الأحد، 9 سبتمبر 2018

مهار ات جامعية أساسية ( الجزء الثاني)، و يتناول مجموعة من المهارات الأساسية الخاصة (مهارات عملية و تطبيقية، و مهارات البحث، و مهارات الكتابة

مهار ات جامعية أساسية ( الجزء الثاني)، و يتناول مجموعة من المهارات الأساسية الخاصة (مهارات عملية و تطبيقية، و مهارات البحث، و مهارات الكتابة


في الجزء الأول من هذا المقالن كنا قد تناولنا المهارات الجامعية العامة الأساسية، و تحدثنا أيضا عن أحد أنواع المهارات الجامعية الخاصة (مهارات اكتساب المعرفة).
فيما يلي،أي في هذا الجزء الثاني و الأخير من المقال، سنتعرف على مهارات أساسية خاصة أخرى، يحتاجها طلاب الجامعات.و يتعلق الأمر هذه المرة، بمهارات علمية و تطبيقية ( كمهارات: إصدار الأحكام، و تقييم الدليل، و التعبير..)؛ ومهارات البحث (مثل الوصول إلى المعلومات، و التفكير التحليلي، و التفكير النقدي ، وصياغة المفاهيم، و المقارنة، و طرح الفرضيات..)؛ و مهارات كتابية (كمهارة التوضيح و التوسع، و مهارة التلخيص، و مهارة عرض المعلومات، و مهارة خلق التتابع و التسلسل..).
مهارات جامعية أساسية
(الجزء الثاني)

ثالثا: مهارات عملية و تطبيقية

1- مهارة إصدار الأحكام ( أو الوصول إلى حلول):و هي تلك المهارة التي تستخدم لتطبيق معلومات معطاة ، و استنتاجات مقدمة ؛ من أجل الوصول إلى أحكام عامة أو حلول . أو أنها عبارة عن عملية ذهنية ، يتم من خلالها الوصول إلى أحكام ، بعد الأخذ في الحسبان جميع المعلومات المتوفرة؛

2- مهارة الاستنتاج:هي تلك المهارة التي تستخدم من أجل توسيع أو زيادة حجم العلاقات القائمة على المعلومات المتوفرة ، و الاستفادة من التفكير الاستدلالي أو التحليلي من أجل تحديد ما يمكن أن يكون صحيحا. أو إنها عبارة عن استخدام ما يملكه الفرد من معارف أو معلومات للوصول إلى نتيجة ما؛

3- مهارة تقييم الدليل:هي تلك المهارة التي تستخدم لتحديد فيما إذا كانت المعلومات تتمتع بصفات الدِّقة و الصدق و الموضوعية ، في آن واحد؛

4- مهارة القدرة على  التعبير بلغة التدريس:إن المعرفة الجيدة باللغة ، تمكّن الطالب من تدوين ملاحظات دقيقة و مختصرة ، مما يقوله الأستاذ المحاضر، و كذلك توفر عليه الوقت عند قراءة الكتب و المراجع الجامعية ( الورقية و الإلكترونية).كما تمكنه من التعبير، بطرق أخرى ، عن أفكاره كتابيا و شفويا..؛

5- مهارة اتقان اللغات الأجنبية:إن معرفة الطالب للغات الأجنبية (مثل الإنجليزية ، و الفرنسية، و الصينية، و الإسبانية،و الألمانية ، و التركية ..)،تساعده على التعمق في دراسة الدروس ، و إنجاز البحوث العلمية ، و التواصل مع المحيط و البيئة الاجتماعية الصغيرة و الكبيرة، و تفتح أمامه آفاق مستقبلية..

رابعا: مهارات البحث

1- مهارة الوصول إلى المعلومات: و هي تلك المهارة التي تستخدم من أجل الوصول بفعالية إلى المعلومات ذات الصلة بالسؤال أو المشكلة المطروحة؛

2- مهارة التفكير التحليلي: و هي مهارة تساعد الطالب على تجزئة المادة التعليمية إلى عناصرها الأساسية أو الثانوية ، و إدراك ما بينها من علاقات أو روابط ، مما يساعده على فهم بنيتها و العمل على تنظيمها ( أو إعادة تركيبها) في مرحلة لاحقة؛

3- مهارة التفكير التركيبي:و هي على عكس المهارة السابقة ( مهارة التفكير التحليلي)؛ إذ تقوم على البحث عن العناصر المشتركة بين مكونات المادة التعليمية( أو موضوع الدراسة ) ، وضع أجزائها مع بعضها البعض ، في قالب واحد أو مضمون واحد( يحتاج الطالب إلى هذه المهارة ، مثلا ، في الإجابات على الأسئلة التركيبية..التي تنطوي على إشكاليات معقدة..)؛

4- مهارة التفكير النقدي:هذه المهارة هي عبارة عن القدرة على تقييم و قياس و الحكم على الآراء و الأفكار و المعتقدات و القوانين و النظريات و الظواهر الاجتماعية..إلخ؛ لفحص دقتها و صلاحيتها و قيمتها الحقيقية، و عدم التسليم بأي شيء مهما كان مصدره ؛ إلا بعد تدقيقه و تمحيصه ، و إخضاعه لشتى أصناف الاختبارات ، لتقييم ما له و ما عليه؛

5- مهارة التصنيف:هي تلك المهارة التي تستخدم لتجميع الأشياء على أساس خصائصها و صفاتها ضمن مجموعات أو فئات ؛ أو إنها عبارة عن عملية عقلية يتم من خلالها وضع الأشياء معا ضمن مجموعات ، بحيث تجعل منها شيئا ذا معنى؛

6- مهارة صياغة المفاهيم و تطويرها:هي تلك المهارة التي تستخدم لتحديد الفكرة عن طريق تحليل الأمثلة الخاصة بها ؛ أو إنها عبارة عن عملية ذهنية تهدف إلى إيجاد تسميات و تصنيفات للأفكار؛

7- مهارة طرح الفرضيات و اختبارها:هي تلك المهارة التي تستخدم من أجل تشكيل أو طرح حلول تجريبية لمشكلة ( أو إشكالية) ما ، و اختبار فعاليتها ، و تحليل نتائجها ؛ أو إنها عبارة عن القيام باقتراح تخمينات( توقعات) أو تصورات جيدة لحل قضية ما، ثم العمل على فحص أو اختبار هذه التوقعات أو التصورات؛

8- مهارة المقارنة( اكتشاف أوجه الاتفاق و الاختلاف): إنها تلك المهارة التي نستعين بها ، لفحص شيئن أو فكرتين أو قرارين أو اختيارين أو موقفين..إلخ، لاكتشاف أوجه الشبه و نقاط الاختلاف.

خامسا:مهارات كتابية

1- مهارة التوضيح أو التوسع:و هي تلك المهارة التي تستخدم من تفصيل الأفكار و التوسع في شرحها، و جعلها أكثر فائدة و دقة و جمالا ، عن طريق التعبير عن معناها بإسهاب و تفصيل واضح.أو هي عبارة عن القدرة على إضافة تفصيلا جديدة للأفكار المطروحة،حتى لتصبح الفكرة البسيطة ، عميقة و مهمة؛

2- مهارة التلخيص و الاختصار( أو مهارة التفكير التجميعي): و هي تلك المهارة ، التي يتم بوساطتها تقليل عدد الأفكار المطروحة ، و اختزالها أو اختصارها في فكرة واحدة أساسية ، أو فكرتين اثنتين تمثلان الجوهر و الأفضل و الأدق و الأكثر فائدة لحل المشكلة ( أو الإشكالية) المطروحة؛

3- مهارة عرض المعلومات بيانيا أو على شكل رسوم و أشكال:و هي تلك المهارة التي تستخدم للتعبير عن الحقائق و المعطيات الكيفية أو الكمية ، بأشكال و بيانات و رسوم توضيحية ، من أجل توضيح أن العناصر و المعطيات و الأفكار و مختلف أنواع المعلومات،مترابطة بشكل دقيق ، و ذلك عن طريق استخدام الجداول و المعادلات و الأشكال و الرسوم و الأعمدة و الدوائر و الرموز..و ما إلى ذلك؛

4- مهارة خلق التتابع و التسلسل:هي تلك المهارة التي تستخدم من أجل ترتيب الحوادث أو الفقرات أو المحتويات ، بطريقة منظمة و دقيقة ؛ أو إنها تعني وضع الأفكار بتنظيم محدد يتم اختياره بعناية فائقة؛

5- مهارة التعميم:و هي تلك المهارة التي تستخدم لبناء مجموعة من العبارات أو الجمل ، التي تشتق من العلاقات بين المفاهيم ذات الصلة ؛ أو إنها عبارة عن بناء جمل أو عبارات واسعة (فضفاضة)، يمكن تطبيقها في معظم الظروف و الأحوال..

***
و بعد، فهذه بعض المهارات الأساسية التي يحتاجها الطالب الجامعي ..و هناك مهارات أخرى ، لا يتسع المجال لذكرها هنا ، فهي كثير و متنوعة ، تختلف من كلية إلى أخرى ، حسب التخصص الذي يطلبه الطالب في هذه الكلية أو تلك:فالطالب الذي يدرس الطب ، تكسبه كلية الطب المهارات التي تؤهله لممارسة مهنة الطب ، و الطالب الذي يدرس القانون ، تدربه كلية الحقوق( من حيث المبدأ العام) - أو تتيح له فرصة التدرب - على المهارات التي تجعله قادرا على التعامل مع القوانين و تطبيقها..و قس على ذلك بالنسبة لكل أصناف الطلبة.
و أخيرا و ليس آخر، يمكن لمن يريد التوسع في دراسة هذه المهارات أن يراجع كتاب الدكتورة دودت أحمد سعادة، بعنوان " تدريس مهارات التفكير( مع مئات الأمثلة التطبيقية)"، من نشر دار الشروق بعمان( الأردن)، سنة 2007.و بالله التوفيق.

مهارات جامعية أساسية:بعضها عامة، تستعمل في الكثير من الأعمال و الأنشطة الجامعية( كإدارة الوقت، و التفكير الفعال،و تحديد الأولويات..)؛ ومهارات أساسية خاصة،كتلك التي تستعمل لاكتساب المعرفة( مثل تلك المتعلقة بتدوين الملاحظات، و الاستماع و القراءة بتركيز، و تنظيم الدراسة..).

مهارات جامعية أساسية:بعضها عامة، تستعمل في الكثير من الأعمال و الأنشطة الجامعية( كإدارة الوقت، و التفكير الفعال،و تحديد الأولويات..)؛ ومهارات أساسية خاصة،كتلك التي تستعمل لاكتساب المعرفة( مثل تلك المتعلقة بتدوين الملاحظات، و الاستماع و القراءة بتركيز، و تنظيم الدراسة..).


إن النجاح في الحياة الجامعية، يحتاج إلى الكثير من المهارات، بعضها أساسي و بعضها الآخر ثانوي.
و تنقسم المهارات الأساسية التي يحتاج كل الطلبة إلى معرفتها، تنقسم إلى قسمين:مهارات أساسية عامة، و مهارات أساسية خاصة.
فالمهارات الأساسية العامة،هي تلك التي يستعملها الطلبة، في الكثير من أعمالهم و أنشطتهم،كمهارات: إدارة الوقت، و التفكير الفعال،و التفكير الإبداعي،و تحديد الأولويات، و تحديد العلاقة بين السبب و النتيجة،..و غيرها.
أما المهارات الأساسية العامة، فهي كثيرة و متنوعة، سنقصر حديثنا هنا، عن نوع واحد منها، ألا وهي المهارات الأساسية لاكتساب المعرفة،مثل: تدوين الملاحظات أثناء الاستماع، و التركيز أثناء الاستماع و القراءة،و طرح الأسئلة، و التنظيم، و التذكر، ..و غيرها. 
مهارات جامعية أساسية
(الجزء الأول)
للجامعة كما رأينا، في مقالات سابقة ، وظائف كثيرة ، و أهداف متعددة ، من أهمها إكساب الخريج الجامعي مهارات و كفايات أساسية ، غير تلك التي يحتاجها في التعليم " قبل الجامعي".
و بالفعل،  فالتعليم الجامعي ، أو التعليم العالي بصفة عامة ، لا يقتصر دوره ، و لا تنحصر أهدافه ، في تمكين المتعلم من حيازة المعرفة و المهارات العقلية و اليدوية ، و إنما تتجاوز ذلك إلى الاهتمام بتنمية درجات المرونة ، و سرعة التفكير و الإبداع ، و تنمية مهارات التعلم من خلال الخطأ و الصواب، و القدرة على الحكم السليم على الأشياء و الأشخاص و الظواهر و الأحداث ، و إصدار القرارات الصائبة و الأحكام الموضوعية العادلة ، و الإحساس بوحدة المعرفة البشرية ، و ربط العلوم الدقيقة ( كالرياضيات و الفيزياء و الكيمياء..) بالعلوم الانسانية( التاريخ، و الآداب..) و العلوم الاجتماعية ( القانون، و الاقتصاد، و علم الاجتماع..)، و القدرة على التحصيل و التعليم الذاتي( أي الوصول الذاتي إلى مصادر المعرفة الأصلية )، و من ثم توظيفها في حل المشاكل الشخصية و الاجتماعية ، و القدرة على طرح الأسئلة ، و عدم الاستسلام لوهم البساطة الظاهرة أو الوعي الزائف..إلخ.
و من أهم هذه المهارات الأساسية ، التي تعتبر ضرورية للنجاح في الحياة الجامعية ، بل و الحياة ككل ، ما يعرف بمهارات التفكير و التنظيم ، و التي يمكن تعريفها بأنها:" تلك العمليات العقلية التي نقوم بها من أجل جمع المعلومات و حفظها و تخزينها ، و ذلك من خلال إجراءات التحليل و التخطيط و التقييم و الوصول إلى استنتاجات و صنع القرارات ". و هناك تعريف آخر لهذه المهارات ، يعرّفها على أنها:" عبارة عن عمليات عقلية محددة نمارسها عن قصد في معالجة المعلومات و البيانات لتحقيق أهداف تربوية متنوعة تتراوح  بين تذكر المعلومات و وصف الأشياء و تدوين الملاحظات،..و تقييم الدليل و حل المشكلات و الوصول إلى استنتاجات "[1].
و من خلال هذين التعريفين لمهارات التفكير و التنظيم ، يتبين لكم؛ أنها تنطوي أو تتفرع إلى مهارات عديدة و متنوعة ، بعضها مهارات عامة ، و بعضها الآخر، مهارات خاصة باكتساب المعرفة ،  و طرق البحث عنها ، و التعبير الكتابي و الشفوي..إلخ، و غيرها من المهارات التي يحتاجها الطالب الجامعي للنجاح في حياته الجامعية أولا، ثم في حياته المهنية أو الخاصة لاحقا ؛ و هي المهارات التي سنحاول التعرف عليها ، بإيجاز ، فيما يلي.

أولا: مهارات أساسية عامة

نسميها مهارات "عامة"، لأن الطلبة الجامعيون ( و غيرهم)، يستعملونها في مزاولة الكثير من الأعمال و الأنشطة الجامعية (و غيرها)، على عكس المهارات الخاصة أو المتخصصة، التي تستعمل في بعض الأنشطة أو الأعمال دون غيرها. و من أهم المهارات الأساسية العامة،ما يلي:

1- مهارة إدارة الوقت: و هي المهارة التي تستخدم من أجل الحصول على أفضل استغلال للوقت؛

2- مهارة التفكير الفعال: و التفكير الفعال ، هو ذلك النوع من التفكير الذي تُتّبع فيه المنهجية السليمة و المحددة- حسب نوع العمل أو النشاط المراد إنجازه -، و تستخدم فيها أفضل المعلومات من حيث دقتها و كفايتها؛

3- مهارة التفكير الإبداعي ( أو الأصيل): إذا كان الإبداع هو " القدرة على إنتاج شيء جديد ، أو إيجاد حل جديد لمشكلة ما"؛فإن التفكير الإبداعي أو الأصيل ، يمكن تعريفه ، على أنه " نشاط عقلي مركب ، بطرق جديدة أو غير مألوفة أو استثنائية ، يستعمل من أجل التوصل إلى أفكار ذكية أو فريدة من نوعها ، أو بهدف البحث عن حلول أو التوصل إلى نتائج لم تكن معروفة من قبل "؛

4- مهارة حل المشكلات:هي تلك المهارة التي تستخدم لتحليل و وضع استراتيجيات ، تهدف إلى حل سؤال صعب أو موقف معقد ، أو مشكلة تعيق التقدم في جانب من جوانب الحياة ، أو إنها عبارة عن إيجاد حل لمشكلة ما تواجه الفرد أو الجماعة؛

5- مهارة تحديد الأولويات:هي المهارة التي يتم عن طريقها وضع الأشياء أو الأمور في ترتيب معين ، حسب أهميتها؛

6- مهارة تحديد العلاقة بين السبب و النتيجة:هي تلك المهارة التي تستخدم في تحديد العلاقات السببية بين الأحداث المختلفة ، أو إنها تلك العملية الذهنية التي تبين كيف أن شيئا يكون سببا لآخر؛

7- مهارة تطبيق الإجراءات: و هي المهارة التي تستخدم لفهم و تطبيق خطوات معقدة في ضوء عناصرها أو أجزائها المتعددة ؛ أو إنها عبارة عن تعلم عمل شيء ما أو القيام بعمل معين بدقة عالية ، بحيث يصبح من غير الضروري التفكير كثيرا في تلك الخطوات أثناء القيام بها ، نظرا لأن تطبيقها أو تنفيذها أصبح يتم، في الواقع ، بشكل اعتيادي.

