الأحد، 9 سبتمبر 2018

مهار ات جامعية أساسية ( الجزء الثاني)، و يتناول مجموعة من المهارات الأساسية الخاصة (مهارات عملية و تطبيقية، و مهارات البحث، و مهارات الكتابة

مهار ات جامعية أساسية ( الجزء الثاني)، و يتناول مجموعة من المهارات الأساسية الخاصة (مهارات عملية و تطبيقية، و مهارات البحث، و مهارات الكتابة


في الجزء الأول من هذا المقالن كنا قد تناولنا المهارات الجامعية العامة الأساسية، و تحدثنا أيضا عن أحد أنواع المهارات الجامعية الخاصة (مهارات اكتساب المعرفة).
فيما يلي،أي في هذا الجزء الثاني و الأخير من المقال، سنتعرف على مهارات أساسية خاصة أخرى، يحتاجها طلاب الجامعات.و يتعلق الأمر هذه المرة، بمهارات علمية و تطبيقية ( كمهارات: إصدار الأحكام، و تقييم الدليل، و التعبير..)؛ ومهارات البحث (مثل الوصول إلى المعلومات، و التفكير التحليلي، و التفكير النقدي ، وصياغة المفاهيم، و المقارنة، و طرح الفرضيات..)؛ و مهارات كتابية (كمهارة التوضيح و التوسع، و مهارة التلخيص، و مهارة عرض المعلومات، و مهارة خلق التتابع و التسلسل..).
مهارات جامعية أساسية
(الجزء الثاني)

ثالثا: مهارات عملية و تطبيقية

1- مهارة إصدار الأحكام ( أو الوصول إلى حلول):و هي تلك المهارة التي تستخدم لتطبيق معلومات معطاة ، و استنتاجات مقدمة ؛ من أجل الوصول إلى أحكام عامة أو حلول . أو أنها عبارة عن عملية ذهنية ، يتم من خلالها الوصول إلى أحكام ، بعد الأخذ في الحسبان جميع المعلومات المتوفرة؛

2- مهارة الاستنتاج:هي تلك المهارة التي تستخدم من أجل توسيع أو زيادة حجم العلاقات القائمة على المعلومات المتوفرة ، و الاستفادة من التفكير الاستدلالي أو التحليلي من أجل تحديد ما يمكن أن يكون صحيحا. أو إنها عبارة عن استخدام ما يملكه الفرد من معارف أو معلومات للوصول إلى نتيجة ما؛

3- مهارة تقييم الدليل:هي تلك المهارة التي تستخدم لتحديد فيما إذا كانت المعلومات تتمتع بصفات الدِّقة و الصدق و الموضوعية ، في آن واحد؛

4- مهارة القدرة على  التعبير بلغة التدريس:إن المعرفة الجيدة باللغة ، تمكّن الطالب من تدوين ملاحظات دقيقة و مختصرة ، مما يقوله الأستاذ المحاضر، و كذلك توفر عليه الوقت عند قراءة الكتب و المراجع الجامعية ( الورقية و الإلكترونية).كما تمكنه من التعبير، بطرق أخرى ، عن أفكاره كتابيا و شفويا..؛

5- مهارة اتقان اللغات الأجنبية:إن معرفة الطالب للغات الأجنبية (مثل الإنجليزية ، و الفرنسية، و الصينية، و الإسبانية،و الألمانية ، و التركية ..)،تساعده على التعمق في دراسة الدروس ، و إنجاز البحوث العلمية ، و التواصل مع المحيط و البيئة الاجتماعية الصغيرة و الكبيرة، و تفتح أمامه آفاق مستقبلية..

رابعا: مهارات البحث

1- مهارة الوصول إلى المعلومات: و هي تلك المهارة التي تستخدم من أجل الوصول بفعالية إلى المعلومات ذات الصلة بالسؤال أو المشكلة المطروحة؛

2- مهارة التفكير التحليلي: و هي مهارة تساعد الطالب على تجزئة المادة التعليمية إلى عناصرها الأساسية أو الثانوية ، و إدراك ما بينها من علاقات أو روابط ، مما يساعده على فهم بنيتها و العمل على تنظيمها ( أو إعادة تركيبها) في مرحلة لاحقة؛

3- مهارة التفكير التركيبي:و هي على عكس المهارة السابقة ( مهارة التفكير التحليلي)؛ إذ تقوم على البحث عن العناصر المشتركة بين مكونات المادة التعليمية( أو موضوع الدراسة ) ، وضع أجزائها مع بعضها البعض ، في قالب واحد أو مضمون واحد( يحتاج الطالب إلى هذه المهارة ، مثلا ، في الإجابات على الأسئلة التركيبية..التي تنطوي على إشكاليات معقدة..)؛

4- مهارة التفكير النقدي:هذه المهارة هي عبارة عن القدرة على تقييم و قياس و الحكم على الآراء و الأفكار و المعتقدات و القوانين و النظريات و الظواهر الاجتماعية..إلخ؛ لفحص دقتها و صلاحيتها و قيمتها الحقيقية، و عدم التسليم بأي شيء مهما كان مصدره ؛ إلا بعد تدقيقه و تمحيصه ، و إخضاعه لشتى أصناف الاختبارات ، لتقييم ما له و ما عليه؛

