لقد سبق القول، في مستهل الفصل السابق، أن الإشكالية تتضمن دائما ، بشكل واضح أو خفي، المعالم الكبرى للتصميم الذي يجب وضعه
لعرض الموضوع(المبحث الأول) [1].غير أن الكثير من الطلبة،للأسف، لا يدركون هذه الحقيقة،بدليل أنهم يندفعون
في كتابة "مواضيعهم" بدون تصاميم؛ أو بتصاميم لا تمت بأي صلة للإشكالية.
و لأن تقنيات
صياغة الإشكاليات و وضع التصاميم المناسبة لها، ليست مهارات في متناول كل
طالب،فإنه تم وضع بعض التصاميم النموذجية، يمكن الاستعانة بها عند الضرورة ( المبحث
الآخر).
المبحث الأول:ماهية التصميم و أهميته:
يمكن أن يكون الموضوع الذي تفكر بكتابته جيدا ، بل و
ممتازا، و لكنه لن يحقق الغرض منه إلا إذا مهدت له بخطوات، تسهل على القارئ ولوجه
من بابه العريض دون عوائق، و أن تمده بدليل أو خريطة طريق تهديه إلى الغاية التي
تريده أن يصل إليها.هذه الخريطة، هي التصميم(المطلب الأول).و هو على جانب كبير من
الأهمية، في كل كتاب و كل بحث(المطلب الآخر).
المطلب الأول: التصميم و أهميته:
لغويا،يرادف التصميم "الخريطة ،و الخطة، و
المنهج".و لا عجب في ذلك، فعندما نضع تصميما لموضوع معين، فإننا نحدد الترتيب
أو المسار أو الخريطة التي سنتبعها في عرض عناصره و مضامينه[2].
بتعبير آخر، فالتصميم
ليس إلا صياغة للإشكاليات الفرعية، أو "هو عرض الأفكار التي توصل
إليها الباحث من خلال تنظيم منطقي معين".
بلغة أخرى أكثر وضوحا، فالتصميم هو الطريقة التي يعتمدها الكاتب في عرض إشكاليته و
ترتيبها، بحسب أهمية كل جزء في علاقاته بالأجزاء الأخرى، و في علاقته بالمنهج
المتبع.أو كما قال أحد الباحثين:"التصميم .. هو الهيكل العظمي الذي يبنى عليه
البحث"[3]:أي الذي سيكسى "لحما و شحما"، بواسطة المعلومات التي جمعها
الباحث.
و من هنا،فإن وضع التصميم في الدراسات و البحوث عامة ،
هو المقدمة الضرورية لمعالجة أي موضوع بطريقة جيدة. فمهما تكن طبيعة هذا الموضوع
الذي تكون بسبيل دراسته أو إعداده ( عرض، أو تقرير، أو مقال صحفي، أو سؤال امتحان،
أو بحث الإجازة، أو أطروحة لنيل الدكتوراة[4]..إلخ)؛فأنت في حاجة إلى تصميم. و السبب في ذلك ، هو أن التصميم يبقيك
دائما داخل إطار الإشكالية،ويربطك
بموضوعك،فيكون بمثابة دليل أو "خريطة طريق"، تهديك إلى بر الأمان.و
كلما كان العمل البحثي طويلا (مثل الأطروحة أو الرسالة الجامعية)، كلما كان الجهد
المطلوب لانجاز التصميم كبيرا:لأن قيمته في ذلك العمل تكتسي أهمية أكبر[5].
و لهذا، كثيرا
ما يعتمد مصحح الامتحان أو الأستاذ المشرف على البحث، أو عضو لجنة الحكم على
رسالة، أو رئيس التحرير في مجلة..إلخ ، على التصميم في تقييم العمل أو البحث
الجامعي، و من ثم إجازته- بهذه الميزة أو تلك- أو قبوله للنشر أو رفضه: فالتصميم
معيار عالمي في قياس الأعمال العلمية.
و في غياب التصميم، سيجد الطالب أو الباحث نفسه يسير على غير هدى و يقين، و لا يعرف ماذا يقدم و لا ما يؤخر،فيصبح كالناقة العشواء،فيضل
و يضلل القارئ معه: فهو يتناول في المقدمة ما ينبغي تأخيره إلى جوهر الموضوع أو
الخاتمة أو العكس، و يجمع الأفكار و
يفرقها دون أن يدرك ما بينها من تناقض أو تقارب ،و ينشرها أو يطويها على طول مساحة
البحث بدون وعي، فتجدها في كل مكان، من المقدمة إلى الخاتمة،دون أن تعرف لماذا
جمعها هنا و لا لماذا فرقها هنا و هناك،و لماذا أجمل الحديث في هده الجزئية و
فصّله في جزئية أخرى.
المطلب الآخر: أنواع التصاميم:
إن التصميم ، مثله مثل الإشكالية، ينبع من شخصية
الطالب/الباحث و من الموضوع المبحوث، و بالتالي فليس هناك قواعد عامة يمكن للطالب
أن يحفظها و يلتزم بها في وضع التصميم.كما أنه ليس هناك نموذج مثالي للتصميم، أو تصميم صالح لكل غاية (passe
-partout)،إذ أن لكل بحث
أو لكل باحث تصميمه الخاص، و من هنا أكد الباحثون في ميدان المنهجية على نسبية
التصاميم(Relativité des plans).
غير أن الحاجة دعت إلى وضع نماذج من التصاميم، ليستعان
بها من شاء عند الحاجة، و هي أنواع كثيرة تتدرج من التصاميم البسيطة، التي لا
يحتاج المرء لوضعها إلا جهدا يسيرا.و هناك التصاميم التي تتطلب مقدرة كبيرة على
الإبداع.و فيما يلي استعراض لأهمها:
-قد يكون التصميم بسيطا، يكتفى فيه بتعداد أسباب
مشكلة أو ظاهرة معينة،أو عناصر موقف أو وضع
أو مؤسسة أو عمل معين.دون الاهتمام بترتيبها حسب معيار دقيق أو عميق.من ذلك ، على
سبيل المثال: أنواع الجماعات الترابية في المغرب (أولا: الجهات.ثانيا: العمالات و
الأقاليم. ثالثا:الجماعات الحضرية و القروية).
2- و قد يوضع التصميم على أساس
الأصناف أو الأنواع أو الفئات(و عندها يسمى التصميم الموضوعي).مثال ذلك: الأسباب
التي تؤدي إلى انتشار ظاهرة الفساد الإداري (أولا:الأسباب السياسية.ثانيا:الأسباب
الاقتصادية.ثالثا:الاجتماعية..الثقافية..الأخلاقية..الإدارية).و مثال آخر(أركان
القرار الإداري:أولا :الاختصاص ،ثانيا:الشكل ، ثالثا: السبب، رابعا: المحل، خامسا:
الغاية).
3- كما قد يقسم الموضوع،حسب درجة
التعقيد أو صعوبة أو أهمية القضايا أو المسائل المطروحة(فيبدأ بالأكثر تعقيدا إلى
الأقل تعقيدا ..أو العكس).من ذلك على سبيل المثال،موضوع" مصادر القانون
الإداري":التشريع،ثم العرف ( الإداري)،ثم القضاء(الإداري و غير الإداري)،و
أخيرا الفقه).
4-و هناك من يقسم بحثه و يعرض
أفكاره، أو النتائج التي توصل إليها على أساس المنهج الوصفي( مثال ذلك:المحاكم
الإدارية:أولا: التنظيم.ثانيا:الاختصاص).
5- و من
التصاميم الوصفية،الجديرة بالاهتمام،هناك التصاميم التاريخية أو الكرونولوجية،
تعتمد على ترتيب أقسام البحث حسب التسلسل التاريخي.غير أنه يحسن بمن يعتمد هذا
النوع من التصاميم،ألا يجعل محورها التواريخ ،بل الأحداث .مثال ذلك : تطور مفهوم
اللامركزية في المغرب(أولا: قبل الحماية، ثانيا:أثناء الحماية، ثالثا:بعيد
الاستقلال..).
2-و هناك أيضا التصاميم التي تعتمد على الثنائيات( من نوع :التماثل و
الأضداد، و التسبب و التأثر).هذه الثنائيات تعكس ، بشكل أو آخر، الظواهر المتناقضة
أو المتباينة أو المترابطة، و التي نصادفها كثيرا في حياتنا الاجتماعية،كالفكـرة/و
الفكـرة المناقضة أو المـبدأ العام/الاستثناء،أو النظرية/التطبيق،و السبب/ الأثر
أو النتيجة..إلخ . منها على سبيـل المثال الثنائيـات التالية:التصنـيع/البيئـة، و المركزية/اللامركـزية،
و الديمقراطية التمثيلية/ الديمقراطية التشاركية، الشطط في استعمال السلطة/
المنازعات القانونية،و الانتخابات المزيفة/الاضطرابات السياسية..إلخ.
و هناك، نماذج أخرى من التصاميم، أكثر تعقيدا من هذه.من
أهمها التصاميم التحليلية، و التصاميم الجدلية.
3- التصاميم الجدلية:و معلوم أن هذه التصاميم تقوم على
المنهج الجدلي.و أسسه، كما مرّ معنا، هي:القضية (أو الموضوع) (thèse
)، و نقيضها (antithèse)، و تركيبهما(synthèse).
4-و هناك أيضا التصاميم التشخيصية التحليلي:فمن خلال هذه
التصاميم يستطيع الباحث،أن يشخص المشكلة في مرحلة أولى ، ثم، في مرحلة لاحقة،
يقترح الحلول المناسبة لمعالجتها.و إذا كان الباحث مسلحا بمعرفة جيدة عن الموضوع،
يمكنه أن يبدع حلولا مناسبة و جدية للمشكلة.و لهذا يشترط في من يتبع هذه الطريق((voie
diagnostic))[6]، أن تكون له معرفة عميقة للموضوع قيد الدرس.
هذا، و كل التصاميم تبقى صالحة، و على قدم المساواة،و
وضعها موضع التجربة هو الكفيل وحده للحكم على فعاليتها:و المحك الحقيقي لكل تصميم، و قيمته الحقيقية،إنما تكمن
في قدرته على تحقيق الهدف منه، ألا وهو الجواب على الإشكالية في كل تفرعاتها و
مباحثها.أما الإيمان المطلق بصلاحية تصميم معين و تفوقه في جميع الحالات ، فهو أمر
مرفوض منهجيا،و لا يصح منطقيا[7].
و على كل حال،
فيما نعتقد، يمكن للتصاميم النموذجية ، خاصة التحليلية و الجدلية، أن تكون الملاذ
الأخير و طوق النجاة،بالنسبة للطلبة، الذين عجزوا، لسبب أو آخر،عن
"إبداع" تصميم يناسب (sur
mesure) الموضوع الذي
يدرسونه،خاصة في أوقات الامتحانات.
المبحث الآخر: شروط التصميم الجيد و مكوناته:
يوضع التصميم، لخدمة الكاتب و القارئ معا،و لذلك لا يكون الكاتب حرا، في
صياغة تصميمه، بل لا بد له من التقيد بقواعد المنهجية العلمية المتعارف عليها
:".. فهي طريقة في الكتابة تقوم على عرض الأفكار بأسلوب متسلسل و مرتب و مبوب
(مُعَنْون) ، و تجنب العرض العشوائي و عير الموظف للمعلومات أو سردها بأسلوب غير
مترابط العناوين"[8].
و هذه المنهجية، لا تنظم شروط التقسيم الجيد للبحث ، من حيث التوازي و التوازن
(المطلب الأول)فقط. بل هي تحدد مضامين كل جزء؛لأنها رسمت له وظيفة أو دور في
المنهجية الشاملة المتكاملة للتصميم(المطلب الآخر).
المطلب الأول: شروط التصميم الجيد:
يضع الباحث التصميم، حتى يسهل عليه تناول الموضوع و لا
يتشتت جهده في خطوات متضاربة متناقضة.غير أنه كي يكون التصميم الذي نختاره فعالا،
يجب أن ينبثق من موضوع البحث،لا أن يكون بعيدا عنه. و التقسيمات الداخلية التي
يقسم إليها الموضوع ، ينبغي أن تكون متصلة
فيما بينها وفق تسلسل محكم، بحيث تؤدي كل فكرة و كل فقرة إلى التي تليها في تسلسل
منطقي، بحيث تنتهي إلى الإجابة عن
الإشكالية:و من هنا، و من وجهة نظر الباحث،فكل قسم من أقسام الموضوع،يجب يؤدي وظيفة
معينة، تشارك في حل معضلة الإشكالية.
و لكن للتصميم هدف آخر، لا يقل أهمية، فكل موضوع، كما
سبق القول هو نوع من الرسالة، يرسلها الباحث أو الطالب إلى مصحح الامتحان أو
المشرف على البحث أو لجنة التحكيم، أو المستمعين إلى العرض، أو غيرهم من القراء و
"متلقي الرسالة"، و بالتالي فإن هذه الرسالة لا تحقق هدفها إلا إذا وصلت
إلى المستهدفين بها.
أجل،فقد تكون الإشكالية ، و ما تنطوي عليه من أفكار و
أسئلة و برنامج عمل،واضحة بالنسبة للطالب أو الباحث إزاء موضوعه، إلا أنها ليست
كذلك بالنسبة للمصحح أو القارئ أو المستمع، بل على الكاتب(طالب، أو باحث..) أن
يبذل كل الجهد لإرشاد القارئ، إلى ما ينوي فعله منذ البداية، حتى يكون على بينة ،
من كل الخطوات التي سيُقدم عليها. و عليه أن يستغل مكونات التصميم للقيام بذلك.
و غالبا- إن لم نقل دائما - تقسم البحوث المقالات و
الدراسات، حتى الطويلة، إلى قسمين (بابين أو فصلين)، ثم يقسم كل قسم إلى عنوانين
(مبحثين، ثم مطلبين، و فرعين، و فقرتين..)[9].و طبعا، يجب مراعاة أن تكون عناوين الأقسام، دالة على محتوى القسم، و
بسيطة، و واضحة ،و مفهومة و منسجمة مع العنوان الرئيسي أو موضوع البحث، و العناوين
الفرعية.هذا، فضلا على أن أفضل العناوين ، هي القصيرة التي تؤدي المعنى(ما قلّ و
دلّ).
نقطة أخرى، يجب مراعاتها في التقسيم ، ألا و هي التوازي
و التوازن[10]:بمعنى أنه إذا قسمنا الباب الأول أو القسم الأول إلى فصلين أو ثلاثة فصول،
فالباب الثاني أيضا يجب أن يتضمن فصلين أو ثلاث.و إذا قسمنا الفصل الأول من الباب
الأول أو الباب الثاني إلى مبحثين أو ثلاث، فيجب أن نقسم الفصل الثاني في الباب
الأول أو الباب الثاني إلى مبحثين أو ثلاث.و نفعل الشيء مع المطالب و الفروع و
الفقرات..إلخ.هذا عن التوازي.