ثانيا: مهارات اكتساب المعرفة

1- مهارات تدوين الملاحظات: هي تلك المهارة التي تستخدم في التقاط الأفكار و المعلومات المهمة ، و تسجيلها بشكل مختصر و واضح ، أثناء المحاضرة أو عند قراءة كتاب أو مقال ، أو مراجعة موقع إلكتروني..إلخ؛

2- مهارة التركيز( ضبط و توجيه الانتباه):هي تلك المهارة ، التي نستعملها من أجل التحكم و ضبط المستويات المختلفة للانتباه ؛ أو إنها عملية الانتباه لما يقال أو يناقش أو يعرض من معلومات أو أفكار أو أراء أو معارف ( أثناء المحاضرة ، أو العرض ، أو الندوة ، أو الشرح على السبورة..إلخ)؛

3- مهارة الإصغاء النشط:هذه المهارة تتفرع عن المهارة السابقة،أو هي إحدى " أدوات " مهارة التركيز،و تتمثل في الانصات بعناية فائقة، من أجل الحصول على المعلومات؛

4- مهارة الملاحظة النشطة: و هي مهارة مساعدة أو فرعية،تندرج هي الأخرى ضمن مهارة التركيز، و تستخدم من أجل اكتساب المعلومات عن الأشياء و القضايا أو الأحداث أو أنماط سلوك الأشخاص ؛ و ذلك باستخدام الحواس المختلفة ، أو إنها عبارة عن بذل المزيد من الاهتمام بشيء ما؛

5- مهارة طرح الأسئلة:هي المهارة التي تستخدم لدعم نوعية المعلومات أو المعرفة المكتسبة ، من خلال طرح الأسئلة الجيدة ، و صياغة الأسئلة الدقيقة و الفعالة؛

6- مهارة التنظيم المتقدم: و هي عبارة عن النظرة السريعة إلى الأمر أو الشيء أو الموضوع أو الحدث كله، في نظرة شمولية ، من أجل فهمه فهما شموليا جيدا (و لا يتحقق ذلك إلا من خلال الربط و التنظيم بين المعطيات و المعلومات..المتعلقة بالحدث أو الفكرة أو الموضوع أو الشيء..إلخ)؛

7- مهارة التذكر:هي تلك المهارة التي تستخدم من أجل ترميز المعلومات و الاحتفاظ بها في الذاكرة طويلة المدى، أو إنها عبارة عن عملية تخزين المعلومات في الدماغ  من أجل استخدامها لاحقا.

 ***
المهارات الأساسية الأخرى ، سنتعرف عليها لاحقا، في الجزء الثاني..إن شاء الله تعالى.



[1] د.دودت أحمد سعادة- تدريس مهارات التفكير ( مع مئات الأمثلة التطبيقية)- دار الشروق- عَمّان 2003- ص 45.


السبت، 8 سبتمبر 2018

من الثانوية إلى الجامعة: ما يشترط في الطالب الجامعي

من الثانوية إلى الجامعة: ما يشترط في الطالب الجامعي



 الانتقال من الثانوية إلى الجامعة:ما يشترط له في الطالب الجامعي

بالنسبة للكثير من الطلبة الجدد ، يمثل الانتقال من الثانوية إلى الجامعة،تجربة صعبة تختلف عن كل ما عرفوه سابقا في حياتهم،فهم يشعرون بأنهم خرجوا من " الحضن العائلي" و "الحصن المدرسي "، اللذين كانا يوفران لهم الأمن و الأمان.أما بعد اجتياز أسوار الكلية ، فتغمرهم ( الطلبة الجدد ) موجات من الأحاسيس و المشاعر المتضاربة ، التي تختلط فيها الأحلام بالكوابيس ، و تختلط فيها مشاعر الاعتزاز بما أنجزوه في المرحلة قبل الجامعية ، بمشاعر الخوف و القلق بما ينتظر منهم إنجازه في الجامعة.
ذلك أن الالتحاق بالجامعة ، قد يكون هو أول مناسبة بالنسبة للكثير من الطلبة، ليشعروا بأنهم أصبحوا مسؤولين عن أنفسهم و عن مستقبلهم،بعدما كانت أسرهم و مدارسهم أو ثانوياتهم ، تتكلف بكل شيء، و تتحمل عنهم أعباء المسؤولية:فكان أولياء و أساتذة التلاميذ مسؤولين  عن طعامهم، و شرابهم، و ملبسهم،  و كتبهم،.. و عن تنظيم أوقات " عملهم" ..وراحتهم إلخ. و ها هم الطلبة الجدد ، بمجرد الالتحاق بالجامعة، يصبحون أقرب من ذي قبل، إلى هموم العمل و التفكير في المستقبل ،و الاستقلال المالي، و بناء أسرهم، و ما إلى ذلك من الأفكار التي لم يكن ليسمح لهم بأن يزعجوا أنفسهم بالتفكير فيها،عندما كانوا تلاميذ في الثانوية.
و لعل "ما يزيد  الطين بلة"، كما يقال، أن كل هذه " الهموم" و الإحاسيس و المشاعر المرتبطة بالمسؤوليات ، لا تأتي بشكل متدرج ، بل هي أعباء تلقى على كاهل الطالب، كل طالب جامعي جديد؛ دفعة واحدة، دون أن يكون قد هيء لذلك ، في الكثير من الأحيان!!
و من الحقائق الكبرى التي يكتشفها الطالب الجامعي المسكين،و التي قد تبعث في نفسه الكثير من القلق و التردد ؛ أن النجاح في الدراسة الجامعية ، يحتاج الكثير من المؤهلات المادية و المعنوية ، و على رأسها الرغبة الصادق و الحقيقية و القوية في طلب العلم و النجاح فيه ، بما يعنيه ذلك و ما يتطلبه من عمل جاد و صبر و نكران ذات، فضلا عن شروط أخرى تتعلق بالتنظيم و التخطيط.
إن إدراك هذه الحقائق من طرف الطالب الجديد، قد يصيبه بالرعب أحيانا، و قد يكون باعثا على اليأس و الإحباط لديه، أكثر من الأمل و الحماس، خاصة إذا أضفنا إلى ذلك ضغوطات الحياة الطلابية الروتينية أحيانا(رتابة الحياة الجامعية، اكتظاظ المدرجات،المشاكل المتعلقة بوسائل النقل، و المطعم و الملبس و المسكن..إلخ). كل هذه الحقائق المزعجة، لا يلبث الطالب أن يدركها و يحس بضغطها، لاسيما  و أنه لم يتم إعداده في معظم من الحالات ، في الأسرة و لا في الثانوية ، لمواجهة هذه الأوضاع الجديدة و التعامل معها.
بل كل هذه العوامل ، و غيرها كثير ، تستنزف قوة الطالب الجسدية و المعنوية، فتزداد مخاوفه، و تضعف إرادته،و تتوقف قدرته عن التحصيل العلمي و الاستيعاب ، بل قد يصبح عاجزا عن الاستفادة حتى من معارفه و ثقافته السابقة و خبراته الماضية.
فالكثير من الطلبة أتوا إلى الجامعة ، ليس عن رغبة حقيقية في التعلم الجامعي، و بعضهم اختار الدراسة الجامعية ( و اختار هذه الكلية أو المعهد أو المدرسة أو تلك..من مؤسسات التعليم العالي)، ليس انطلاقا من محبة أو اقتناع بهذا النوع من الدراسات أو تلك ، و إنما لأسباب عائلية ، أو تقليدا لبعض الأصدقاء،أو لغيرها من الأسباب التي لا تمت بصلة للتعليم الجامعي.مثل هؤلاء الطلبة يجب أن يراجعوا أنفسهم، خلال الأسابيع الأولى بعد الالتحاق بالجامعة ، و يقفوا وقفة مكاشفة حقيقية مع عقولهم ؛ ليحددوا ما إذا كانوا راغبين و قادرين على متابعة الدراسة في الجامعة أم لا؟
حقا ، يجدر بكل طالب جامعي جديد أن يسأل نفسه :ماذا أريد ؟ و هل ما أريده ، موجود في الجامعة ؟ و في الجامعة فقط؟..؟
لربما، يجب القول بكل موضوعية و أمانة و صراحة ، أن الكثير من الطلاب الجدد ، ليسوا قادرين أو راغبين ، في خوض تجربة الدراسة الجامعية..لأنه تنقصهم المؤهلات و المستوى العلمي المطلوب أو المصادر المالية..أو غيرها من الشروط الأخرى؛لأنه شئنا أم أبينا، لا بد من الاعتراف بأن " التعليم الجامعي" لا يناسب جميع الناس، كما أن جميع الناس لا يناسبون التعليم الجامعي"؛ إذن هناك مجموعة شروط،أولية و أساسية، يجب أن يفي بها( يستوفيها) الطالب الجامعي ، و من أهمها:
أ- أن تكون لديه رغبة حقيقية في التعليم الجامعي؛
ب- أن يكون متوفرا على مستوى معين من التعليم ،لا يقل عن الحد الأدنى المطلوب في التخصص الذي يرعب في دراسته؛
ج- أن يتقن لغة التدريس تكلما و كتابة (إذ سيتلقى محاضرات و دروس، و سيطلب منه تقديم تقارير ،و إعداد عروض ..و المشاركة كتابيا و شفويا..في الكثير من الأعمال و الأنشطة الجامعية)؛
د- أن يتمتع بصحة جيدة، و أن تكون له الموارد المالية الكافية،..؛
ه- أن يكون لديه الوقت الكافي لمتابعة الدراسة الجامعية ( و التفرغ ، و لو نسبيا، لطلب العلم).
و هذه شروط مهمة، بل لعلها هي الأهم، و لكن هناك شروط أخرى غيرها، تختلف من مجتمع إلى آخر، و من جامعة إلى أخرى ، و لكننا هنا اكتفينا بذكر الحد الأدنى أو الأساسي منها، الذي يجب على كل طالب جامعي، أن يستوفيه؛و إلاّ فمن الأفضل له أن يسلك مسارا آخر، يؤدي به إلى مستقبل آخر، قد يكون بالنسبة إليه، أحسن بكثير ، و بذلك يكون قد كسب الوقت و الجهد.و بالله التوفيق.


كيف تقيّم المعلومات المنشورة في الأنترنيت


   كيف يتم تقييم المعلومات المنشورة في الأنترنيت؟..

أجل..ليس كل ما ينشر في المواقع الإلكترونية جدير بالثقة..و الباحث، مطالب باتخاذ أقصى الاحتياطات حتى لا يجد نفسه ينقل عن مصادر غير موثوقة..بل و مضللة أحيانا.         فما هي المعايير التي يمكنه الاستعانة للاهتداء إلى المواقع ذات المصداقية، و  التحقق من صحة المعلومات المنشورة فيها؟

كيف تقيّم المعلومات المنشورة على الأنترنيت..؟
قبل ربع قرن،..كانت مشكلة الطالب/ الباحث الأساسية؛ هي العثور على المعلومات..،أما اليوم فمشكلته الكبرى هي التحقق من قيمتها العلمية:فلقد أصبحت غزيرة و متنوعة، و مجانية في أغلب الأحيان.. ، و لكن من الصعب التحقق من مصداقيتها.و أعني هنا بالضبط المعلومات المتاحة في الإنترنيت.
إن وجود المعلومات على الأنترنيت ، ليس دليلا على أنها صحيحة أو دقيقة، فالمواقع تشبه الصحف أو القنوات الفضائية، يمكن أن يؤسسها كل فرد أو جماعة من الأفراد، يملكون بعض المال و المعرفة بعالم الكمبيوتر و الأنترنيت ، و سوق الإعلانات؛ لينشروا ما شاءوا ، بدون حسيب و لا رقيب، تقريبا.
إن " الأنترنت كالسوق الكبير أو كالمعرض الهائل للمعلومات". بمعنى أنك ستجد فيه كل أصناف المعلومات: الموثوقة و  الحقيقية والمفيدة، جنبا إلى جنب مع المعلومات الخاطئة و المزيفة و الوهمية أو  الخيالية أو المسروقة و المضللة.و لهذا يجب على الباحث أن يتحرى قدر استطاعته، حتى لا يخلط "الحابل بالنابل و الصالح بالطالح".و هناك، عدة مؤشرات/معايير قد يستعين بها الباحث، للتحقق من مصداقية الموقع و المعلومات المنشورة فيه،منها، على سبيل المثال لا الحصر:
-1إذا تم نشر الوثيقة أو المقال.. ضمن موقع مجلة أو جريدة معروفة ، أو موقع جامعة مرموقة، أو مركز للبحوث مشهور، أو مؤسسة محترمة (حكومية أو غير حكومية)؛ فهذا قد يؤشر على مصداقيتها.فهذا النوع من المواقع ، تخضع المقالات المنشورة لقراءة علمية نقدية، أو مراجعة- من قبل خبير أو أكثر،أو على الأقل من طرف إدارة الموقع-، في موضوع المادة المراد نشرها، لكي يتم التأكد من جودة المعلومات ،و من ثم إجازتها للنشر؛
2- يُؤَمِّن الكثير من المؤلفين معلومات على الشبكة كخدمة عامة و مجانية.و قد يكون هؤلاء المؤلفون مدعمون من قبل منظمات غير ربحية(هيئات و منظمات خيرية، أغلبها دينية تبشيرية...مثلا)؛ ففي حالة، مثل هذه، يجب التسلح بالشك و الحذر:فقد تكون المواد المنشورة في هذا الموقع، بدون أدنى قيمة علميةن بل قد تكون مضللة؛
3-و في المقابل،فإن الخدمات غير المجانية،غالبا ما تكون ذات مصداقية،لأنه يكون من ورائها جهات معروفة، تريد تحقيق الربح، و مستعدة لتحمل مسؤولياتها القانونية ،و الأخلاقية، و التجارية، عما ينشر فيها، لحماية سمعتها (مثل الكثير من دور النشر، و الجامعات، و وسائل الإعلام). من هنا، يجب عليك أن تتأكد من هوية مؤلف المادة العلمية، و قبل ذلك من الجهة المديرة أو المالكة للموقع، فقد يساعدك ذلك على معرفة الدافع وراء نشر المادة أو المعلومات:يمكنك أن تفعل ذلك بإدخال اسم المؤلف، في خانة البحث في أحد المحركات( غوغل،مثلا)، لتحصل على بعض المعلومات عنه، و عن مؤهلاته، و مؤلفاته، و منشوراته على المواقع الإلكترونية؛
4-و لمعرفة الجهة التي تدير أو تمتلك الموقع؛ يمكنك أن تستعين بالمعلومات التي يوفرها الموقع نفسه على الصفحة الرئيسية أو صفحة الاستقبال(La page d’accueil). كما أن كثيرا من المواقع تتضمن  ارتباطات تحت عناوين   (من نحن ؟)أو(About Us) أو (Company Info)، التي يمكن بالنقر عليها الحصول على الكثير من المعلومات عن الشخص أو الجماعة أو الشركة أو الجهة المالكة/المديرة للموقع؛
5- بعد أن تكون قد تأكدت من هوية المؤلف (هل هو شخص حقيقي أم وهمي ؟، و هل له الصفات أو المؤهلات التي يدعيها؟..)، عليك أن تتأكد من أنه مؤهل للكتابة حول الموضوع المعني.فهب أنه أستاذ جامعي، فهل كل أستاذ جامعة مؤهل  للكتابة حول كل موضوع بنفس المستوى من العمق و الاتقان؟
6-و هناك، الكثير من المؤشرات التي قد تعينك على تقييم الأعمال المنشورة بصفة عامة، و خاصة تلك المنشورة في الأنترنيت، و التأكد من صحة نسبتها إلى "مؤلفها"، أو أن مؤلفها "المزعوم"، يتوفر على مؤهلات علمية حقيقية، تؤهله للكتابة في موضوع معين.منها على سبيل المثال:إذا كانت صياغة المقال ركيكة، و كان مليئا بالأخطاء الإملائية و النحوية، و المغالطات العلمية،و  يجهل أو يتجاهل قواعد/أخلاقيات الأمانة العلمية..إلخ؛ فعليك أن تفكر أكثر من مرة قبل أن تعتمده كمصدر للمعلومات؛
7-كما  إن تحيين أو تجديد المعلومات( la mise à jour ) ، يعتبر مؤشرا مهما على مصداقية الموقع و أمانته،و احترامه لزواره ؛
8-إذا كان أصل العمل منشورا ، في نسخة ورقية، فعليك أن تتأكد أن النسخة الإلكترونية لا تتناقض مع النسخة الورقية. أما فيما يخص اختبار صدق المعلومات، فيمكن الاستعانة ببعض المواقع المنافسة..أو حتى مراجعة مصادر أخرى للمعلومات، كالكتب و الدوريات؛
9- كما يمكنك أن تعتمد على بعض الموسوعات الإلكترونية، و أشهرها "ويكيبيديا". و لقد احتلت هذه الموسوعة، في سنة 2005، الرتبة الثانية بعد الموسوعة البريطانية ، من حيث عدد الزوار، و من حيث قلة الأخطاء.غير أن أخطاءها المقصودة أحيانا، فيما يتعلق بعالمنا الإسلامي، كثيرة..فاحذر !
10- و يمكن، لإجراء هذه المقارنة، الاعتماد على بعض المواقع ذات السمعة الطيبة أو المشهود لها بالمصداقية (المنظمات الدولية:كالأمم المتحدة و منظماتها الفرعية مثل اليونسكو.أو منظمات أخرى مثل الصليب الأحمر). أو المواقع الحكومية فيما يخص المعطيات و المعلومات غير السياسية، ثم مواقع بعض الجامعات،في القضايا و المواضيع التي تحظى باهتمامها،..و هكذا.
 و الحاصل هنا، أنه ، لا يجب على الطالب/الباحث -و أعني أيضا الطالبة/الباحثة- أن يكون ساذجا ، يصدق كل ما يلقى إليه،بل عليه أن يعمل بالمثل القائل" من الحكمة سوء الظن".و يجب ألا  يمل من طرح الأسئلة حول ما يجد في الأنترنيت: "هل هذا صحيح؟ "،و " هل هذا معقول؟"، و " هل هذا علم أم دعاية؟" ، و " من المستفيد من كل هذا؟"..؟ .و قد لا تكون هناك قاعدة أو قواعد عامة صحيحة مائة بالمائة، يمكن الاسترشاد بها،  لرفض أو قبول محتويات موقع معين، إلا أن أغلب الباحثين يعتمدون على معيارين اثنين في قياس مصداقية و موثوقية الموقع هما:مصداقية صاحب الموقع، و تحيين المعلومات؛ فـ"..حين يكون الموقع متصلا بجامعة أو مركز أبحاث أو  جهة رسمية، و يجري تجديد [تحيين]معطياته على نحو شفاف، يصح اعتباره مصدرا، و قبول مادته باعتبارها مصدرا أو مرجعا.و ما عدا ذلك فيشوبه الحذر".




أنواع الطلبة في الجامعة


يلتحق بالجامعة كل سنة ، الملايين من التلاميذ؛ القليل منهم هم الذين يملكون المؤهلات لمتابعة الدراسة الجامعية، او على الأقل الرغبة في تلقي التعليم الجامعي؛ أما  الأغلبية فيلتحقون بالجامعة بالصدفة..أو لأنها هي الفرصة الوحيدة أمامهم..