5- مهارة التصنيف:هي تلك المهارة التي تستخدم لتجميع الأشياء على أساس خصائصها و صفاتها ضمن مجموعات أو فئات ؛ أو إنها عبارة عن عملية عقلية يتم من خلالها وضع الأشياء معا ضمن مجموعات ، بحيث تجعل منها شيئا ذا معنى؛

6- مهارة صياغة المفاهيم و تطويرها:هي تلك المهارة التي تستخدم لتحديد الفكرة عن طريق تحليل الأمثلة الخاصة بها ؛ أو إنها عبارة عن عملية ذهنية تهدف إلى إيجاد تسميات و تصنيفات للأفكار؛

7- مهارة طرح الفرضيات و اختبارها:هي تلك المهارة التي تستخدم من أجل تشكيل أو طرح حلول تجريبية لمشكلة ( أو إشكالية) ما ، و اختبار فعاليتها ، و تحليل نتائجها ؛ أو إنها عبارة عن القيام باقتراح تخمينات( توقعات) أو تصورات جيدة لحل قضية ما، ثم العمل على فحص أو اختبار هذه التوقعات أو التصورات؛

8- مهارة المقارنة( اكتشاف أوجه الاتفاق و الاختلاف): إنها تلك المهارة التي نستعين بها ، لفحص شيئن أو فكرتين أو قرارين أو اختيارين أو موقفين..إلخ، لاكتشاف أوجه الشبه و نقاط الاختلاف.

خامسا:مهارات كتابية

1- مهارة التوضيح أو التوسع:و هي تلك المهارة التي تستخدم من تفصيل الأفكار و التوسع في شرحها، و جعلها أكثر فائدة و دقة و جمالا ، عن طريق التعبير عن معناها بإسهاب و تفصيل واضح.أو هي عبارة عن القدرة على إضافة تفصيلا جديدة للأفكار المطروحة،حتى لتصبح الفكرة البسيطة ، عميقة و مهمة؛

2- مهارة التلخيص و الاختصار( أو مهارة التفكير التجميعي): و هي تلك المهارة ، التي يتم بوساطتها تقليل عدد الأفكار المطروحة ، و اختزالها أو اختصارها في فكرة واحدة أساسية ، أو فكرتين اثنتين تمثلان الجوهر و الأفضل و الأدق و الأكثر فائدة لحل المشكلة ( أو الإشكالية) المطروحة؛

3- مهارة عرض المعلومات بيانيا أو على شكل رسوم و أشكال:و هي تلك المهارة التي تستخدم للتعبير عن الحقائق و المعطيات الكيفية أو الكمية ، بأشكال و بيانات و رسوم توضيحية ، من أجل توضيح أن العناصر و المعطيات و الأفكار و مختلف أنواع المعلومات،مترابطة بشكل دقيق ، و ذلك عن طريق استخدام الجداول و المعادلات و الأشكال و الرسوم و الأعمدة و الدوائر و الرموز..و ما إلى ذلك؛

4- مهارة خلق التتابع و التسلسل:هي تلك المهارة التي تستخدم من أجل ترتيب الحوادث أو الفقرات أو المحتويات ، بطريقة منظمة و دقيقة ؛ أو إنها تعني وضع الأفكار بتنظيم محدد يتم اختياره بعناية فائقة؛

5- مهارة التعميم:و هي تلك المهارة التي تستخدم لبناء مجموعة من العبارات أو الجمل ، التي تشتق من العلاقات بين المفاهيم ذات الصلة ؛ أو إنها عبارة عن بناء جمل أو عبارات واسعة (فضفاضة)، يمكن تطبيقها في معظم الظروف و الأحوال..

***
و بعد، فهذه بعض المهارات الأساسية التي يحتاجها الطالب الجامعي ..و هناك مهارات أخرى ، لا يتسع المجال لذكرها هنا ، فهي كثير و متنوعة ، تختلف من كلية إلى أخرى ، حسب التخصص الذي يطلبه الطالب في هذه الكلية أو تلك:فالطالب الذي يدرس الطب ، تكسبه كلية الطب المهارات التي تؤهله لممارسة مهنة الطب ، و الطالب الذي يدرس القانون ، تدربه كلية الحقوق( من حيث المبدأ العام) - أو تتيح له فرصة التدرب - على المهارات التي تجعله قادرا على التعامل مع القوانين و تطبيقها..و قس على ذلك بالنسبة لكل أصناف الطلبة.
و أخيرا و ليس آخر، يمكن لمن يريد التوسع في دراسة هذه المهارات أن يراجع كتاب الدكتورة دودت أحمد سعادة، بعنوان " تدريس مهارات التفكير( مع مئات الأمثلة التطبيقية)"، من نشر دار الشروق بعمان( الأردن)، سنة 2007.و بالله التوفيق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق