يلتحق بالجامعة كل سنة ، الملايين من التلاميذ؛ القليل منهم هم الذين يملكون المؤهلات لمتابعة الدراسة الجامعية، او على الأقل الرغبة في تلقي التعليم الجامعي؛ أما الأغلبية فيلتحقون بالجامعة بالصدفة..أو لأنها هي الفرصة الوحيدة أمامهم..
أنواع الطلبة في الجامعة:
في الجامعة، نصادف أنواعا
متعددة من الطلبة، القليل منهم هم الذين يصح أن نسميهم طلبة، أما الأغلبية
فيلتحقون بالجامعة، و لسان حالهم يقول" لقد أبصرت طريقا أمامي فمشيت.."،
دون و عي، دون قصد..و بالتالي فهم طلبة بالصدفة.
من هنا، لو حاولت تصنيف
هؤلاء الأفراد،الذين يلتحقون بالجامعة كل عام، بدعوى طلب العلم ، لوجدت الأصناف الكبرى
التالية:
1- الصنف الأول يملك مؤهلات
بدنية و عقلية و مالية، تؤهله لطلب العلم،إلا أنه لا يرغب فيه..و قد جاء إلى
الجامعة،نزولا عن رغبة والديه، أو هو يعتبر الجامعة " قاعة انتظار " ، يجلس
فيها، في انتظار فرصة أفضل..
هذا النوع ما كان ينبغي له
أن يلتحق بالجامعة أصلا..لأنه بكل بساطة،لا يرغب في طلب العلم..
2- و هناك صنف ثاني قريب من
هذا الصنف الأول،أو هو فرع منه، يملك هو
الآخر المؤهلات المطلوبة للتعليم الجامعي،إلا أنه لا يرغب في متابعة الدراسة في
التخصص الذي اختاره (أو" فرض عليه")، و يرى أنه غُبن في اختياره أو خُدع،
و أنه خلق لتخصص آخر، ..و لذلك فهو يرى مروره في هذا التخصص أو هذه الكلية أو
المدرسة عابرا، و يتحين الفرصة للانتقال إلى تخصص آخر أو مدرسة أو كلية أخرى..
3- و النوع الثالث من
الطلبة،قد تكون له الرغبة في الدراسة الجامعية، بل و دراسة تخصص بعينه، إلا أنه
يفتقر لبعض المؤهلات المادية أو القدرات البدنية أو يعاني من اختلالات نفسية ،فلا يستطيع متابعة دراسته الجامعية إلى نهايتها الطبيعية.
و إلى هذا الصنف، ينتمي
كثير من الطلبة المنحدرين من الأوساط الفقيرة؛فقد تجد أحدهم يمتلك مؤهلات عقلية
كبيرة، إلا أن إمكانياته المالية هزيلة؛ فيضطر إلى الانقطاع عن الدراسة، بل و قد
يغادر الجامعة للبحث عن عمل للإنفاق على والديه..
4- أما الصنف الرابع،فلديه
الرغبة و القدرات المالية و البدنية و
النفسية المطلوبة للدراسة الجامعية؛ و لكن تنقصه الكفاءة العقلية (الذكاء)،
لمتابعة الدراسة الجامعية عامة، أو التخصص الذي اختاره خاصة:هذا الصنف يمكن إعادة
توجيهه ، إلى التخصص أو المهنة التي تتناسب مع كفاءته و قدرته العقلية؛
5- في الصنف الخامس ، نجد طلبة يتمتعون بجل
المواصفات المطلوبة للنجاح في الحياة الجامعية،و لا يفتقرون إلا لبعض المهارات
المعرفية، كعدم اتقان لغة التدريس (الفرنسية مثلا)، أو الجهل بأسس المنهجية
الجامعية..هؤلاء من السهل - إذا توافرت الإرادة لدى المسؤولين- تحويلهم إلى طلبة
ناجحين ، بنسب مئوية عالية؛
6- و هناك الصنف السادس،و
الذي تتوافر لديه الرغبة و القدرة معا، و فضلا عن ذلك فهو يعرف كيف يتعامل مع
الجامعة، و كيف يتكيف بسرعة مع ظروفها( لأنه قد يكون منتميا إلى عائلة
"جامعية"..)؛و هذا الصنف الذي يحقق النجاح في الجامعة،بنسبة 100/100 ؛
قليل..للأسف.
و الحاصل، إنه
ليس كل من يزعم طلب العلم في الجامعة ، فهو طالب علم حقيقي ، بل إن طلاب
العلم " الحقيقيون" قلة قليلة..إلا ذلك لا ينبغي أن يمنع الدولة و المجتمع
معا،من العمل على الزيادة في أعداد هؤلاء
"الطلبة الحقيقيون"،بمساعدة كل
من تتوافر لديه الرغبة الحقيقة في طلب العلم، بشتى السبل الممكنة..فالتنمية
الحقيقية و الشاملة، في أي مجتمع، لا يمكن أن تتحقق إلا بزيادة "
الإنتاج" من هذا الصنف من الطلاب، و بالله التوفيق.
***
و رب سائل يسأل: و ماذا عن أنواع الأساتذة الجامعيين؟
عن هؤلاء..اقتبس ( بتصرف) المقولة التالية لـ " ماكس بيروتي":
..و في العلم [ الجامعة] ، كما في أي
مسعى آخر ، يمكن أن نعثر على قديسين و دجالين ، و محاربين و رهبان ، و عباقرة و
حمقى ، و مستبدين و عبيد ، و محسنين و بؤساء..
ماكس
بيروتي - ضرورة العلم: دراسات في العلم و العلماء- ترجمة :وائل أتاسي و د.بسام
معصراني- عالم المعرفة- العدد 245- ص 6.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق