الأحد، 9 سبتمبر 2018

مهارات جامعية أساسية:بعضها عامة، تستعمل في الكثير من الأعمال و الأنشطة الجامعية( كإدارة الوقت، و التفكير الفعال،و تحديد الأولويات..)؛ ومهارات أساسية خاصة،كتلك التي تستعمل لاكتساب المعرفة( مثل تلك المتعلقة بتدوين الملاحظات، و الاستماع و القراءة بتركيز، و تنظيم الدراسة..).

مهارات جامعية أساسية:بعضها عامة، تستعمل في الكثير من الأعمال و الأنشطة الجامعية( كإدارة الوقت، و التفكير الفعال،و تحديد الأولويات..)؛ ومهارات أساسية خاصة،كتلك التي تستعمل لاكتساب المعرفة( مثل تلك المتعلقة بتدوين الملاحظات، و الاستماع و القراءة بتركيز، و تنظيم الدراسة..).


إن النجاح في الحياة الجامعية، يحتاج إلى الكثير من المهارات، بعضها أساسي و بعضها الآخر ثانوي.
و تنقسم المهارات الأساسية التي يحتاج كل الطلبة إلى معرفتها، تنقسم إلى قسمين:مهارات أساسية عامة، و مهارات أساسية خاصة.
فالمهارات الأساسية العامة،هي تلك التي يستعملها الطلبة، في الكثير من أعمالهم و أنشطتهم،كمهارات: إدارة الوقت، و التفكير الفعال،و التفكير الإبداعي،و تحديد الأولويات، و تحديد العلاقة بين السبب و النتيجة،..و غيرها.
أما المهارات الأساسية العامة، فهي كثيرة و متنوعة، سنقصر حديثنا هنا، عن نوع واحد منها، ألا وهي المهارات الأساسية لاكتساب المعرفة،مثل: تدوين الملاحظات أثناء الاستماع، و التركيز أثناء الاستماع و القراءة،و طرح الأسئلة، و التنظيم، و التذكر، ..و غيرها. 
مهارات جامعية أساسية
(الجزء الأول)
للجامعة كما رأينا، في مقالات سابقة ، وظائف كثيرة ، و أهداف متعددة ، من أهمها إكساب الخريج الجامعي مهارات و كفايات أساسية ، غير تلك التي يحتاجها في التعليم " قبل الجامعي".
و بالفعل،  فالتعليم الجامعي ، أو التعليم العالي بصفة عامة ، لا يقتصر دوره ، و لا تنحصر أهدافه ، في تمكين المتعلم من حيازة المعرفة و المهارات العقلية و اليدوية ، و إنما تتجاوز ذلك إلى الاهتمام بتنمية درجات المرونة ، و سرعة التفكير و الإبداع ، و تنمية مهارات التعلم من خلال الخطأ و الصواب، و القدرة على الحكم السليم على الأشياء و الأشخاص و الظواهر و الأحداث ، و إصدار القرارات الصائبة و الأحكام الموضوعية العادلة ، و الإحساس بوحدة المعرفة البشرية ، و ربط العلوم الدقيقة ( كالرياضيات و الفيزياء و الكيمياء..) بالعلوم الانسانية( التاريخ، و الآداب..) و العلوم الاجتماعية ( القانون، و الاقتصاد، و علم الاجتماع..)، و القدرة على التحصيل و التعليم الذاتي( أي الوصول الذاتي إلى مصادر المعرفة الأصلية )، و من ثم توظيفها في حل المشاكل الشخصية و الاجتماعية ، و القدرة على طرح الأسئلة ، و عدم الاستسلام لوهم البساطة الظاهرة أو الوعي الزائف..إلخ.
و من أهم هذه المهارات الأساسية ، التي تعتبر ضرورية للنجاح في الحياة الجامعية ، بل و الحياة ككل ، ما يعرف بمهارات التفكير و التنظيم ، و التي يمكن تعريفها بأنها:" تلك العمليات العقلية التي نقوم بها من أجل جمع المعلومات و حفظها و تخزينها ، و ذلك من خلال إجراءات التحليل و التخطيط و التقييم و الوصول إلى استنتاجات و صنع القرارات ". و هناك تعريف آخر لهذه المهارات ، يعرّفها على أنها:" عبارة عن عمليات عقلية محددة نمارسها عن قصد في معالجة المعلومات و البيانات لتحقيق أهداف تربوية متنوعة تتراوح  بين تذكر المعلومات و وصف الأشياء و تدوين الملاحظات،..و تقييم الدليل و حل المشكلات و الوصول إلى استنتاجات "[1].
و من خلال هذين التعريفين لمهارات التفكير و التنظيم ، يتبين لكم؛ أنها تنطوي أو تتفرع إلى مهارات عديدة و متنوعة ، بعضها مهارات عامة ، و بعضها الآخر، مهارات خاصة باكتساب المعرفة ،  و طرق البحث عنها ، و التعبير الكتابي و الشفوي..إلخ، و غيرها من المهارات التي يحتاجها الطالب الجامعي للنجاح في حياته الجامعية أولا، ثم في حياته المهنية أو الخاصة لاحقا ؛ و هي المهارات التي سنحاول التعرف عليها ، بإيجاز ، فيما يلي.