أما فيما يخص التوازن النسبي بين مكونات البحث،فيتعلق
بتناسب أجزاء البحث بعضها مع بعض، من حيث كميات(عدد) الصفحات،فلا يكون بعضها أكبر
من بعض بشكل يخل بالتوازن.مثال ذلك، أنه إذا كان الباب الأول يتكون من مائة صفحة؛
فالباب الثاني يجب أن يتراوح عدد صفحاته بين (90-110) صفحة. و إذا كان المبحث
يتكون من عشرين صفحة، فعدد صفحات المبحث الثاني ، يجب أن يتراوح بين (15-25)
صفحة.و هكذا.
أما من حيث توزيع "محتوى البحث بين أجزائه"،
فالأغلبية يقترحون أن تأخذ المقدمة نسبة
2/10 من صفحات البحث ،و القسم الأول 4/10، و
القسم الثاني3/10، و الخاتمة 1/10[11].
مسألة أخيرة،جديرة بالاهتمام، رغم أن الكثير من الطلاب
يهملونها، أو لا يولونها العناية التي تستحق، أعني هنا العناوين:إن العناوين هي
الدليل الملموس على وجود تقسيم (تصميم) جيد للموضوع.فالعناوين وسائل للربط بين
أجزاء الموضوع، ثم هي ترشد القارئ.
المطلب الآخر: مكونات التصميم و منهجية
التحرير:
و نعود بعد هذه الملاحظات الهامة عن كيفية تقسيم البحث،
لنقول..بأن التصميم يتكون ، عادة، من مقدمة(أولا) و عرض أو جوهر(ثانيا) في قسمين
(أو ثلاث عند الضرورة)، و خاتمة أحيانا(ثالثا).و سنتناول فيما يلي، هذه الأجزاء و
مضامينها، بشيء من التفصيل.
غير أنه يجدر بنا قبل الخوض في هذه التفاصيل، أن نلفت
الانتباه إلى أن مكونات التصميم على تعددها و تنوعها، لا يجب أن ينسينا حقيقة ،
مهمة، ألا وهي أن تقسيم الموضوع، لا ينبغي أن يخل بوحدته ، أو يزلزل التماسك و
الترابط الموجود بين مكوناته.فالقارئ يجب أن يلمس، بأن التصميم يخدم الوحدة ،..و
أن الوحدة هي الفكرة الكامنة في الإشكالية، و أنها هي الهدف الذي يسعى التصميم
لإبرازه و تأكيده.
الفرع الأول: المقدمة:
تؤدي المقدمة وظائف مهمة بالنسبة لكل موضوع، إذ تستغل
دائما لتحديد الموضوع ، الذي نستهدف
دراسته و الإجابة عن إشكاليته، من حيث الزمان و المكان (التي كما سبق القول يجب أن
تكون مناسبة و ملائمة للموضوع ، لا أعرض منه و لا أضيق).
كما أنها،هي الوسيلة الأكثر فعالية، لجذب القارئ،في
البداية،إلى ما تكتب أو تقول . فهي تشجع القارئ أو المستمع على أن يهتم بما تعرضه
أمامه مكتوبا كان أم مسموعا. أو تقنعه بتجاهل ذلك، فيكون عملك..كأن لم يكن ،
بالنسبة إليه.
و من هنا، يستحسن أن تولي المقدمة ما تستحقه من
الاهتمام، و يفضل أن تبدأ بفكرة تثير اهتمام القارئ، و تفتح شهيته وتثير فضوله
،لمتابعة القراءة أو الاستماع، و معرفة المزيد.إلا أن وظيفتها الأساسية، كما سبق
القول،هي تحديد(تعيين الحدود) الموضوع المبحوث: إذ يجب أن يدرك المستمع و القارئ ،
منذ البداية، طبيعة و حدود الموضوع الذي يكون معروضا أمامه.
و في البحوث الطويلة ، يمكن للباحث- بل في الأطروحات يجب
عليه- أن يتحدث عن الأسباب التي دعته إلى اختيار موضوع بحثه. و لماذا يستحق عناء
البحث فيه (أو إعادة البحث فيه)؟
و قد تستغل المقدمة أيضا، لإبراز أهمية الموضوع ، و
فعالية الإشكالية التي اختارها الطالب في دراسته و الإحاطة بأهم جوانبه( و لماذا
اختار هذه الإشكالية أو تلك لدراسته؟).كما على الطالب أن يتناول في المقدمة، الجوانب العملية أو
التطبيقية- إن وجدت-المرتبطة بالموضوع، و يستحسن لفت الانتباه إلى فوائدها و
أهميتها(إن كانت لها هذه الفوائد طبعا).
و عندما، يكون للسؤال أو الموضوع المطروح، جوانب
تاريخية، جديرة بالذكر، فإن مكانها المناسب هو المقدمة، اللهم إلا إذا كانت هذه
الجوانب تحظى بأهمية كبرى في الموضوع ، تطغى على غيرها. ففي هذه الحالة يكون صلب
الموضوع هو مكانها الأنسب، من خلال إفراد فصل تمهيدي لها(عندما يكون البحث طويلا ،
كالأطروحة).
و عموما، فإن المقدمة تخصص لإعلان الأفكار الأساسية في
البحث،و أيضا الاستنتاجات التي خلص إليها الباحث، و التي يتم التدليل على صحتها أو
قيمتها من خلال صلب الموضوع. غير أن أهم ما يجب أن تنتهي إليه المقدمة ، هو إعلان
التصميم، و لكن يجب يتم ذلك بطريقة منطقية و سلسة و ليس مصطنعة، بحيث يبدو التصميم
كأنه نتيجة طبيعية للإشكالية أو النتيجة المنطقية المتضمنة فيها.
و قد يجد الطالب، في البداية صعوبة، في صياغة إعلان
التصميم، و من الأفضل أن يتبع في البداية طريقة الإعلان المباشر.مثال ذلك،استعمال
الصياغات التالية:في الجزء الأول..أو المرحلة الأولى ..سأعالج،
سأدرس..سأتناول..مسألة..أو قضية..أو الجانب( و هذه هي أبسط طريقة، و هي غير
مستحسنة كثيرا) .أو إن دراسة هذا الموضوع تتطلب
التعريج أولا على...أو إن معالجة هذا الموضوع، تقودنا إلى أن نبحث أولا،
مسألة التعريف، ثم بعد ذلك...أو إن هذه الفكرة لا يمكن تفصيل الحديث فيها( أو
فهمها..) قبل..أو إن أهم ما تثير هذه الإشكالية هو ..أولا..و ثانيا..و عليه، فإن
هذا البحث لا يكتمل إلا بدراسة...و هكذا.
و الحاصل، أن المقدمة هي المدخل الحقيقي لكل دراسة..فإن
هذه "المرحلة" ، هي التي يتوقف على نجاحها استمرار القارئ في القراءة أو
التوقف عنها..فلا يجب أن تكون طويلة أكثر مما يجب، و لا أقصر مما يجب،بل يجب أن
تؤدي وظيفتها على الوجه الأكمل..و مهما كانت الجهود، التي تبذل في الصلب أو
الخاتمة، فإنها قد تصبح عديمة القيمة إذا كانت المقدمة غير صحيحة..
الفرع الثاني: العرض(المحتوى) أو صلب الموضوع:
إن صلب الموضوع أو الجوهر أو المحتوى ، هو المكان الذي
يتضمن المعلومات على شكل أبواب أو أقسام و فصول و مباحث(بالنسبة للأعمال و البحوث
الطويلة)، و قد يكون مقسما إلى مباحث و مطالب و فروع أو ما شابه ذلك (أجوبة
الامتحانات، و العروض، و التعليقات..).
و غالبا، ما يتم تقسيم صلب الموضوع إلى قسمين كبيرين، ثم
تفريع كل قسم إلى فرعين.و يكون عدد هذه الفروع بقدر عدد الإشكاليات الفرعية:و
يستحب ألا تكون التفريعات كثيرة - خاصة بالنسبة للبحوث القصيرة -، حتى لا يفقد
القارئ أو المستمع القدرة على التركيز و المتابعة؛ فالتصميم يجب أن يبقى حاضرا في
ذهن القارئ أو المستمع. و عموما، هناك قاعدة ذهبية يفترض بالطالب /الباحث أن يلتزم
بها، و هي:لا تقسم صلب الموضوع - بل الموضوع كله-بطريقة تضطر معها إلى أن تكرر
نفسك، أي تتناول نفس القضايا أكثر من مرة.فالتصميم تقسيم، و التقسيم إنما وجد لكي
يأخذ كل قسم أو كل فكرة حقها و نصيبها من
البحث و الدراسة، بمعزل عن غيرها.
و يجب توزيع الإشكاليات الفرعية، بشكل متوازن على أقسام
البحث أو الموضوع[12]،و يفضل أن يتم بسط و تحليل و مناقشة "إشكالية فرعية " واحدة على
الأقل في كل قسم:فإذا كان هناك إشكاليتان فرعيتان ، فيجب تناول كل واحدة منهما في
فصل أو مبحث حسب طول البحث أو حجمه. و إذا كان هناك ثلاث إشكاليات فرعية، فيستحسن
تناول فكرتين في المبحث الأول و الفكرة الأخيرة في المبحث الأخير.
أما من حيث البناء و طريقة الكتابة، فصلب الموضوع يكون مجموعة من الفقرات المتينة البنيان، تقوم
على عرض الأفكار و الحجج و الأدلة و الإستشهادات، بأسلوب متسلسل و مرتب و مبوب
(معنون) ، و منظم[13].
من هنا،تحظى كل إشكالية فرعية بالدراسة و البحث:فتحلل و
تناقش و يعاد تركيبها من جديد بشكل واضح في ذهن الكاتب و ذهن القارئ.ثم يتم الانتقال إلى إشكالية فرعية أخرى، ثم ثالثة
فرابعة. مع العلم أن كل إشكالية فرعية، تدرس في علاقتها بذلك الخيط الرابط بينها
جميعا، أعني الإشكالية المركزية.و يتأكد الباحث أن طريقته كانت فعالة، إذا تمكن في
نهاية العرض من الإجابة عن الإشكالية المركزية.
و عموما، على الباحث/ الطالب، أن يراعي فيما يكتب، تحقق
أسس المنهجية العلمية، ممثلة ،على الأقل، فيما يلي:
أ- أن يهتم بالحقائق، و يبتعد أن الأحكام المسبقة و أحكام القيمة و الأحكام الأخلاقية(أي
الالتزام بمبادئ الموضوعية). حتى و لو كان يتبنى وجهة نظر معينة، أو تصور خاص لمعالجة
قضية من القضايا، أو له موقف معين من المؤسسة التي يدرسها(مثلا).
ب-البرهنة على الاستنتاجات و النتائج ، التي يتوصل
إليها،أو الآراء التي يسوقها، بأدلة و براهين و شواهد علمية(منطقية) أو
أمبريقية(واقعية = تجريبية)،و تفاسير سببية(علة و معلول).و عليه ألا ينسى أن
استعمال بعض المصطلحات و المفاهيم التقنية يقتضي التصرف فيها( بتوضيحها بكلمات
قليلة،لإزالة غموضها في هامش البحث، أو بين قوسين في الامتحانات).
ج- ترتيب القضايا و فقا لدرجة عموميتها(القضايا العامة،
تحت العناوين الكبرى، و الجزئيات و التفاصيل تحت العناوين الفرعية).
د-الالتزام بالحذر، و عدم القفز إلى التعميمات،إلا في
حدود ما تسمح به الحجج و الوقائع أو الظواهر العلمية المتوفرة.
ه- أن يربط بين أجزاء البحث و يمهد للأجزاء بمقدمات..،و
ينهيها بعبارات و تعابير ، تربطها بالأجزاء التالية(تسمى عبارات ، حسن التخلص).
و- ثم يجب عليه ألا ينسى أن البحث، هو مجموعة من
الفقرات، و أن متانته و قوته ، تعتمد كثيرا على حسن بنائها: فالفقرة، تبدأ عادة،
بجملة تحمل فكرة رئيسية، أما الجمل الأخرى، فتفصل ما أجملته الفكرة الرئيسية.
و كلما وضعت نقطة و رجعت إلى بداية سطر جديد، تكون قد
فرغت من فقرة تعالج فكرة معينة، مستقلة بنفسها و لكنها في نفس الوقت متصلة بما
سبقها و ما يلحق بها:فالفقرات، أشبه ما تكون بدرجات السلم.فبصعودنا درجات السلم،
نقترب من الهدف (الإجابة عن السؤال=الإشكالية).و بالوصول إلى أعلى السلم، يكون الموضوع قد اكتمل،و يتحصل المطلوب منه[14].
ز- الحرص على الدقة و الوضوح في التعبير عن الأفكار،و تحليلها و مناقشتها، و ذلك بانتقاء الألفاظ و المصطلحات التي تناسب المعاني دون زيادة أو نقصان.
ن-
تجنب
الاستطراد،و هو الخروج عن الموضوع الذي تكون بصدد معالجته، إلى موضوع آخر قريب منه
أو بعيد.
ح- يجب الاهتمام "بأدوات" أو جسور الربط بين الفقرات، مثل: من هنا، و
هكذا، بيد أن ،و لهذه الأسباب، ..إلخ[15].
الفرع الثالث: الخاتمة:
يجب أن لا نجعل
من الخاتمة مكانا لتكرار و ترديد ما قلناه في صلب الموضوع ، أو إضافة معلومات
جديدة. فإذا شعرت، عزيزي الطالب، بالرغبة بإضافة بعض ما فاتك قوله في صلب الموضوع،
إلى الخاتمة، فقد يكون هذا مؤشرا سيئا، إذ
أقل ما تدل عليه هذه الرغبة، أن تصميمك لم يكن جيدا، و ربما إشكاليتك أيضا.و قد
يكون من الضروري، في هذه الحالة، أن تعيد التفكير في كتابة بحثك.
شيء آخر، قد يضفي مشروعية على وجود الخاتمة، هو أنها قد
تكون فرصة ليعلن الباحث للقارئ أو المستمع النتائج التي توصل إليها، من جهة.و من
جهة أخرى، ليبين أن اختياراته(للإشكالية والتصميم)، و طريقته في البرهنة و النقاش
و الاستدلال كانت فعالة، إذ قادت- بسلاسة و منطق- إلى النتائج.فهذه النتائج تكون
مقبولة و منطقية و صحيحة، إذا أمكن ردها و
ربطها بالمقدمات، التي انطلقنا منها.و إن عدم نجاح الطالب في الخروج باستنتاجات
مقنعة ، يلقي بظلال من الشك حول قيمة الخاتمة نفسها، بل قد يربك القارئ و يشعره
بالبلبلة ، مما يؤدي إلى نوع من اهتزاز الثقة في البحث برمته.
