الثلاثاء، 9 يوليو 2019

تصحيح امتحان القانون الضريبي المغربي /الدورة العادية /2019

تصحيح امتحان القانون الضريبي المغربي /الدورة العادية /2019


تصحيح امتحان الضريبي(2019)/الدورة العادية
السلام عليكم أعزائي طلاب و طالبات الفصل الرابع المحترمين،..
أما بعد، فلقد فكرت في نشر تصحيح امتحان الضريبي، و لاسيما النازلة، منذ اليوم الموالي ليوم الامتحان، إلا أن ظروف منعتني من ذلك.
و لما تحدد يوم " مراجعة التصحيح"، فكرت أن أنشر التصحيح في هذه المدونة، حتى يرجع إليه من يهمه الأمر من الطلبة،لأنه في يوم المراجعة، لا تتاح لنا فرصة لذلك، بل نحن ننشغل أكثر بحالات الطلبة الذين لم تظهر أسماءهم في النتائج المنشورة، أو الذين اعتبروا غائبين مع أنهم حضروا إلى الامتحان، أو ما شابه ذلك من الحالات.
و لقد شعرت بالسعادة لأن أحد الطلبة ( أو الطالبات)، دخل إلى هذه المدونة، و سجل طلبا بتصحيح الامتحان،جاء على شكل سؤال:أستاذ، رأيناك لم تقم بتصحيح الامتحان لهذه السنة(2019)؟ فهذا يدل على اهتمام بعض الطلبة، و حرصهم الكبير على التعلم و اكتساب المعرفة الصحيحة ، أكثر من سعيهم إلى " تجميع النقط"، بشتى السبل، القانونية و غير القانونية.
هاأنذا يا سيدي (أو يا سيدتي)، أقوم بتصحيح الامتحان، و لاسيما النازلة...و عسى أن تجد في ذلك ما يفيدك، و يرضيك، إن شاء الله.
و لنبدأ هذا التصحيح، على بركة الله، أولا بالتذكير بأسئلة الامتحان..ثم نتطرق بعد ذلك، إلى أهم الأفكار و المعطيات التي يجب أن يتضمنها الجواب الصحيح المستوفي الشروط.
***

الكلية م.ت.آسفي-الدراسات القانونية و السياسية- الفصل الرابع
امتحان في التشريع الضريبي(23/5/2019)- مدة الإنجاز : ساعة و نصف
أجب، حسب اختيارك، على أحد الموضوعين التاليين:
الموضوع الأول:ادرس النازلة التالية، ثم أجب عن المطلوب:
خالد بن المكي،رجل أعمال، يتوافر على دخول متعددة، حسب ما يتبين من تصريحه الذي قدمه  إلى إدارة الضرائب برسم السنة الجبائية 2016:
1- فقد توافر على ربح جبائي قدره (750.000) درهم، من "مطبعة المحيط"، التي يملكها بمفرده؛
2- كما أن شركة التضامن،التي تملك "مكتبة و وراقة المحيط"، و التي يستحوذ على حصة الأسد فيها( 65 % من رأسمالها)؛ حققت ربحا محاسبيا قدره (1.800.000) دهم؛
3- و توافر السيد المكي، بالإضافة إلى ذلك، برسم نفس السنة، على دخول  أخرى:
أ- من شقة مفروشة، أجّرها لمدة ستة أشهر من سنة 2016، بسومة شهرية قدرها (5000) درهم؛
ب-  و من ثلاثة شقق أخرى،أجّرها عارية،بسومة إجمالية قدرها 8000 درهم، للشهر، طيلة سنة 2016؛
4- كما أن السيد المكي، توافر على دخل آخر،من قطعة أرض فلاحية ،أجّرها بسومة (8500) للسنة.
هذا عن الإيرادات، أما فيما يخص النفقات، فلقد تحمل،السيد المكي، برسم نفس السنة، التكاليف التالية:
1- أنفق لاستغلال و إدارة المطبعة، نفقات جبائية عامة و غيرها( أجور، و كهرباء، و تأمين، و مواد أولية..)، بلغت (380.000) درهم؛
2- و بلغ مقدار التكاليف الجبائية التي تحملتها شركة التضامن، مبلغ (900.000) درهم،
3- و أنفق لتجهيز الشقة المفروشة، ما مبلغه (30.000) درهم(مثبتة بحجج  تؤكدها).
4- هذا ، و الجدير بالذكر، أن السيد خالد ، متزوج ، و له (7) أبناء، يتابعون دراستهم، و أكبرهم سنا لا يتجاوز (24) عاما.و أن السيدة (كبيرة)، زوجته، تتقاضى مرتبا سنويا صافيا، يبلغ (97.000) درهم.
المطلوب:
أ- احسب(ي) مبلغ الضريبة عن الدخل العام، الذي دفعه، السيد المكي، عن السنة 2016(14 نقطة)؛
ب- احسب(ي) مبلغ الضريبة الذي دفعته السيدة  كبيرة، عن مرتبها، برسم نفس السنة،و الذي اقتطع لها " من المنبع".و هل هي مطالبة بالتصريح بدخلها(العام)، إذا كان هذا المرتب هو دخلها الوحيد؟(6 نقط).
الموضوع الآخر: اكتب مقالا عن ضرائب الدخل،أي التي تضرب على الدخل.
على أن يتضمن هذا المقال، تحديدا للدخل في مفهومه الجبائي، و كذا التعريف بأنواع الدخول الخاضعة للضريبة، و أنواع الضرائب التي تضرب عليها، و كيفية تقدير أوعيتها، و نوعية الأسعار التي تطبق عليها،و كيف يتم تحصيلها..و كيف تطبق مبادئ التشخيص في هذا النوع من  الضرائب...إلى غير ذلك من القضايا الجزئية التي تعتبرها أساسية للإحاطة بهذا الموضوع ..إلخ.و بالله التوفيق...
***
الموضوع الأول:
قبل الشروع في استعراض خطوات الإجابة، يجب استحضار المبادئ " الحسابية الجبائية"، التي سنعمل على تطبيقها في هذه النازلة،من خلال المواد القانونية التالية:
أ- الضريبة على الدخل، ضريبة عامة أو شاملة، تشمل عددا من الدخول؛فهي تفرض  على أصناف الدخول و الأرباح المحددة في المادة (22)، من المدونة العامة للضرائب ، و هي:
1- الدخول المهنية؛
2- الدخول الناتجة عن المستغلات الفلاحية ؛
3- الأجور و الدخول المعتبرة في حكمها؛
4- الدخول و الأرباح العقارية ؛
5- الدخول و الأرباح الناتجة عن رؤوس الأموال المنقولة.
ب- المادة (25):" يتكون مجموع الدخل المفروضة عليه الضريبة من صافي الدخل أو الدخول التي يشملها واحد أو أكثر من أنواع الدخل المشار إليها في المادة 22 أعلاه، باستثناء الدخول و الأرباح الخاضعة للضريبة بسعر إبرائي.
" يحدد صافي الدخل من كل نوع من الأنواع الآنفة الذكر على حدة وفق القواعد الخاصة به، كما هي مقررة في أحكام هذه المدونة...".
ج- المادة (26):"[...] يعتبر الربح الذي تحصل عليه شركة من شركات التضامن [...] بمثابة دخل مهني أو دخل فلاحي أو هما معا للشريك الرئيسي و تفرض عليه الضريبة في إسمه..".
د- المادة (32)[...] II. يحدد ربح الشركات غير الخاضعة للضريبة على الشركات:
1.وجوبا وفق نظام النتيجة الصافية الحقيقية المنصوص عليه في المادة 33 أدنه، فيما يتعلق بشركات التضامن.."؛
ه- المادة (33):" [...] تحدد النتيجة الصافية الحقيقية لكل سنة محاسبية، باعتبار ما زاد من الحاصلات على تكاليف السنة المحاسبية ..".
و- المادة (61):" تعتبر دخولا عقارية لأجل تطبيق الضريبة على الدخل، ما لم تكن مندرجة في صنف الدخول المهنية[ مثل المباني المفروشة، التي يعتبر تأجيرها نشاطا تجاريا، كما سنرى لاحقا] :
ألف) الدخول الناشئة عن إيجار:
1. العقارات المبنية و غير المبنية و البناءات مهما كان نوعها؛
2. العقارات الزراعية.."؛
ز- المادة (64):"[...] يحدد صافي الدخل المفروضة عليه الضريبة و الناتج عن الأملاك المشار إليها في المادة 61 ( I ألف.1° وباء) أعلاه بتخفيض نسبة 40%  من مبلغ إجمالي الدخل العقاري كما هو محدد أعلاه..".
ح- المادة (74):" [...] تستفيد المرأة الخاضعة للضريبة من الخصم عن الأعباء العائلية،و ذلك فيما يتعلق بزوجها و بأولادها إذا كانت نفقتهم تجب عليها شرعا.."؛
ط- المادة (82):"يجب على الخاضعين للضريبة على الدخل [...] أن يوجهوا في رسالة مضمونة مع إشعار بالتسليم أو يسلموا مقابل وصل إلى مفتش الضرائب التابع له موطنهم أو مؤسستهم الرئيسية إقرارا بمجموع دخلهم خلال السنة السابقة [...] مع بيان صنف أو أصناف الدخول المتكون منها.."؛
ك- المادة (86):"لا يلزم الأشخاص المنصوص عليهم أدناه بتقديم  الإقرار بمجموع دخلهم[...]:
" 1-الخاضعون للضريبة الذين يحصلون فقط على دخول فلاحية معفاة من الضريبة؛
"2- الخاضعون للضريبة الذين يقتصر دخلهم على أجور يدفعها مشغل أو مدين بإيراد واحد يكون مستوطنا أو مستقرا بالمغرب و ملزما بمباشرة حجز الضريبة في المنبع..".
***
التطبيق على النازلة..
حساب الضريبة على مجموع دخل السيد المكي
أولا: حساب الدخول الصافية:
تنص المادة (25): "[...] يحدد صافي الدخل من كل نوع من [ أنواع الدخل].. على حدة وفق القواعد الخاصة به [نوع الدخل]، كما هي مقررة في أحكام هذه المدونة...".
1- الدخول المهنية:
الدخول المهنية، حسب المادة (30)، هي الدخول المتأتية من مهن تجارية أو صناعية أو حرفية..(راجع التفاصيل في هذه المادة).
أ- الدخل الصافي من المطبعة هو (750.000) درهم،لأن مفهوم " الربح الجبائي"، يحيل على مفهوم الربح الذي تقبله الإدارة الجبائية ، و تعتمده في حساب الضريبة:كأنها تقول للملزم "إن ربحك من المطبعة هو كذا و كذا.."، و ذلك بعدما تكون قد خصمت التكاليف.و عليه،فالربح الجبائي ،في هذه الحالة، يعادل أو يساوي " الربح الصافي".
ب- الدخل من شركة التضامن:
حسب ما تنص عليه المواد (26) و (32) و (33)، المشار إليها أعلاه ؛ فإن الدخل الصافي، الذي حققه السيد المكي، من شركة التضامن التي يعتبر الشريك الرئيسي فيها، هو:
1.800.000- 900.000= 900.000 درهم.
ج- الدخل من الشقة المفروشة:
في التشريع الجبائي المغربي،تخضع الشركات و الأفراد الذين يؤجرون مباني و محلات تجارية أو صناعية مع أثاثها و الأدوات التي تلزم لتشغيلها أو الاستفادة منها، ..أعمالا و أنشطة تجارية،و بالتالي فالأرباح التي تتحقق منها أرباحا مهنية.