أولا: مهارات أساسية عامة

نسميها مهارات "عامة"، لأن الطلبة الجامعيون ( و غيرهم)، يستعملونها في مزاولة الكثير من الأعمال و الأنشطة الجامعية (و غيرها)، على عكس المهارات الخاصة أو المتخصصة، التي تستعمل في بعض الأنشطة أو الأعمال دون غيرها. و من أهم المهارات الأساسية العامة،ما يلي:

1- مهارة إدارة الوقت: و هي المهارة التي تستخدم من أجل الحصول على أفضل استغلال للوقت؛

2- مهارة التفكير الفعال: و التفكير الفعال ، هو ذلك النوع من التفكير الذي تُتّبع فيه المنهجية السليمة و المحددة- حسب نوع العمل أو النشاط المراد إنجازه -، و تستخدم فيها أفضل المعلومات من حيث دقتها و كفايتها؛

3- مهارة التفكير الإبداعي ( أو الأصيل): إذا كان الإبداع هو " القدرة على إنتاج شيء جديد ، أو إيجاد حل جديد لمشكلة ما"؛فإن التفكير الإبداعي أو الأصيل ، يمكن تعريفه ، على أنه " نشاط عقلي مركب ، بطرق جديدة أو غير مألوفة أو استثنائية ، يستعمل من أجل التوصل إلى أفكار ذكية أو فريدة من نوعها ، أو بهدف البحث عن حلول أو التوصل إلى نتائج لم تكن معروفة من قبل "؛

4- مهارة حل المشكلات:هي تلك المهارة التي تستخدم لتحليل و وضع استراتيجيات ، تهدف إلى حل سؤال صعب أو موقف معقد ، أو مشكلة تعيق التقدم في جانب من جوانب الحياة ، أو إنها عبارة عن إيجاد حل لمشكلة ما تواجه الفرد أو الجماعة؛

5- مهارة تحديد الأولويات:هي المهارة التي يتم عن طريقها وضع الأشياء أو الأمور في ترتيب معين ، حسب أهميتها؛

6- مهارة تحديد العلاقة بين السبب و النتيجة:هي تلك المهارة التي تستخدم في تحديد العلاقات السببية بين الأحداث المختلفة ، أو إنها تلك العملية الذهنية التي تبين كيف أن شيئا يكون سببا لآخر؛

7- مهارة تطبيق الإجراءات: و هي المهارة التي تستخدم لفهم و تطبيق خطوات معقدة في ضوء عناصرها أو أجزائها المتعددة ؛ أو إنها عبارة عن تعلم عمل شيء ما أو القيام بعمل معين بدقة عالية ، بحيث يصبح من غير الضروري التفكير كثيرا في تلك الخطوات أثناء القيام بها ، نظرا لأن تطبيقها أو تنفيذها أصبح يتم، في الواقع ، بشكل اعتيادي.

ثانيا: مهارات اكتساب المعرفة

1- مهارات تدوين الملاحظات: هي تلك المهارة التي تستخدم في التقاط الأفكار و المعلومات المهمة ، و تسجيلها بشكل مختصر و واضح ، أثناء المحاضرة أو عند قراءة كتاب أو مقال ، أو مراجعة موقع إلكتروني..إلخ؛

2- مهارة التركيز( ضبط و توجيه الانتباه):هي تلك المهارة ، التي نستعملها من أجل التحكم و ضبط المستويات المختلفة للانتباه ؛ أو إنها عملية الانتباه لما يقال أو يناقش أو يعرض من معلومات أو أفكار أو أراء أو معارف ( أثناء المحاضرة ، أو العرض ، أو الندوة ، أو الشرح على السبورة..إلخ)؛

3- مهارة الإصغاء النشط:هذه المهارة تتفرع عن المهارة السابقة،أو هي إحدى " أدوات " مهارة التركيز،و تتمثل في الانصات بعناية فائقة، من أجل الحصول على المعلومات؛

4- مهارة الملاحظة النشطة: و هي مهارة مساعدة أو فرعية،تندرج هي الأخرى ضمن مهارة التركيز، و تستخدم من أجل اكتساب المعلومات عن الأشياء و القضايا أو الأحداث أو أنماط سلوك الأشخاص ؛ و ذلك باستخدام الحواس المختلفة ، أو إنها عبارة عن بذل المزيد من الاهتمام بشيء ما؛

5- مهارة طرح الأسئلة:هي المهارة التي تستخدم لدعم نوعية المعلومات أو المعرفة المكتسبة ، من خلال طرح الأسئلة الجيدة ، و صياغة الأسئلة الدقيقة و الفعالة؛

6- مهارة التنظيم المتقدم: و هي عبارة عن النظرة السريعة إلى الأمر أو الشيء أو الموضوع أو الحدث كله، في نظرة شمولية ، من أجل فهمه فهما شموليا جيدا (و لا يتحقق ذلك إلا من خلال الربط و التنظيم بين المعطيات و المعلومات..المتعلقة بالحدث أو الفكرة أو الموضوع أو الشيء..إلخ)؛

7- مهارة التذكر:هي تلك المهارة التي تستخدم من أجل ترميز المعلومات و الاحتفاظ بها في الذاكرة طويلة المدى، أو إنها عبارة عن عملية تخزين المعلومات في الدماغ  من أجل استخدامها لاحقا.

 ***
المهارات الأساسية الأخرى ، سنتعرف عليها لاحقا، في الجزء الثاني..إن شاء الله تعالى.



[1] د.دودت أحمد سعادة- تدريس مهارات التفكير ( مع مئات الأمثلة التطبيقية)- دار الشروق- عَمّان 2003- ص 45.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق