تخيل نفسك في قاعة مسرح..ثم لاحظ كيف أنه يمكن ، باستعمال تقنية الأخطبوط، أن تحيط بالكثير مما فيه، إن لم يكن كل ما فيه

فالسؤال:لماذ؟ يمكنك من معرفة  الهدف الذي يسعى إليه مؤلف المسرحية؟ و الهدف الذي يريد بلوغه صاحب المسرح؟ و الهدف الذي يريد كل واحد من الممثلين تحقيقه؟..و هكذا.

و السؤال: ماذ؟ يفيدك في معرفة نوعية و طبيعة العمل المسرحي..

و السؤال: من؟ يساعدك في التعرف على المؤلف..و المخرج..و الممثلين..إلخ.

و السؤال متى؟ يفيدك في التعرف على السياق التاريخي للأحداث..أو لعرض المسرحية..أو لتأليفها..أو تاريخ المسرح..

و السؤال :أين؟ يفيدك في معرفة الأجواء أو البيئة المحيطة  بالأحداث ..و مختلف الأماكن التي تدور فيها أحداث المسرحية..

و السؤال: كم؟ يساعد على تحديد عدد المساهمين في المسرحية..من ممثلين مثلا..أو شخصيات المسرحية..و عدد الجمهور..و تكاليف المسرحية..و ثمن التذكرة..و الأرباح التي يحققها صاحب المسرح..و أجور المخرج و الممثلين..و كل ما له علاقة بالكم.

أما السؤال: كيف؟ فيجيب عن السؤال:كيف تدور الأحداث؟ و حبكة القصة(المسرحية)..و عمل المخرج(كيف يدير المسرحية..؟)..و الممثلين( كيف يؤدي الممثلون أدوارهم..؟).

أما السؤال الأخير، و هو وماذا بعد أو ما هي الآثار و التأثير و النتائج..؟ فيساعد على معرفة آثار العمل المسرحي، و تأثيره في الحاضر و المستقبل..و مختلف الاحتمالات و الفرضيات المتعلقة بذلك.

أهمية هذه تقنية الأخطبوط

و الحاصل، في نهاية هذا الحديث، أن أهمية هذه التقنية ، تتمثل في ست نقط:

أ- إنها سريعة جدا، في استخراج المعارف و المعلومات من الذاكرة أو حتى من الكتب و الأنترنيت..أو أي وعاء آخر ؛

ب-  أنها تساعد على الإحاطة بجميع جوانب الموضوع، التي يصعب الوصول إليها أو استعادتها، بطريقة أخرى؛

ج-  أنها تساعد  على تنظيم و تصنيف المعلومات و الأفكار..إلخ، حسب منطق خاص، في كل متماسك، يساعد على إعادة استخدامها، بكل سهولة و يسر؛

د-  أنها تساعد على قياس كمية و نوعية  المعلومات حول موضوع معين، و بالتالي رصد جوانب النقص في المعطيات عنه؛

هـ- و أخيرا، فهي تمثل دعامة أساسية  للعمل المكتوب أو الشفوي،في وقت قصير.

 



[1]  سميت هذه التقنية، بتقنية الأخطبوط،لأنها تتكون من أسئلة متعددة كمجسات الأخطبوط، و أيضا لأن الحروف الأولى من هذه الأسئلة ، إذا جمعت، تصبح قريبة من اسم الأخطبوط بالفرنسية:

Pourquoi ? Quoi ? Qui ? Quand ? Où ? Combien ? Comment ? Conséquences ?      للتعرف أكثر على هذه الطريقة، يمكن الرجوع إلى:

Michelle  Fayet et Jean-Denis Commeignes- Méthodes de Communication écrite et orale-3e édition Dunod -Paris 2008- p 6 et suivantes.                                          


الأحد، 7 يونيو 2020

الطلبة رواد محركات البحث على الأنترنيت

الطلبة رواد محركات البحث على الأنترنيت


كلنا نعلم، بأن الطلبة الجامعيون هم أكثر الفئات الاجتماعية استخداما لمحركات البحث.و لكن قليلون منا،هم الذين يعلمون أن الطلبة الجامعيون، و لاسيما طلاب الدراسات العليا، ساهموا بدور كبير، ربما أكثر من غيرهم، في إبداع و تطوير هذه المحركات.

***

كلنا نعرف محركات البحث على الأنترنيت، فهي مواقع على الشبكة العنكبوتية العالمية( الويب=WEB )، تقدم لمستخدميها المعلومات التي يبحثون عنها، في هذه الشبكة.فهل تعلم متى ظهرت؟ و من ابتكرها أول مرة؟ و من ابتكر و طور أقوى المحركات على الإطلاق؟..إنهم الطلبة..التالية أسماؤهم..


ألان إمتيج،مبتكر أول محرك للبحك في الأنترنيت

الاثنين، 11 يونيو 2018

منهجية الامتحان الكتابي: ما هي أهم الخطوات التي يعبرها الجواب ، في الامتحان الكتابي، من التفكير فيه،..إلى تحريره النهائي؟


ما هي أهم الخطوات التي يعبرها نص الجواب، في الامتحان الكتابي، من التفكير فيه.. إلى تسويده.. إلى تحريره النهائي؟

عن منهجية الامتحان مرة أخرى..
أكبر مشكلة - بل قل إشكالية..لأنها مجموعة من المشاكل المترابطة في الحقيقة-، يواجهها الطالب ساعة الامتحان، هي كيفية تنظيم  و عرض" ما فهمه أو حفظه " من أفكار و معلومات.. لها علاقة بموضوع السؤال،بطريقة ملائمة و فعالة ترضي المصحح.و كلما كانت خبرة الطالب محدودة، من ناحية، و كلما كانت المعلومات و الأفكار التي يريد استعراضها أو مناقشتها، كثيرة و متشعبة ، من ناحية ثانية، و كلما كان سؤال الامتحان صعبا أو معقدا، من ناحية ثالثة.. كلما  استعصى عليه(الطالب) تنظيمها، و إخراجها في شكل منطقي جذاب.. ما لم يكن مسلحا برؤية ( منهجية)، تساعده على  غربلة أفكاره، و التخلص مما لا فائدة منه، و الابقاء على ما يعتبره مناسبا لبناء الجواب،و من ثم ترتيبها و تنسيقها وفق تصميم معين، حتى تخرج في مظهر لائق، شكلا و مضمونا.
***
 لعل أكبر خطأ يقع فيه معظم الطلبة، ساعة الامتحان، هو الاندفاع  إلى الجواب عن سؤال أو أسئلة الامتحان..- مهما كانت طبيعتها- بسرعة و بشكل مباشر، و كتابة هذا الجواب في ورقة التحرير رأسا ، دون المرور بورقة التسويد..و كأنهم يستأنفون عملا بدؤوه في منازلهم..أو أعدوا جوابه -مسبقا- قبل أن يأتوا إلى مكان الامتحان!!!!
و لأن " النص النهائي للجواب عن سؤال الامتحان"، لا يمكن للطالب أن يكتبه بشكل مباشر في ورقة التحرير؛ إلا بعد التعرف عليه،و التفكير فيه..و تسويد الإجابة ..و تحريرها في ورقة التسويد، و من ثم إدخال الكثير من التعديلات عليها، و تصحيحها بعد قراءتها،و تنقيحها بعد إعادة قراءتها..فإن النص النهائي للجواب، الصالح للنقل إلى ورقة التحرير، لا يمكن التوصل إليه إلا بعد مراحل من التفكير و التعثر أحيانا..،لأنه لا ينضج إلا بعد اجتياز الكثير من الخطوات الذهنية و العملية، التي تتم أثناء التسويد..ليصبح جاهزا لـ" النقل" إلى ورقة التحرير، دون أخطاء، أو تشطيب، أو رتوش..إلخ.
 فما هي أهم الخطوات التي يعبرها نص الجواب، من التفكير فيه.. إلى تسويده.. إلى تحريره النهائي؟
1- بعدما يقرأ الطالب سؤال الامتحان عدة مرات( ثلاث مرات على الأقل)، يُكَوِّن فكرة أو أفكارا عنه، و يُكَوِّن رؤية أو رؤى عن كيفية الإجابة عنه  (فرضيات)؛
2- ثم.. يشرع في استحضار- استرجاع من الذاكرة- ما يعرفه عن الموضوع؛
3-بعد ذلك يقوم بغربلة ما تم استرجاعه، على ضوء الفرضيات التي اختارها، ليبقي في النهاية عددا محدودا منها،يرى أنها(الأفكار) هي الأهم من منطلق فرضية أساسية(مركزية) واحدة،يرى أنها ألأنسب لمعالجة الموضوع:تلك الفرضية، ستصبح هي إشكاليته ؛لأنه من خلالها سيرى مكامن الإشكال في السؤال، و كيفية حله.
و أهمية هذه الإشكالية، تكمن في أنها تحصر جواب السؤال - من حيث الموضوع،و الزمان،و المكان- في  عدد من الأفكار المنسجمة و المتكاملة فيما بينها من جهة، و من جهة أخرى تقترح حلولا لأهم المشاكل- و ليس بالضرورة كل المشاكل- التي تكوِّن إشكالية موضوع السؤال.فالإشكالية،إذن، تمثل خيطا رابطا (fil conducteur)،يستطيع الطالب أن يجمع بوساطته الأفكار القليلة الأهم التي أبقى عليها- بعد عملية الغربلة-، و معالجتها، بشكل متسلسل ، و مرتب، و منظم، وفق منطق معين، يأخذ شكل " تصميم"(Plan).