و من هنا، فما يجب عليك إبرازه في الخاتمة ،هو صحة
منطلقاتك، و صحة منهجيتك،أي صحة الإشكالية و التصميم،و أن النتائج التي انتهيت
إليها، نبعت تلقائيا و منطقيا من الإشكالية، و من طريقتك في المعالجة و المناقشة و
التحليل، و أنها لم تقحم إقحاما على الموضوع.
و الخاتمة، كما يقال تغلق باب الموضوع قيد الدرس و تفتح
باب أو أبواب أخرى.
و بالفعل، فيمكن للباحث أن يختم موضوعه بطرح أسئلة، يفتح بها آفاقا للبحث أمام آخرين، أو يكشف بها عن جوانب عملية تطبيقية للنتائج التي توصل إليها.فالخاتمة" ..تفتح نوافذ جديدة للمستقبل بحيث تطل من خلالها معالجات جديدة للباحث نفسه أو لغيره.."[16].
و بالفعل، فيمكن للباحث أن يختم موضوعه بطرح أسئلة، يفتح بها آفاقا للبحث أمام آخرين، أو يكشف بها عن جوانب عملية تطبيقية للنتائج التي توصل إليها.فالخاتمة" ..تفتح نوافذ جديدة للمستقبل بحيث تطل من خلالها معالجات جديدة للباحث نفسه أو لغيره.."[16].
غير أنه، يجب الانتباه إلى أن الخاتمة دائما، تكون
قصيرة،قياسا إلى باقي أجزاء الموضوع، بما لا يتسع للإطالة..في الحديث عن الآفاق
المستقبلية.
[1] غير أن التصميم لا يرتبط بالإشكالية فقط ؛ بل له علاقة
أيضا بالمنهج الذي اتبعه الباحث للإجابة عن إشكاليته. ذلك أن الإشارة إلى كيفية
تصنيف أقسام البحث و ترتيبها، لا تغني عن الحديث عن الطريقة التي تم التوصل بها
إلى النتائج التي تم إدراجها تحت عناوين التصميم.
من هنا، تأتي أهمية بيان الباحث بنفسه(في البحوث
الجامعية)، المنهج (أو المناهج) الذي اتبعه أثناء البحث عن حل الإشكالية التي
اختارها.و قد يكون في الغالب ، من وحي الإشكالية نفسها: فعندما تختار
إشكالية جدلية، تكون قد اخترت في الحقيقة المنهج الجدلي للإجابة عنها، و اخترت
أيضا التصميم الجدلي.فلو أن الإشكالية كانت على هذه الصيغة:هل يمكن تحقيق التنمية
الصناعية دون الإضرار بالبيئة؟ تكون قد جمعت متناقضين، لا يمكن دراستهما على نحو
جيد، إلا باعتماد منهج جدلي، أو منهج التضاد و التقابل، أو المنهج التشريحي.
و في المقابل، فإن المنهج الذي يتبعه الباحث في دراسة
إشكالية معينة، قد يؤدي أحيانا إلى إعادة النظر في الإشكالية، بتعديلها أو
تصحيحها، فيؤثر بالتالي في التصميم.فلو أخذنا على سبيل المثال ،الإشكالية
التالية:كيف يؤثر غياب الديمقراطية على تزايد البطالة في صفوف الخريجين الجامعيين؟
لأمكننا مثلا أن نختار المنهج المقارن، للإجابة عنه: فنقارن بين دولتين لهما نفس الخلفية الثقافية، و
التركيب السكاني و الموارد الطبيعية، و لكنهما يختلفان في "وجود نظام
ديمقراطي" ، في دولة واحدة دون الأخرى،و مثل هذا الاختلاف هو الذي يفسر
التفاوت بين الدولتين في نسب البطالة في صفوف الخريجين الجامعيين.
و
لكن،لو أردنا أن ندرس نفس الإشكالية ، مثلا،بالاعتماد على الإحصائيات التي تؤكد أو
تنفي زيادة/نقص البطالة،في علاقتها بنسب المشاركة السياسية، و نزاهة
الانتخابات..إلخ لتبين لنا أنه من الصعب الحصول على تلك الإحصائيات، مما يقتضي
تعديل الإشكالية أو اختيار منهج آخر يتلاءم و المعلومات المتاحة.
« Arrêter un plan ,c’est fixer l’ordre qui sera suivi pour
exposer le sujet étudié .C’est construire… » :Mazeaud -op
.cit,p86
[3] د.مصطفى أبو ضيف أحمد – منهج البحث التاريخي بين
الماضي و الحاضر د.مصطفى أبو ضيف أحمد – من- مطبعة النجاح الجديدة – الدار البيضاء
-1987- ص 145.
[4] من هنا، يجب
الاعتناء بالتصاميم أثناء المراجعة،إذ أنها تساعد على استرجاع المعلومات.فكما سنرى
ذلك بالتفصيل لاحقا، يعمل المخ وفق ميكانزمات " تداعي الأفكار": فعندما
نتذكر تصميما معينا، نتذكر معه كل المعلومات المتصلة به.