ذلك أن اشتمال الإيجار على هذا الأثاث و الأدوات هو الذي يخرج الإيجار من نطاق الاستغلال العادي ، إلى نطاق المضاربة و السعي لتحقيق الربح،و يخضعه بالتالي للضريبة على الدخل التجاري(المهني).
و من ثم، إذا اقتصر التأجير على المبنى أو العقار عاريا، أي دون الأثاث و الأدوات اللازمة لتشغيله أو الاستفادة منه،فإنه لا يخضع للضريبة على الدخل في إطار فئة الدخول المهنية، بل يخضع لها في إطار فئة الدخول العقارية(لأن التأجير يكون حينئذ تأجير عقار، بمفهوم التأجير العادي..المدني).
و في الواقع، لا يكفي تحقيق الربح أو الأرباح لاعتبارها مهنية، بل لا بد- بالإضافة إلى ذلك- من توافر الشروط التالية:
1- أن يكون الملزم الذي حقق الربح، مستقلا في مزالة و مهنته، أي ليس أجيرا أو موظفا، تابعا لجهة خاصة أو عامة(هي التي تستفيد من الربح)؛
2- أن يكون محترفا:و يقصد بالاحتراف هنا، مزاولة هذا النشاط (تأجير المحلات و العقارات المفروشة)، بصفة معتادة، أي مستمرة و منتظمة، و اتخاده وسيلة للرزق:و بالتالي، فالشخص الذي يؤجر محلا أو عقارا مؤثثا بطريقة عرضية، لا يخضع للضريبة على الدخل، ضمن فئة الدخل المهني؛
3- أن يكون الهدف من الإيجار هو تحقيق الربح؛
4- أن يكون المحل أو العقار موجودا في المغرب.
***
بعد هذا التوضيح، الضروري و المفيد، نستأنف حساب الربح الصافي من الشقة المفروشة، مع العلم أنها كانت مؤجرة لمدة ستة أشهر فقط من السنة، و لكن مع ذلك يحسب دخلا سنويا( أي الدخل الذي تحقق خلال السنة، موضوع التصريح).
الربح من الشقة المفروشة= إيرادات الشقة- التكاليف التي أنفقت عليها
أي ..(6×5000)-30.000= 0 درهم.
و عليه، فمجموع الدخول الصافية هو:
750.000 + 900.000+0 =1.650.000 درهم
2- الدخول العقارية:
أ- إيرادات الشقق الثلاث العارية:8000×12= 96.000 درهم.
ب- التكاليف الجزافية، التي قدرها المشرع لهذا النوع من العقارات ( لتغطية مختلف المتعلقة بصيانتها و الحفاظ عليها..)،هي أربعين بالمائة(40%) من إيراداتها( راجع المادة 64 أعلاه)،أي:
96.000 ×40/100= 38.400  درهم.
ج- و عليه، فالدخل الصافي من الشقق العارية ،هو:
96.000- 38.400 = 57.600 درهم.
3- الدخل من الأرض الفلاحية:
السيد المكي، يملك قطعة أرض فلاحية، و لكنه لا يستغلها في النشاط الفلاحي الخاضع للضريبة على الدخل في إطار فئة الدخول الفلاحية، كما عرفتها المادة (46):" تعتبر دخولا فلاحية ، الأرباح المحققة من طرف فلاح أو مرب للماشية أو هما معا و المتأتية من كل نشاط متعلق باستغلال دورة انتاج نباتية أو حيوانية أو هما معا..".
إذن ماذا يفعل السيد المكي؟ إن يؤجر أرضه كعقار ، حسب المنصوص عليه في المادة (61) أعلاه.
و صافي الدخل بصفة عامة،بالنسبة للعقارات غير المبنية، يحسب بخصم التكاليف من الإيرادات.وبالتالي، فعندما لا تكون هناك تكاليف، فإن الإدارة الجبائية، تعتبر كل الإيرادات دخلا صافيا.
وعليه، ففي النازلة، موضوع السؤال،يعتبر مبلغ الكراء السنوي الذي يحصل عليه السيد المكي،من كراء هذه الأرض، أي (8500) درهم، دخلا صافيا.
و  من هنا، نخلص إلى أن مجموع الدخول الصافية، هو:
750.000+ 900.000 + 57.600 + 85.000 =1.716.100 درهم
هذا الدخل( الصافي)، الذي يساوي مجموع الدخول (الصافية)، هو الذي سنقوم بتشريحه، إلى شرائح، و من ثم نحسب مبلغ الضريبة المستحق عن كل شريحة من هذا الدخل:لأنه، كما نعلم، يطبق النظام المغربي، الأسعار التصاعدية، التي تخضع كل شريحة من الدخل لسعر، و كلما ازداد مقدار الدخل كثرت الشرائع، و تزايدت في أسعارها.
ليس هذا فقط، بل إن النظام الجبائي التصاعدي المغربي، يعفي شريحة معينة ( الحد الأدنى للدخل)، من الضريبة.
و من ثم، فجدول حساب الضريبة على الدخل (كما عدّل و تمم بقانون المالية لسنة 2018)،يحدد الأسعار المطبقة على الشرائح، على النحول التالي (المادة 73):
شريحة الدخل إلى غاية 30.000 درهم معفاة من الضريبة؛
10 % بالنسبة لشريحة الدخل من 30.001 إلى 50.000 درهم؛
20 %بالنسبة لشريحة الدخل من 50.001 إلى 60.000 درهم؛
30% بالنسبة لشريحة الدخل من 60.001 إلى 80.000 درهم؛
34% بالنسبة لشريحة الدخل من 80.001 إلى 180.000 درهم؛
38% بالنسبة لما زاد على ذلك.
و إذن، عن الشريحة الأولى، و مقدارها (30.000)درهم، سيؤدي (0) درهم؛
و عن الشريحة الثانية، سيؤدي..20.000×10/100= 2000 درهم؛
و عن الشريحة الثالثة، سيؤدي..10.000×20/100= 2000 درهم؛
و عن الشريحة الرابعة،سيؤدي..20.000×30/100=6000 درهم؛
و عن الشريحة الخامسة، سيؤدي..100.000×34/100=34000 درهم؛
و عن الشريحة السادسة، و الأخيرة، سيؤدي:
(1.716.100- 180.000)×38/100=1.536.100×38%=583.718
و بالتالي، فمجموع ما يفترض أن يؤديه هذا الملزم، عن مجموع دخله،قبل خصم الأعباء العائلية، هو:
2000+2000+6000+34.000+583.718=627.718 درهم
و لمعرفة، المبلغ الذي سيؤديه لإدارة الضرائب، يجب خصم الأعباء العائلية (360 درهما لكل فرد)، في حدود (2160) درهم، أي ستة أفراد من العائلة،الذين ليس لأي واحد منهم دخل يفوق مجموعه السنوي جزء الدخل(الحد الأدنى) المعفي(المادة 74):
627.718 - (6×360) =625.558 درهم.
هذا هو مبلغ الضريبة عن الدخل، الذي دفعه السيد المكي، عن مجموع دخله، الذي حققه برسم السنة الجبائية 2016.
حساب الضريبة على مجموع دخل السيدة كبيرة
لن نعيد تكرار ما قلناه أعلاه..
المهم هنا، هو أن ننتبه إلى أن " المعطى"، في هذه النازلة، هو صافي دخل السيدة كبيرة؛و بالتالي لن تكون هناك حاجة للبحث عن صافي الدخل.
أي أننا سنقوم بتشريح مبلغ (97.000) الذي تتقاضاه، هذه السيدة، سنويا.
على النحو التالي:
30.000 معفاة؛
20.000×10/100= 2000 درهم؛
10.000×20/100=2000 درهم؛
20.000×30/100= 6000 درهم؛
(97.000-80.000)×34/100= 5780 درهم
و مجموع، ما ستؤديه عن جميع الشرائح هو:
2000+2000+6000+5780=15780 درهم.
و هو نفسه المبلغ الذي ستقتطعه لها الإدارة التي تشغلها، لتدفعه للإدارة الجبائية.
و الجدير بالذكر، أنه لا يسمح لهذه السيدة بأن تخصم الأعباء العائلية، لأنها متزوجة، و زوجها هو الذي يتكلف بالإنفاق على الأسرة، و بالتالي فهو الذي يحق له لاستفادة من الخصومات لأجل الأعباء العائلية( بمعنى، أنه عندما تكون الملزمة أرملة، أو أن زوجها عاطل عن العمل و لا يستطيع الإنفاق على الأسرة، أو يحصل على دخل يقل عن الحد الأدنى الخاضع للضريبة، ففي مثل هذه الحالة تستفيد الزوجة الأجيرة أو الموظفة أو غيرها من الخصم من مبلغ الضريبة لأجل الأعباء العائلية).
بقي سؤال أخير: هل هذه السيدة ملزمة بالتصريح بمجموع دخلها؟ الجواب هو: لا؛لأن مرتبها هو دخلها الوحيد ( راجع المادة 86 من المدونة).
و بهذا، تنتهي الإجابة على النازلة..
أما فيما يخص السؤال الآخر، فلقد كان في الحقيقة سؤالا نظريا عاما عن الضريبة،فلو تمعنتم في صياغة السؤال، للاحظتم أنه يتعلق ب" ضرائب الدخل"، و ليس بضريبة الدخل..و كل الضرائب، هي في الواقع على الدخل، بطريقة أو أخرى؛ إما على الدخل كإيراد، أو الدخل كإنفاق، أو عن الدخل عندما يتحول إلى رأسمال..و في الموضوع تفاصيل كثيرة، تدور مع الضريبة حيث دارت، و لا يمكن الإجابة عنه إلا من خلال إشكالية و تصميم...و عزيمة و ذكاء..طبعا.


الثلاثاء، 11 سبتمبر 2018

دور الجامعة:هل يتناقض مفهوم ديمقراطية التعليم الجامعي، مع مصالح الوطن؟ هل الأهم هو الكم(عدد الخريجين) أم النوع (جودة الخريجين)؟ إن الجامعة قد تتفوق في إنتاجها النوعي، بفضل ما تتمتع به من مساحات للإبداع.


دور الجامعة:هل يتناقض مفهوم ديمقراطية التعليم الجامعي، مع مصالح الوطن؟ هل الأهم هو الكم(عدد الخريجين) أم النوع (جودة الخريجين)؟ إن الجامعة قد تتفوق في إنتاجها النوعي، بفضل ما تتمتع به من مساحات للإبداع.

***
إن الجامعة، تقوم بأدور متعددة و متنوعة، أهمها التعليم، و البحث العلمي، و التكوين و التدريب، و نشر الثقافة و تعميمها بين الناس.
إننا قد نجد في المجتمع، مؤسسات أخرى تقوم ببعض هذه الأدوار؛ كالتعليم الذي تقوم به المدارس الابتدائية و الثانوية؛ و التكوين و التدريب الذي تقوم به مراكز و معاهد  التكوين و التدريب؛ و البحث العلمي الذي قد تقوم به مراكز البحوث العلمية التابعة للقطاعين العام و الخاص؛ و نشر الثقافة الذي قد تقوم به عديد من المصالح الحكومية و المؤسسات العامة و الخاصة.إلاّ أن الجامعة وحدها، هي القادرة على القيام بكل تلك الأدوار بالتزامن و التوازي.كما أنها هي المصدر الذي يُمدّ جل- إن لم نقل- كل المؤسسات و المراكز و المصالح السابقة الذكر، بالأطر البشرية،و بدون الجامعة قد تفشل  في القيام بأدوارها.
و في الحقيقة، إن ما جعل الجامعة قادرة على تحمل مسؤولية كل تلك الأدوار دفعة واحدة ، و في نفس الوقت،هو ما تتمتع به من حرية (الحرية الأكاديمية)؛ جعلتها قادرة على الإبداع في شتى مجالات المعرفة البشرية. 
دور الجامعة
بقلم :د.حافظ قبيسي

[...] كانت مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ( مرحلة الاستقلال لمعظم الدول العربية)، هي مرحلة التجاوب الفعلي مع المطالبة بحق كل مواطن في التعليم ، بما في ذلك التعليم العالي.
و من الإنصاف الإشارة إلى أن الحكومات العربية المختلفة و المتعاقبة ، أولت هذا الأمر عنايتها ، رغم بعض الانتقادات التي كانت توجه إلى تلك الحكومات بين فترة و أخرى ، انتقادات كانت تقارب العنف بل التعنيف في بعض الحالات.
[...] نعم لقد أمّن التعليم العالي العربي حق المواطن.و لكن هل أمن بذلك مصالح المجتمع؟
و في محاولتنا الإجابة على هذا السؤال الأساسي نرى أن علينا التمهيد لذلك بتحديد دور الجامعة...

دور الجامعة في المطلق

للجامعة في المطلق ، دور اقتصادي و ثقافي و تربوي..( و غير ذلك).
هذا الدور الإنمائي هو في الدول العربية ، كما في معظم الدول المتخلفة المشابهة له.و هو في جوهره دور الجامعة أو بعض دورها في الدول الصناعية المتقدمة أيضا.
و إن شئنا أن نفصّل ما ذكرناه ، لوجدنا للتدريس الجامعي ، و للبحث العلمي الجامعي ( و هما وسيلتا العمل الأساسيتان) غايات أساسية منها:
أ- تثقيف المجتمع. و ذلك ببث المعرفة العالية بين المواطنين ، و توعيتهم على أحدث ما توصلت إليه المعرفة العلمية الإنسانية في شتى الميادين؛
ب- بث الروح العلمية في المواطن ، بالمعنى السلوكي الحياتي.بحيث يرفض المواطن الخرافة و الاستسلام للغيبيات ، و يعتمد شريعة العقل و المنطق ، لا شريعة الغريزة البهيمية ..؛
ج- تأهيل المواطن للعمل المنتج ، و تشجيعه على امتلاك التقنيات ( بما في ذلك الحديثة منها)، و تعزيز قدرته على الإبداع في مهنته ، و قدرته على التطوير؛
د- تزويد القطاع الاقتصادي ( العام و الخاص) بحاجاته من المهرة[ الموارد البشرية الماهرة]؛
ه- درس الثروات الوطنية ، الطبيعية و البشرية ، و تحديد السبل الفضلى لاستثمارها ، أو لتحسين هذا الاستثمار؛
و- حفظ التراث الوطني (الثقافي بمعناه الواسع)، و الكشف عن الأصيل و الجميل فيه؛
ز- إشاعة جو عام بالاهتمام بالثقافة و تقدير الإبداع ، و الاهتمام بتعميق قيم الحق و الخير و الجمال في نفوس المواطنين؛
ح- تشجيع الإبداع الثقافي في كافة الميادين؛
ط- المساهمة في إغناء المعرفة و تقدم العلوم ، و اعتبار المجتمع عضوا فاعلا في عالم الحضارة ، لا مستوردا مستهلكا لإنتاج الآخرين ، قابعا في خانة التبعية الثقافية و العلمية فالحضارية؛
ي- المساهمة في حفظ أمن الوطن الاقتصادي ، و الاجتماعي ، و العسكري،و ذلك بالتبصر العلمي في كل ذلك.
هذه الغايات الكبرى ،هي جوهر مهمة الجامعة الفاضلة ، في كل مكان ، و هي مهمة "الجامعة العربية ".
الجامعة الوطنية العربية ، هي وسيلة مجتمعها الأولى ( تعطي المجتمع الثروة البشرية التي بها تقوم مؤسساته و تعمل)، و هي:
1-عقله المخطط؛
2- حافظ ثقافته،و مصهر الإبداع فيه؛
3- الأمينة على القيم المجتمعية ، الموحدة البناءة.
هي كذلك ، لأننا نؤمن أن الجامعة هي بصر المجتمع و بصيرته ، بواسطتها ينظر في أمره، و يحاول تدبر هذا الأمر.
و هل يمكن لأي مجتمع أن ينظر في أمره ، بعين مستعارة ، و أن يتدبر أمره بيد مستعارة ، و أن يحك جلده بغير ظفره؟!

دور الجامعة في إنتاج الثقافة

ما هي الثقافة؟
نترك لغيرنا أن يجيب على هذا السؤال. و لا ريب أن الأجوبة ستكون عديدة ، مختلفة  ( و ربما متباينة)، و لكنها - على الأرجح - لن تكون متناقضة ، و نستطيع أن نفترض أن مجموعة تلك الأجوبة - على تعدّدها - تشكل جوابا واحدا ؛ الجواب.
في [ اللغة] العربية "ثقف الحجر " صقله.
في الاجتماع البشري - نستطرد - ثقف الفرد: صقله ، ثقف الجماعة : صقلها.
نستطيع في هذا الإطار ، أن نكتفي بهذا الجواب ، و أن ننطلق منه.
ما هو إنتاج الثقافة ؟ هنا أيضا قد تكون الإجابات متباينة ، و لكن مهمتنا هنا أن نبسط الأمر و أن نتلمس في الأشياء عناصرها الأولى.
نرد إذن " إنتاج الثقافة " إلى عناصرها الأساسية التالية:
أ- الإحاطة بالمعارف البشرية في الآداب و الفنون و العلوم و التقنيات و بما يتصل بكل منها؛
ب- تعميم المعارف و نشرها بين الناس بحيث يصل بعضها إلى الأفراد القادرين على تلقي هذا البعض ، و بحيث يصل مجموع هذه المعارف ( بدون استثناء) إلى المتّحد البشري مجتمعا؛
ج- محاولة تأهيل كل فرد في المتحد لتلقي المعارف في المطلق ، و بعضها في الحصر.أي رفع قدرة كل فرد على تلقي المعرفة؛
د- نشر الوعي بين الناس ، بحاجة الفرد و المجتمع إلى الثقافة : أن تكون كائنا بشريا هو أن تعرف ، و إلا انحدر الفرد إلى كائن بيولوجي ، و إلا انحدر المجتمع إلى كائن بيولوجي فقط؛
ه- التخطِّي.أي الانتقال من حسن تلقي المعرفة المنقولة إلى إغناء هذه المعرفة بالإضافات الأصلية و المبتكرة.

دور الجامعة في البحث العلمي

 ما هو البحث العلمي؟
الإجابة عن هذا السؤال أسهل بما لا يقاس من الإجابة على السؤال حول ماهية الثقافة التي استوقفتنا.
البحث العلمي هو جزء من آلية الثقافة ( أو الانتاج الثقافي).إنه التخطي الذي أشرنا إليه.إنه الاستفادة من المعرفة الحاصلة لإغنائها و دفع حدودها إلى أوسع.
و لكن هل تحتاج الدول العربية للبحث العلمي؟
أوليس ترفا في الدول النامية ( الفقيرة)؟
و هل تستطيع الدول النامية منافسة الدول المتقدمة ( و الغنية) في مجال البحث العلمي؟
أليس من الأجدى ، اقتصاديا ، اللجوء إلى استيراد المعرفة و منتجاتها ( التكنولوجيا) بدل بذل الجهد في البحث العلمي و تطبيقاته؟
في مجال الإجابة ، نستعيد الأجوبة القديمة:
لا تختلف الدول العربية في هذا المجال ( مجال البحث العلمي) عن غيرها من الدول النامية.فالمجتمع يحتاج إلى وسيلة يستكشف بواسطتها ثرواته الطبيعية و البشرية ، و يستدل بواسطتها على سبل تثمير هذه الثروات.هذه الوسيلة هي البحث العلمي الوطني.
و البحث العلمي الوطني  ، هو البحث الذي يقوم به محليا علماء مبدعون في ميادينهم ، و مدركون أوضاع وطنهم و حاجاته. علماء لا يلمّون طبعا بكل حديث في كل ميدان ، و لكنهم قادرون على تقصي كل حديث ، قادرون على طرح الأسئلة و على تلقي الأجوبة.البحث العلمي الوطني هو الأداة الوحيدة القادرة على تمكين الوطن من مواكبة العصر.
أما الصلة بين البحث العلمي و بين حاجات المجتمع فيمكن التماسها في كل مجال : في الزراعة أو الصناعة كما في التربية و الإدارة ، أو في غير هذه و تلك.و يكفي أن نشير ، على سبيل المثال ، إلى أن نقل تقنيات الزراعة المستخدمة في فرنسا أو في أمريكا ، لا يجدي في حل مشاكل الزراعة العربية.فالظروف المناخية ، و البنية الاقتصادية ، و المستوى الثقافي - التربوي لدى المزارعين العرب ، تستوجب أقلمة [ أقْلَمه:جعله يتعود مناخا جديدا ] التقنيات المستوردة ، أو اختراع التقنيات المناسبة.
يكفي أن نضيف ، على سبيل المثال ، أن الأبحاث التربوية المستوردة و المعلّبة - على أهميتها - لا تصلح في الدول العربية إلا كدليل أولي ( أو كنموذج) للأبحاث التربوية الوطنية. و هل تصلح الدراسات الصحية في السويد أساسا لتدابير صحية عربية؟ أو هل تصلح إدارة الضمان الاجتماعي هناك ، لنسخ إدارة مماثلة لها هنا؟
من يتولى هذه المهام؟
يخترع المجتمع عادة ، الوسائل العديدة لتلبية هذه الحاجات.يقيم مجلسا وطنيا للبحوث العلمية ، يقيم معهدا للبحوث الصناعية ، يقيم مختبر الصحة المركزي ، يقيم مؤسسات الدراسات السياسية ( الاستراتيجية) أو مراكز للبحوث الاجتماعية،..
ولكن من يتأمل في كل هذه المؤسسات ( و كلها موجودة في معظم الدول العربية)، يلاحظ أن الجامعة هي النبع، [الذي] تغرف منه كل المؤسسات.و بدون الجامعة ، كبؤرة علمية ، تضطرب أمور هذه المؤسسات إلى حد لا يحتمل.
و إذا كان لأي كان أن يساهم في أي من هذه الأعمال ، فإنه غير مطالب بذلك و لا مسؤولية عليه إن لم يفعل.و لكن الجامعة تبقى ، في هذا المجال ، في وضع فريد:إن عليها أن تساهم في بعض أو كل هذه الأعمال ، إنها مطالبة بذلك ، تقع عليها المسؤولية إن لم تفعل.

دور الجامعة في عملية الإبداع

قد يشتطّ بعض المغالين بحماسهم للبحث العلمي ، فيحسبون أنه و الإبداع صنوان.و لكننا لا نشارك هؤلاء فيما يذهبون إليه.
قد يكون في ممارسة بعض البحث العلمي ، بعض من الإبداع ، و لكن لا يجيز لنا ذلك أن نخلط بين الاثنين.
و مع أننا نستعمل كلمة البحث العلمي بمعناها الواسع ، الذي يشمل البحث الأدبي و الحقوقي و الفقهي.فإننا لا نستطيع المقارنة بين أبي نواس و بين دارس أبي نواس[ ت 199ه/813م] ، و لا بين انشتاين[ Einstein(1879-1955)] ( الرمز) و بين تلامذته الكثر ، و حتى لو كانوا علماء.
البحث العلمي منهجية و تقنية ، و قد يكون فيه الإبداع أيضا ، و لكن ليس عليه - في العرف السائد - أن يكون إبداعا.
هذه الملاحظات تبرر في نظرنا ، أن نخصص لعملية الإبداع فقرة خاصة ، تلي فقرة البحث العلمي ، دون أن يكون في ذلك تكرارا.
دور الجامعة في الإبداع ، دور ثانوي ، إذا اعتبرنا أن الإبداع حر من كل قيد، و هو كذلك.إنه لا يفترض شهادة مهما دنى مستواها في هرم الشهادات ، و هو في الأساس لا يفترض معرفة محددة بالنوع أو بالكمية.و هو بالتالي لا يشرق في مكان معين دون سواه.نكاد نقول ، مبدئيا ، إن لا علاقة سببية بين الجامعة و الإبداع.و لكننا نؤكد أن الإبداع لا ينبثق من فراغ ، و لا نعرف مبدعا تخطى الموروث دون اختزانه.
نسوق ، للدلالة على ذلك قصة أبي نواس ، الذي قصد يافعا شاعرا مشهورا هو " والبة بن الحباب"[170ه/786] ، و قال له ما معناه : " أريد أن أصبح شاعرا".فقال "والبة ، و قد توسم فيه النباهة :" اخرج إلى البادية ، و احفظ ما قالته العرب".ففعل أبونواس ، و حفظ من أعراب البادية ديوان العرب في يومه.و بعد سنة أو تزيد عاد إلى "والبة" وقال :" لقد حفظت ما قالته العرب" ، أجاب والبة :" انس ما حفظت ، و اقرض الشعر".ففعل أبو نواس ذلك ، و كان من كان في الإبداع و التخطي.
تدلنا هذه القصة إلى أن للجامعة في الإبداع دورا هاما ، و إن لم يكن ملزما.
ما نود قوله ، في كل ما تقدم ، هو أن على الجامعة أن تقدم لمجتمعها المعرفة التي لا بد أن تسبق كل إبداع.على الجامعة أن تكون البؤرة الثقافية التي تحث على الإبداع.على الجامعة أن تسهم في خلق المناخ الملائم لعملية الإبداع.
و لكن الجامعة لا يمكن أن تلعب هذا الدور ، إن لم تع أنّ عليها أن تكون كذلك..
***
المرجع: د.حافظ قبيسي- التعليم العالي العربي: بين حق المواطن في العلم و حق الوطن في النخبة- عالم الفكر- المجلس الوطني للثقافة و الفنون- الكويت- المجلد الرابع و العشرون- العددان الأول و الثاني- أبريل/يونيو 1995- ص ص 69-74.


الأحد، 9 سبتمبر 2018

مهار ات جامعية أساسية ( الجزء الثاني)، و يتناول مجموعة من المهارات الأساسية الخاصة (مهارات عملية و تطبيقية، و مهارات البحث، و مهارات الكتابة

مهار ات جامعية أساسية ( الجزء الثاني)، و يتناول مجموعة من المهارات الأساسية الخاصة (مهارات عملية و تطبيقية، و مهارات البحث، و مهارات الكتابة


في الجزء الأول من هذا المقالن كنا قد تناولنا المهارات الجامعية العامة الأساسية، و تحدثنا أيضا عن أحد أنواع المهارات الجامعية الخاصة (مهارات اكتساب المعرفة).
فيما يلي،أي في هذا الجزء الثاني و الأخير من المقال، سنتعرف على مهارات أساسية خاصة أخرى، يحتاجها طلاب الجامعات.و يتعلق الأمر هذه المرة، بمهارات علمية و تطبيقية ( كمهارات: إصدار الأحكام، و تقييم الدليل، و التعبير..)؛ ومهارات البحث (مثل الوصول إلى المعلومات، و التفكير التحليلي، و التفكير النقدي ، وصياغة المفاهيم، و المقارنة، و طرح الفرضيات..)؛ و مهارات كتابية (كمهارة التوضيح و التوسع، و مهارة التلخيص، و مهارة عرض المعلومات، و مهارة خلق التتابع و التسلسل..).
مهارات جامعية أساسية
(الجزء الثاني)

ثالثا: مهارات عملية و تطبيقية

1- مهارة إصدار الأحكام ( أو الوصول إلى حلول):و هي تلك المهارة التي تستخدم لتطبيق معلومات معطاة ، و استنتاجات مقدمة ؛ من أجل الوصول إلى أحكام عامة أو حلول . أو أنها عبارة عن عملية ذهنية ، يتم من خلالها الوصول إلى أحكام ، بعد الأخذ في الحسبان جميع المعلومات المتوفرة؛

2- مهارة الاستنتاج:هي تلك المهارة التي تستخدم من أجل توسيع أو زيادة حجم العلاقات القائمة على المعلومات المتوفرة ، و الاستفادة من التفكير الاستدلالي أو التحليلي من أجل تحديد ما يمكن أن يكون صحيحا. أو إنها عبارة عن استخدام ما يملكه الفرد من معارف أو معلومات للوصول إلى نتيجة ما؛

3- مهارة تقييم الدليل:هي تلك المهارة التي تستخدم لتحديد فيما إذا كانت المعلومات تتمتع بصفات الدِّقة و الصدق و الموضوعية ، في آن واحد؛

4- مهارة القدرة على  التعبير بلغة التدريس:إن المعرفة الجيدة باللغة ، تمكّن الطالب من تدوين ملاحظات دقيقة و مختصرة ، مما يقوله الأستاذ المحاضر، و كذلك توفر عليه الوقت عند قراءة الكتب و المراجع الجامعية ( الورقية و الإلكترونية).كما تمكنه من التعبير، بطرق أخرى ، عن أفكاره كتابيا و شفويا..؛

5- مهارة اتقان اللغات الأجنبية:إن معرفة الطالب للغات الأجنبية (مثل الإنجليزية ، و الفرنسية، و الصينية، و الإسبانية،و الألمانية ، و التركية ..)،تساعده على التعمق في دراسة الدروس ، و إنجاز البحوث العلمية ، و التواصل مع المحيط و البيئة الاجتماعية الصغيرة و الكبيرة، و تفتح أمامه آفاق مستقبلية..

رابعا: مهارات البحث

1- مهارة الوصول إلى المعلومات: و هي تلك المهارة التي تستخدم من أجل الوصول بفعالية إلى المعلومات ذات الصلة بالسؤال أو المشكلة المطروحة؛

2- مهارة التفكير التحليلي: و هي مهارة تساعد الطالب على تجزئة المادة التعليمية إلى عناصرها الأساسية أو الثانوية ، و إدراك ما بينها من علاقات أو روابط ، مما يساعده على فهم بنيتها و العمل على تنظيمها ( أو إعادة تركيبها) في مرحلة لاحقة؛

3- مهارة التفكير التركيبي:و هي على عكس المهارة السابقة ( مهارة التفكير التحليلي)؛ إذ تقوم على البحث عن العناصر المشتركة بين مكونات المادة التعليمية( أو موضوع الدراسة ) ، وضع أجزائها مع بعضها البعض ، في قالب واحد أو مضمون واحد( يحتاج الطالب إلى هذه المهارة ، مثلا ، في الإجابات على الأسئلة التركيبية..التي تنطوي على إشكاليات معقدة..)؛

4- مهارة التفكير النقدي:هذه المهارة هي عبارة عن القدرة على تقييم و قياس و الحكم على الآراء و الأفكار و المعتقدات و القوانين و النظريات و الظواهر الاجتماعية..إلخ؛ لفحص دقتها و صلاحيتها و قيمتها الحقيقية، و عدم التسليم بأي شيء مهما كان مصدره ؛ إلا بعد تدقيقه و تمحيصه ، و إخضاعه لشتى أصناف الاختبارات ، لتقييم ما له و ما عليه؛

5- مهارة التصنيف:هي تلك المهارة التي تستخدم لتجميع الأشياء على أساس خصائصها و صفاتها ضمن مجموعات أو فئات ؛ أو إنها عبارة عن عملية عقلية يتم من خلالها وضع الأشياء معا ضمن مجموعات ، بحيث تجعل منها شيئا ذا معنى؛

6- مهارة صياغة المفاهيم و تطويرها:هي تلك المهارة التي تستخدم لتحديد الفكرة عن طريق تحليل الأمثلة الخاصة بها ؛ أو إنها عبارة عن عملية ذهنية تهدف إلى إيجاد تسميات و تصنيفات للأفكار؛

7- مهارة طرح الفرضيات و اختبارها:هي تلك المهارة التي تستخدم من أجل تشكيل أو طرح حلول تجريبية لمشكلة ( أو إشكالية) ما ، و اختبار فعاليتها ، و تحليل نتائجها ؛ أو إنها عبارة عن القيام باقتراح تخمينات( توقعات) أو تصورات جيدة لحل قضية ما، ثم العمل على فحص أو اختبار هذه التوقعات أو التصورات؛

8- مهارة المقارنة( اكتشاف أوجه الاتفاق و الاختلاف): إنها تلك المهارة التي نستعين بها ، لفحص شيئن أو فكرتين أو قرارين أو اختيارين أو موقفين..إلخ، لاكتشاف أوجه الشبه و نقاط الاختلاف.

خامسا:مهارات كتابية

1- مهارة التوضيح أو التوسع:و هي تلك المهارة التي تستخدم من تفصيل الأفكار و التوسع في شرحها، و جعلها أكثر فائدة و دقة و جمالا ، عن طريق التعبير عن معناها بإسهاب و تفصيل واضح.أو هي عبارة عن القدرة على إضافة تفصيلا جديدة للأفكار المطروحة،حتى لتصبح الفكرة البسيطة ، عميقة و مهمة؛

2- مهارة التلخيص و الاختصار( أو مهارة التفكير التجميعي): و هي تلك المهارة ، التي يتم بوساطتها تقليل عدد الأفكار المطروحة ، و اختزالها أو اختصارها في فكرة واحدة أساسية ، أو فكرتين اثنتين تمثلان الجوهر و الأفضل و الأدق و الأكثر فائدة لحل المشكلة ( أو الإشكالية) المطروحة؛

3- مهارة عرض المعلومات بيانيا أو على شكل رسوم و أشكال:و هي تلك المهارة التي تستخدم للتعبير عن الحقائق و المعطيات الكيفية أو الكمية ، بأشكال و بيانات و رسوم توضيحية ، من أجل توضيح أن العناصر و المعطيات و الأفكار و مختلف أنواع المعلومات،مترابطة بشكل دقيق ، و ذلك عن طريق استخدام الجداول و المعادلات و الأشكال و الرسوم و الأعمدة و الدوائر و الرموز..و ما إلى ذلك؛

4- مهارة خلق التتابع و التسلسل:هي تلك المهارة التي تستخدم من أجل ترتيب الحوادث أو الفقرات أو المحتويات ، بطريقة منظمة و دقيقة ؛ أو إنها تعني وضع الأفكار بتنظيم محدد يتم اختياره بعناية فائقة؛

5- مهارة التعميم:و هي تلك المهارة التي تستخدم لبناء مجموعة من العبارات أو الجمل ، التي تشتق من العلاقات بين المفاهيم ذات الصلة ؛ أو إنها عبارة عن بناء جمل أو عبارات واسعة (فضفاضة)، يمكن تطبيقها في معظم الظروف و الأحوال..

***
و بعد، فهذه بعض المهارات الأساسية التي يحتاجها الطالب الجامعي ..و هناك مهارات أخرى ، لا يتسع المجال لذكرها هنا ، فهي كثير و متنوعة ، تختلف من كلية إلى أخرى ، حسب التخصص الذي يطلبه الطالب في هذه الكلية أو تلك:فالطالب الذي يدرس الطب ، تكسبه كلية الطب المهارات التي تؤهله لممارسة مهنة الطب ، و الطالب الذي يدرس القانون ، تدربه كلية الحقوق( من حيث المبدأ العام) - أو تتيح له فرصة التدرب - على المهارات التي تجعله قادرا على التعامل مع القوانين و تطبيقها..و قس على ذلك بالنسبة لكل أصناف الطلبة.
و أخيرا و ليس آخر، يمكن لمن يريد التوسع في دراسة هذه المهارات أن يراجع كتاب الدكتورة دودت أحمد سعادة، بعنوان " تدريس مهارات التفكير( مع مئات الأمثلة التطبيقية)"، من نشر دار الشروق بعمان( الأردن)، سنة 2007.و بالله التوفيق.

مهارات جامعية أساسية:بعضها عامة، تستعمل في الكثير من الأعمال و الأنشطة الجامعية( كإدارة الوقت، و التفكير الفعال،و تحديد الأولويات..)؛ ومهارات أساسية خاصة،كتلك التي تستعمل لاكتساب المعرفة( مثل تلك المتعلقة بتدوين الملاحظات، و الاستماع و القراءة بتركيز، و تنظيم الدراسة..).

مهارات جامعية أساسية:بعضها عامة، تستعمل في الكثير من الأعمال و الأنشطة الجامعية( كإدارة الوقت، و التفكير الفعال،و تحديد الأولويات..)؛ ومهارات أساسية خاصة،كتلك التي تستعمل لاكتساب المعرفة( مثل تلك المتعلقة بتدوين الملاحظات، و الاستماع و القراءة بتركيز، و تنظيم الدراسة..).


إن النجاح في الحياة الجامعية، يحتاج إلى الكثير من المهارات، بعضها أساسي و بعضها الآخر ثانوي.
و تنقسم المهارات الأساسية التي يحتاج كل الطلبة إلى معرفتها، تنقسم إلى قسمين:مهارات أساسية عامة، و مهارات أساسية خاصة.
فالمهارات الأساسية العامة،هي تلك التي يستعملها الطلبة، في الكثير من أعمالهم و أنشطتهم،كمهارات: إدارة الوقت، و التفكير الفعال،و التفكير الإبداعي،و تحديد الأولويات، و تحديد العلاقة بين السبب و النتيجة،..و غيرها.
أما المهارات الأساسية العامة، فهي كثيرة و متنوعة، سنقصر حديثنا هنا، عن نوع واحد منها، ألا وهي المهارات الأساسية لاكتساب المعرفة،مثل: تدوين الملاحظات أثناء الاستماع، و التركيز أثناء الاستماع و القراءة،و طرح الأسئلة، و التنظيم، و التذكر، ..و غيرها. 
مهارات جامعية أساسية
(الجزء الأول)
للجامعة كما رأينا، في مقالات سابقة ، وظائف كثيرة ، و أهداف متعددة ، من أهمها إكساب الخريج الجامعي مهارات و كفايات أساسية ، غير تلك التي يحتاجها في التعليم " قبل الجامعي".
و بالفعل،  فالتعليم الجامعي ، أو التعليم العالي بصفة عامة ، لا يقتصر دوره ، و لا تنحصر أهدافه ، في تمكين المتعلم من حيازة المعرفة و المهارات العقلية و اليدوية ، و إنما تتجاوز ذلك إلى الاهتمام بتنمية درجات المرونة ، و سرعة التفكير و الإبداع ، و تنمية مهارات التعلم من خلال الخطأ و الصواب، و القدرة على الحكم السليم على الأشياء و الأشخاص و الظواهر و الأحداث ، و إصدار القرارات الصائبة و الأحكام الموضوعية العادلة ، و الإحساس بوحدة المعرفة البشرية ، و ربط العلوم الدقيقة ( كالرياضيات و الفيزياء و الكيمياء..) بالعلوم الانسانية( التاريخ، و الآداب..) و العلوم الاجتماعية ( القانون، و الاقتصاد، و علم الاجتماع..)، و القدرة على التحصيل و التعليم الذاتي( أي الوصول الذاتي إلى مصادر المعرفة الأصلية )، و من ثم توظيفها في حل المشاكل الشخصية و الاجتماعية ، و القدرة على طرح الأسئلة ، و عدم الاستسلام لوهم البساطة الظاهرة أو الوعي الزائف..إلخ.
و من أهم هذه المهارات الأساسية ، التي تعتبر ضرورية للنجاح في الحياة الجامعية ، بل و الحياة ككل ، ما يعرف بمهارات التفكير و التنظيم ، و التي يمكن تعريفها بأنها:" تلك العمليات العقلية التي نقوم بها من أجل جمع المعلومات و حفظها و تخزينها ، و ذلك من خلال إجراءات التحليل و التخطيط و التقييم و الوصول إلى استنتاجات و صنع القرارات ". و هناك تعريف آخر لهذه المهارات ، يعرّفها على أنها:" عبارة عن عمليات عقلية محددة نمارسها عن قصد في معالجة المعلومات و البيانات لتحقيق أهداف تربوية متنوعة تتراوح  بين تذكر المعلومات و وصف الأشياء و تدوين الملاحظات،..و تقييم الدليل و حل المشكلات و الوصول إلى استنتاجات "[1].
و من خلال هذين التعريفين لمهارات التفكير و التنظيم ، يتبين لكم؛ أنها تنطوي أو تتفرع إلى مهارات عديدة و متنوعة ، بعضها مهارات عامة ، و بعضها الآخر، مهارات خاصة باكتساب المعرفة ،  و طرق البحث عنها ، و التعبير الكتابي و الشفوي..إلخ، و غيرها من المهارات التي يحتاجها الطالب الجامعي للنجاح في حياته الجامعية أولا، ثم في حياته المهنية أو الخاصة لاحقا ؛ و هي المهارات التي سنحاول التعرف عليها ، بإيجاز ، فيما يلي.

