الاثنين، 11 يونيو 2018

طلب العلم و التعلم في تراثنا الإسلامي


طلب العلم و التعلم في تراثنا الإسلامي

في  طلب العلم..و التعلم..


كتب  الأديب و العالم العربي الكبير،عبد اللطيف البغدادي (ت 629هـ/1231م):
[...] أُوصِيكَ ألاّ تأخُذَ العلومَ من الكتبِ و إِنْ وَثِقْتَ من نفسِكَ بالفهم.و عليكَ بالأُستاذِينَ [الأساتذة]في كلِّ علمٍ تطلُبُ اكتسابَه؛ و إن كان الأستاذُ ناقصاً فخُذْ عنه ما عِنْده حتّى تَجِدَ أكملَ منه. و عليك بتعظيمهِ و ترجيبهِ [احترامه] ، و إن قدِرْتَ (على) أن تُفيدَه من دُنياكَ فافْعَلْ، و إِلاّ فبلسانِكَ و ثنائك.و إذا قرأتَ كِتابا فاحْرِصْ كلَّ الحِرْصِ على أن تستَظْهِرَهُ و تَمْلِكَ معناه، و تَوَهّمْ أن الكِتابَ قد عُدِمَ و أنّك مُسْتغنٍ عنه، و لا تحزَنْ لِفَقْدِه.و إذا كنت مُكِبّاً على دِراسة كتاب فإيّاك أن تشتغلَ بآخرَ معه  (بلِ احرِصْ على) صَرْفِ الزمانِ الذي تُريدُ صَرْفَهُ في غيره إليه.و إيّاكَ أن تشتغلَ بِعِلْمينِ دُفعةً واحدةً، و واظِبْ على العلمِ الواحدِ سنَةَ أو سنتين أو ما شاء اللهُ، فإذا قَضَيتَ منه وَطَرَكَ فانتقِلْ إلى علمٍ آخرَ.
و لا تظُنَّ أنّك إذا حَصَّلْتَ عِلْماً فقدِ اكتفيتَ،بلُ تحتاجُ إلى مراعاته لِينمى [يزداد] و لا ينقُصَ؛ و مُراعاتُه تكونُ بالمذاكرةِ و التفكّر و اشتغال المُبْتدئ بالتحفُّظِ و التعلّم و مُباحثة الأقرانِ و باشتغال العالمِ بالتعليمِ و التَصنيف [التأليف=البحث العلمي]...و من لم يَعْرَقْ جبينُه إلى أبوابِ العُلماء لم يُعْرِقْ في الفضيلة، و من لم يُخْجِلوه لم يُبَجِّلْهُ [يُعظِّمه] الناسُ، و من لم يُبَكِّتُوه [يوبخوه] لم يُسَوّدْ [يصبح سيدا ]، و من لم يحتملْ ألَمْ التعليمِ لم يَذُقْ لَذّةَ العلمِ..
اقتبسه د.عمر فروخ- تاريخ الأدب العربي-ج3ص ص506-7

و كتب أحد المربين المعاصرين ، هو الدكتور محمد رواس قلعجي:
"[...] العالم لا يكون عالما إلا إذا جالس العلماء و أخذ عنهم، و لقح فكره من فكرهم، و لا يكفي أخذه عن الكتب من غير أستاذ يرشده، لاحتمال أن يفهم منها غير المراد لقصور في تعبير المؤلف أو لكلالة ذهن من القارئ، و لذلك كان علماؤنا يطلقون على من استغنى عن الأساتذة بالكتب، اسم " الوراقين"، و نصوا على عدم جواز أخذ الفتوى منهم..":- في كتابه :" البحث العلمي تاريخه و منهجه في الإسلام"- رئاسة المحاكم الشرعية و الشؤون الدينية- الدوحة -(ذو الحجة 1402هـ/1982)- ص 74.

***
ملاحظة:الإضافات بين القوسين الهلاليين من الأستاذ " عمرفروخ"،و الإضافات بين القوسين المعقوفين، مني أنا عبد الإله السويلمي.


هناك تعليق واحد:

  1. للنجاحات أناس يقدرون معناه ، وللإبداع أناس يحصدونه ، لذا نقدّر جهودك المضنية ، فأنت أهل للشكر والتقدير ..فوجب علينا تقديرك ...فلك مني كل الثناء والتقدير .

    ردحذف