و بتعبير آخر، فأهمية الإشكالية ، ترجع إلى قدرتها على مساعدة الطالب على " حصر الموضوع"، في أهم الأفكار، منظورا إليها من عدة زوايا:
أ- من الزاوية التي ينظر منها الطالب إلى المادة الدراسية التي ينتمي إليها السؤال:فسؤال عن أجور العمال مثلا، تختلف الإجابة عنه، من مادة قانون الشغل، إلى مادة  الاقتصاد ..و قس على ذلك؛
ب- من الزاوية التي نظر منها الأستاذ المدرس للمادة( و المصحح للامتحان):فكل مدرس له رؤيته الخاصة للمادة التي يدرسها ، و على الطالب أن يختار إشكالية، لا تصطدم بقناعات أستاذه(فهذه هي طبيعة العلوم الاجتماعية، فهي ليست كالرياضيات أو الفيزياء..)؛
ج- من زاوية المعلومات و الأفكار التي يعرفها الطالب، و التي يرغب في تحليلها أو مناقشتها أو استعراضها.. في جوابه؛
د- من زاوية الوقت المتاح:فالإشكالية التي نختارها لبحث يستغرق سنة، ليست هي الإشكالية التي نختارها لامتحان يستغرق ساعة( تصور نفسك ستقوم بسفر بالطائرة ، فلا يمكنك أخذ كل الملابس التي تملكها، في حقيبة سفرك..و إنما تأخذ ما تحتاج إليه فقط..و في حدود 30 كيلو غرام)؛
4- بعد التوافر على إشكالية و تصميم( اكتبهما في ورقة منفصلة..و ابقيهما دائما تحت بصرك)..يمكن للطالب الممتحن، أن يشرع في كتابة المسودة..في نسختها الأولى،.. التي سيعمل لاحقا عل تصحيحها و تنقيحها..
5- أثناء عملية تصحيح المسودة و تصحيحها،.. على الطالب أن يراقب مدى تطابق ما كتب مع الإشكالية..و مدى انسجام و تكامل مكونات التصميم فيما بينها، و لا سيما فيما يتعلق باحترام قاعدتي التوزان  و التوازي:
أ- التوازي:بمعنى أنه إذا قسم القسم الأول من الجواب إلى  مطلبين أو ثلاثة مطالب ، فالقسم الثاني (أو الثالث إذا كان هناك قسم ثالث =المدرسة الأنجلوسكسونية) أيضا، يجب أن يتضمن مطلبين أو ثلاثة مطالب؛
ب-أما فيما يخص التوازن بين مكونات الموضوع،فيتعلق الأمر بتناسب أجزاء البحث بعضها مع بعض، من حيث عدد السطور و الصفحات،فلا يكون بعضها أكبر من بعض بشكل يخل بالتوازن.مثال ذلك، أنه إذا كان المطلب  الأول يتكون من صفحتين؛ فالمطلب الثاني( أو الثالث عند وجده) يجب أن يتراوح عدد صفحاته بين صفحة و نصف و صفحتين و نصف أو حتى ثلاث، و لكن  عدد صفحات ،أقل من الحد الأدنى  أو  أكثر من الحد الأقصى؛ يعتبر عيبا منهجيا كبيرا، يدل على عدم قدرة الطالب على تنظيم أفكاره( فهو لا يعرف كيف يوزع أفكاره و معلوماته على أقسام الجواب)، و أيضا على ضعف تحصيله العلمي (أن حصيلته من المعلومات ، المتعلقة بقسم من الجواب، قليلة..) ؛
4- خلال عملية التصحيح و التنقيح،على الطالب أن يحرص على سد الثغرات التي قد يجدها..في الفقرات، و المطالب أو المباحث، باستكمالها، بمعلومات إضافية، أو تفاصيل. و لكن- في المقابل-، يجب عليه ألا يتردد في التشطيب على المعلومات و العبارات، أو حتى الفقرات التي يرى أنها لا تخدم الإشكالية، أو تثقل التصميم  أو المتن بدون فائدة( فينقل معلومات تفصيلية مثلا، من المتن إلى الهامش)؛
5- بعد الانتهاء من تحرير المسودة و تصحيحها..ستبدأ مرحلة أخرى من التنقيح، هذه المرة تتعلق بالأسلوب، و اللغة، و علامات الترقيم إلخ؛
5- و بعد الانتهاء من التنقيح في كل صوره و مراحله، .. يمكن للطالب أن يشرع في النقل من المسودة إلى ورقة التحرير..و عليه أن يبدأ بصلب الموضوع..و يترك مساحة فارغة كافية للمقدمة:فالمقدمة هي آخر ما يكتب؛لأنه قد يظهر للطالب في آخر لحظة أخطاء في التصميم، فيضطر إلى تصحيحها..و بالله التوفيق.