أولا: مهارات أساسية عامة

نسميها مهارات "عامة"، لأن الطلبة الجامعيون ( و غيرهم)، يستعملونها في مزاولة الكثير من الأعمال و الأنشطة الجامعية (و غيرها)، على عكس المهارات الخاصة أو المتخصصة، التي تستعمل في بعض الأنشطة أو الأعمال دون غيرها. و من أهم المهارات الأساسية العامة،ما يلي:

1- مهارة إدارة الوقت: و هي المهارة التي تستخدم من أجل الحصول على أفضل استغلال للوقت؛

2- مهارة التفكير الفعال: و التفكير الفعال ، هو ذلك النوع من التفكير الذي تُتّبع فيه المنهجية السليمة و المحددة- حسب نوع العمل أو النشاط المراد إنجازه -، و تستخدم فيها أفضل المعلومات من حيث دقتها و كفايتها؛

3- مهارة التفكير الإبداعي ( أو الأصيل): إذا كان الإبداع هو " القدرة على إنتاج شيء جديد ، أو إيجاد حل جديد لمشكلة ما"؛فإن التفكير الإبداعي أو الأصيل ، يمكن تعريفه ، على أنه " نشاط عقلي مركب ، بطرق جديدة أو غير مألوفة أو استثنائية ، يستعمل من أجل التوصل إلى أفكار ذكية أو فريدة من نوعها ، أو بهدف البحث عن حلول أو التوصل إلى نتائج لم تكن معروفة من قبل "؛

4- مهارة حل المشكلات:هي تلك المهارة التي تستخدم لتحليل و وضع استراتيجيات ، تهدف إلى حل سؤال صعب أو موقف معقد ، أو مشكلة تعيق التقدم في جانب من جوانب الحياة ، أو إنها عبارة عن إيجاد حل لمشكلة ما تواجه الفرد أو الجماعة؛

5- مهارة تحديد الأولويات:هي المهارة التي يتم عن طريقها وضع الأشياء أو الأمور في ترتيب معين ، حسب أهميتها؛

6- مهارة تحديد العلاقة بين السبب و النتيجة:هي تلك المهارة التي تستخدم في تحديد العلاقات السببية بين الأحداث المختلفة ، أو إنها تلك العملية الذهنية التي تبين كيف أن شيئا يكون سببا لآخر؛

7- مهارة تطبيق الإجراءات: و هي المهارة التي تستخدم لفهم و تطبيق خطوات معقدة في ضوء عناصرها أو أجزائها المتعددة ؛ أو إنها عبارة عن تعلم عمل شيء ما أو القيام بعمل معين بدقة عالية ، بحيث يصبح من غير الضروري التفكير كثيرا في تلك الخطوات أثناء القيام بها ، نظرا لأن تطبيقها أو تنفيذها أصبح يتم، في الواقع ، بشكل اعتيادي.

ثانيا: مهارات اكتساب المعرفة

1- مهارات تدوين الملاحظات: هي تلك المهارة التي تستخدم في التقاط الأفكار و المعلومات المهمة ، و تسجيلها بشكل مختصر و واضح ، أثناء المحاضرة أو عند قراءة كتاب أو مقال ، أو مراجعة موقع إلكتروني..إلخ؛

2- مهارة التركيز( ضبط و توجيه الانتباه):هي تلك المهارة ، التي نستعملها من أجل التحكم و ضبط المستويات المختلفة للانتباه ؛ أو إنها عملية الانتباه لما يقال أو يناقش أو يعرض من معلومات أو أفكار أو أراء أو معارف ( أثناء المحاضرة ، أو العرض ، أو الندوة ، أو الشرح على السبورة..إلخ)؛

3- مهارة الإصغاء النشط:هذه المهارة تتفرع عن المهارة السابقة،أو هي إحدى " أدوات " مهارة التركيز،و تتمثل في الانصات بعناية فائقة، من أجل الحصول على المعلومات؛

4- مهارة الملاحظة النشطة: و هي مهارة مساعدة أو فرعية،تندرج هي الأخرى ضمن مهارة التركيز، و تستخدم من أجل اكتساب المعلومات عن الأشياء و القضايا أو الأحداث أو أنماط سلوك الأشخاص ؛ و ذلك باستخدام الحواس المختلفة ، أو إنها عبارة عن بذل المزيد من الاهتمام بشيء ما؛

5- مهارة طرح الأسئلة:هي المهارة التي تستخدم لدعم نوعية المعلومات أو المعرفة المكتسبة ، من خلال طرح الأسئلة الجيدة ، و صياغة الأسئلة الدقيقة و الفعالة؛

6- مهارة التنظيم المتقدم: و هي عبارة عن النظرة السريعة إلى الأمر أو الشيء أو الموضوع أو الحدث كله، في نظرة شمولية ، من أجل فهمه فهما شموليا جيدا (و لا يتحقق ذلك إلا من خلال الربط و التنظيم بين المعطيات و المعلومات..المتعلقة بالحدث أو الفكرة أو الموضوع أو الشيء..إلخ)؛

7- مهارة التذكر:هي تلك المهارة التي تستخدم من أجل ترميز المعلومات و الاحتفاظ بها في الذاكرة طويلة المدى، أو إنها عبارة عن عملية تخزين المعلومات في الدماغ  من أجل استخدامها لاحقا.

 ***
المهارات الأساسية الأخرى ، سنتعرف عليها لاحقا، في الجزء الثاني..إن شاء الله تعالى.



[1] د.دودت أحمد سعادة- تدريس مهارات التفكير ( مع مئات الأمثلة التطبيقية)- دار الشروق- عَمّان 2003- ص 45.