[5] أجل، لا يجب أن تنسى أن عملك العلمي الذي تقوم به، هو في
نهاية المطاف "رسالة" ستبعثها – كتابيا أو شفويا- إلى
"مستقبل"، و أنها كي تحقق الغاية منها يجب أن تكون مفهومة. و لتتذكر هنا
القاعدة الذهبية التي وضعها القرآن الكريم لكل رسالة: ﴿
وَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَينَ لَهُم﴾
(إبراهيم:4) ، مما يعني أن الرسالة لابد من أن تكون بلغة مفهومة و واضحة و دقيقة ،
و إلا عجز المرسل إليهم عن إدراك مضامينها( و كانها لم توجد أصلا).
[6] « C’est la voie royale de l’analyse
approfondie avec engagement personnel » :Méthodes de communication..-op.cit,p46.
[7] و من هنا، لقيت المنهجيات، التي تدعو إلى استعمال
"التصاميم الجاهزة للأخذ"(Les plans prêt à porter)،
الكثير من المعارضة، إذ رأى البعض فيها مصادرة لحق الطلبة
والباحثين في الإبداع،و أنها تكرس مفاهيم
التقليد التي يفترض بالجامعة أن تحاربها.ورأى البعض الثاني أنه لا يمكن تقسيم كل
القضايا و المواضيع إلى ثنائيات، إلا بالكثير من التكلف و التصنع.في حين،رأى البعض
الثالث أن التصاميم الجدلية ،لا تصلح لتناول كل المواضيع، من ذلك مثلا، الأجوبة،
التي تفترض وجود عدد من الخيارات أو
الشروط ،مثلا. و نموذج ذلك السؤال التالي:"ما هي الإصلاحات القانونية و
السياسية، التي ترى أنها ضرورية لإقامة دولة الحق و القانون في المغرب؟" أو
"ما هي الشروط اللازمة لنجاح المقاولات الصغرى في الدول النامية؟".
هذا فضلا
عن أن التصاميم الجدلية تعلم الطلبة الكسل
والنمطية في التفكير و الرؤية،و هي لذلك تعتمد من طرف الطلبة الكسالى و
المؤدلجين(حملة الفكر الإيديولوجي).
[9] في بعض الأحيان قد تضطر إلى التقسيم الثلاثي. و
لكن قبل الإقدام على ذلك فكر طويلا:فالكثير من الأقسام يمكن إدماجها في بعضها، و
اختزالها في تقسيم ثنائي.و المنهجيون الفرنسيون، الذين لهم تلامذة كثر في كليات
الحقوق المغربية ، يصرون على التقسيم الثنائي، و يعتبرونه "قانونا".انظر
على سبيل المثال:
Pierre Gévart ,Bruno Modica,Christophe Mondou-Réussir ses dissertations
aux concours administratifs-L’Etudiant-Paris 2006-p128 .
[10]
La règle de la symétrie et la nécessité
d’un plan équilibré .voir :Réussir sa 1er année de droit-op.cit
,p46 ; Réussir ses dissertations aux concours administratifs-p128 et
pp40-1.
[12] و إن كان هناك
اختلاف بين المقالة التي يكتبها الطالب في الامتحان، و البحث الجامعي، و سنتناول
في البداية التقسيم الخاص بالبحث، و نرجئ دراسة التقسيم الخاص بالعرض أو الامتحان
، إلى المباحث اللاحقة:في الفصل.يخص الامتحان- إلى الفصلين اللذين
أفردناهما للامتحانات و العروض.
أ-لإقامة
الحجة (البرهنة) و للتلخيص:بدليل أن،عِلاوة على ذلك،عدا عن ذلك، الحاصل من هذا
الكلام، خلاصة القول، قصارى القول،و بالإجمال..
ب-عند
ذكر السبب أو الشرط:شريطة أن، ما لم يكن، على افتراض يكن، على افتراض أن، في حالة
ما،مراعاة للأسباب التالية، يكفي أن،..
ج-
للتعبير عن التبعات و النتائج: لهذا السبب، و إذن،و بناء على ذلك، لذلك، و
عليه، و ينتج عن (ذلك)، تحت طائلة، بالتالي، من ثَمَ، من هنا،..
د- في
الإحالة على قاعدة قانونية:حيث إن،بالنظر إلى، بما أن، لما كان، بسبب، أخذا
بعين الاعتبار، استنادا إلى النص..،
بموجب، اعتبارا لـ..
هـ-للتعبير
عن الغاية أو الأهداف : لأجل هذا، في هذا الصدد ، لأجله، من أجل هذا، لهذا
الغرض، لإجراء ما يلزم، من هذا المنظور،..
و- للاستنتاج
و الختام و التلخيص: لأجل هذا، نخلص إلى، و كتلخيص ، و مهما يكن الأمر، و خلاصة القول، و حاصل
الكلام،و زبدة القول، ..