أنواع الطلبة في الجامعة:

في الجامعة، نصادف أنواعا متعددة من الطلبة، القليل منهم هم الذين يصح أن نسميهم طلبة، أما الأغلبية فيلتحقون بالجامعة، و لسان حالهم يقول" لقد أبصرت طريقا أمامي فمشيت.."، دون و عي، دون قصد..و بالتالي فهم طلبة بالصدفة.
من هنا، لو حاولت تصنيف هؤلاء الأفراد،الذين يلتحقون بالجامعة كل عام، بدعوى طلب العلم ، لوجدت الأصناف الكبرى التالية:
1- الصنف الأول يملك مؤهلات بدنية و عقلية و مالية، تؤهله لطلب العلم،إلا أنه لا يرغب فيه..و قد جاء إلى الجامعة،نزولا عن رغبة والديه، أو هو يعتبر الجامعة " قاعة انتظار " ، يجلس فيها، في انتظار فرصة أفضل..
هذا النوع ما كان ينبغي له أن يلتحق بالجامعة أصلا..لأنه بكل بساطة،لا يرغب في طلب العلم..
2- و هناك صنف ثاني قريب من هذا  الصنف الأول،أو هو فرع منه، يملك هو الآخر المؤهلات المطلوبة للتعليم الجامعي،إلا أنه لا يرغب في متابعة الدراسة في التخصص الذي اختاره (أو" فرض عليه")، و يرى أنه غُبن في اختياره أو خُدع، و أنه خلق لتخصص آخر، ..و لذلك فهو يرى مروره في هذا التخصص أو هذه الكلية أو المدرسة عابرا، و يتحين الفرصة للانتقال إلى تخصص آخر أو مدرسة  أو كلية أخرى..
3- و النوع الثالث من الطلبة،قد تكون له الرغبة في الدراسة الجامعية، بل و دراسة تخصص بعينه، إلا أنه يفتقر لبعض المؤهلات المادية أو القدرات البدنية أو  يعاني من اختلالات نفسية ،فلا يستطيع  متابعة دراسته الجامعية إلى نهايتها الطبيعية.
و إلى هذا الصنف، ينتمي كثير من الطلبة المنحدرين من الأوساط الفقيرة؛فقد تجد أحدهم يمتلك مؤهلات عقلية كبيرة، إلا أن إمكانياته المالية هزيلة؛ فيضطر إلى الانقطاع عن الدراسة، بل و قد يغادر الجامعة للبحث عن عمل للإنفاق على  والديه..
4- أما الصنف الرابع،فلديه الرغبة و القدرات  المالية و البدنية و النفسية المطلوبة للدراسة الجامعية؛ و لكن تنقصه الكفاءة العقلية (الذكاء)، لمتابعة الدراسة الجامعية عامة، أو التخصص الذي اختاره خاصة:هذا الصنف يمكن إعادة توجيهه ، إلى التخصص أو المهنة التي تتناسب مع كفاءته و قدرته العقلية؛
5-  في الصنف الخامس ، نجد طلبة يتمتعون بجل المواصفات المطلوبة للنجاح في الحياة الجامعية،و لا يفتقرون إلا لبعض المهارات المعرفية، كعدم اتقان لغة التدريس (الفرنسية مثلا)، أو الجهل بأسس المنهجية الجامعية..هؤلاء من السهل - إذا توافرت الإرادة لدى المسؤولين- تحويلهم إلى طلبة ناجحين ، بنسب مئوية عالية؛
6- و هناك الصنف السادس،و الذي تتوافر لديه الرغبة و القدرة معا، و فضلا عن ذلك فهو يعرف كيف يتعامل مع الجامعة، و كيف يتكيف بسرعة مع ظروفها( لأنه قد يكون منتميا إلى عائلة "جامعية"..)؛و هذا الصنف الذي يحقق النجاح في الجامعة،بنسبة 100/100 ؛ قليل..للأسف.
و  الحاصل، إنه   ليس كل من يزعم طلب العلم في الجامعة ، فهو طالب علم حقيقي ، بل إن طلاب العلم " الحقيقيون" قلة قليلة..إلا  ذلك لا ينبغي أن يمنع الدولة و المجتمع معا،من  العمل على الزيادة في أعداد هؤلاء "الطلبة  الحقيقيون"،بمساعدة كل من تتوافر لديه الرغبة الحقيقة في طلب العلم، بشتى السبل الممكنة..فالتنمية الحقيقية و الشاملة، في أي مجتمع، لا يمكن أن تتحقق إلا بزيادة " الإنتاج" من هذا الصنف من الطلاب، و بالله التوفيق.
***
و رب سائل يسأل: و ماذا عن أنواع الأساتذة الجامعيين؟
 عن هؤلاء..اقتبس ( بتصرف) المقولة التالية لـ " ماكس بيروتي":


..و في العلم [ الجامعة] ، كما في أي مسعى آخر ، يمكن أن نعثر على قديسين و دجالين ، و محاربين و رهبان ، و عباقرة و حمقى ، و مستبدين و عبيد ، و محسنين و بؤساء..
ماكس بيروتي - ضرورة العلم: دراسات في العلم و العلماء- ترجمة :وائل أتاسي و د.بسام معصراني- عالم المعرفة- العدد 245- ص 6.                                                                            

الأحد، 8 يوليو 2018

تعظيم العلم في النفوس


تعظيم العلم في النفوس..هو أكبر ضمانه للمستقبل

تعظيم العلم
قال القاضي أبو الحسن علي الجُرجاني ( ت 393 هـ/ 1002-1003م):
و لو أنّ أهلَ العلمِ صانوه صَانهُم     و لَو عَظّموهُ في النُفوسِ لعُظِّما
ولكـــــــنْ أَهانــــــــــوهُ فهـــــانَ و دَنَّســــوا      مُحيَّــاهُ بالأَطمــــــــاعِ حتـــى تجَهَّما
***
يلتحق اليوم، بكليات الطب أشخاص لا علاقة لهم بالطب..و لا بقسم أبقراط..بل هم مجرد مرتزقة، اعتقدوا أن ممارسة الطب هي أقصر طريق لاكتساب المال الكثير ، فسلكوها.و نفس الشيء فعله، طلاب آخرون التحقوا بكلية الحقوق، و هم في الحقيقة، أجرأ الناس على اختراق قواعد القانون..و قس على ذلك، الطلبة الذين التحقوا بكليات أخرى..في الأدب، و الإعلام،..و غيرها  من التخصصات .
هذه النوعية من " طلاب العلم"، بل أعني طلاب الدنيا..هم أخطر من تصادفهم اليوم في الجامعات العربية..أحيانا بزي الطلاب..و أحيانا أخرى بلباس الأساتذة . اللهم احفظنا من شرهم، و احفظ أمة محمد- صلى الله عليه و سلم-و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .

السبت، 7 يوليو 2018

القوائم البيبلوغرافية أو قوائم مصادر و مراجع البحث..ما هي مضامينها؟ و كيف ترتب و تصنف؟

القوائم البيبلوغرافية أو قوائم مصادر و مراجع البحث..ما هي مضامينها؟ و كيف ترتب و تصنف؟


إن قيمة الرسالة الجامعية، قد تأتي أساسا من قيمة المصادر و المراجع التي رُجع إليها، و التي استقيت منها المعلومات-بدقة و أمانة و موضوعية، من طبيعة الحال- التي بنيت عليها الرسالة.
 و من هنا أهمية توثيق هذه المصادر و المراجع.
و يتم هذا التوثيق، وفق منهجيات، تختلف من جامعة إلى أخرى، إلا أن أغلب جامعات العالم تكاد تتفق على أهمية  تسجيل المصادر و المراجع، على الأقل مرة واحدة، في قائمة خاصة، توضع   في نهاية الرسالة أو البحث، تسمى القائمة البيبلوغرافية(و لها أسماء أخرى..كقائمة المصادرو/أو المراجع،و ثبت المصادر و/أو المراجع..).                                                                      
القوائم البيبلوغرافية
جرت العادة،أن تضمّن الرسائل الجامعية، و الدراسات الطويلة، بل و معظم الكتب، قوائم بيبلوغرافية، شاملة لكل المصادر و المراجع التي اعتمد عليها الباحث، بشكل مباشر أو غير مباشر، في إعداد بحثه أو دراسته(من مسميات هذه القوائم،قائمة المراجع،ثبت المصادر و المراجع ،مصادر البحث..=References=Work Cited):و تكتب هذه القوائم، في نهاية البحوث.
بل إننا نجد هذه القوائم أيضا، في نهايات المقالات (الدوريات..)، و المساهمات و المداخلات ( الندوات المنشورة..)، و المواد ( الموسوعات..)، أو في نهاية كل فصل .. كما هو الحال في بعض الرسائل الجامعية .
و من الباحثين من يُضمّن القائمة البيبلوغرافية،كل ما اطلع عليه،و إن لم يشر إليه في المتن ، أو في الهامش ( في حاشية من حواشي الهامش).غير أن الرأي الراجح، في هذا المجال، هو أن يتم ذكر المصادر و المراجع التي تم الاقتباس منها ( اقتباس نصوص و معلومات أو اقتباس أفكار)، أو تم الاستشهاد بها فعلا،فقط لا غير.أما تلك التي لم ينتفع بها، بأي شكل من الأشكال، أو لم تسهم فعلا في إنتاج البحث أو الرسالة الجامعية، فلا داعي لذكرها في قائمة مراجع البحث أو الرسالة.
وسميت هذه القوائم، بـ " القوائم البيبلوغرافية"،لأنه يراعى في إعدادها مجموعة من البيانات التي يشترطها علم أو فن البيبلوغرافيا(Bibliography=Bibliographie) ، أي "علم وصف الكتب و المخطوطات و التعريف بها"،و أهم هذه الشروط هي نفسها ، الشروط التي تراعى عند توثيق المصادر و المراجع في حواشي الهامش، اللهم إلا بعض الاختلافات الضئيلة، التي سنشير إليها فيما يلي:
1-  تكتب بيانات المرجع أو المصدر العربي، بنفس الطريقة ، التي يوثق بها في هامش الصفحة، عند ذكره لأول مرة، باستثناء ذكر الصفحة أو الصفحات، فيما يخص الكتب ( أما عندما يكون المرجع مقالة  في مجلة، أو مقالة في موسوعة،أو مساهمة في كتاب أو  ندوة منشورة.. فتذكر الصفحات التي يبدأ منها المقال..، و ينتهي عندها).مثال ذلك:
د.سيد شوربجي عبد المولى - الأجور و الحوافز في الإسلام :دراسة مقارنة بالأنظمة الاقتصادية المعاصرة- مجلة الحقوق- كلية الحقوق بجامعة الكويت- الكويت  السنة العاشرة-العدد الأول - مارس 1986- ص ص 95-130؛
3- و تكتب بيانات المرجع أو المصدر الأجنبي، بنفس الأسلوب الذي كتبت به في هامش الصفحة، عند ذكر المرجع لأول،  بالبدء بالاسم العائلي للمؤلف( مع إهمال أداة التعريف) ، ثم اسمه الشخصي  ( و في حالة وجود أكثر من مؤلف واحد للمصدر، فلا حاجة إلى قلب بقية أسماء المؤلفين المشاركين)؛
4- تذكر سنة النشر بعد اسم المؤلف ( أو المؤلفين) الكامل مباشرة؛
5- هناك من يرى ضرورة وضع خط تحت عنوان الكتاب، و وضع عنوان المقالة بين هلالين ".."؛
6-  تحتوي قوائم المراجع ، عموما، على نوعين من المصادر و المراجع ؛ بعضها تحتوي معلومات عامة؛ و بعضها الآخر تحتوي على معلومات خاصة ، لها علاقات مباشرة بالبحث؛و يمكن على أساس ذلك تقسيم المصادر و المراجع إلى قسمين كبيرين: مراجع عامة، و و مراجع خاصة؛
7- غير أنه، جرت العادة، أن  تقسم  القوائم البيبلوغرافية، في البداية إلى قسمين كبيرين أو ثلاثة أقسام أو أكثر، حسب اللغات التي كتبت بها المصادر و المراجع:قسم أول، يخصص للمصادر و المراجع العربية( إن كانت لغة البحث هي اللغة العربية)،و قسم خاص بالمصادر و المراجع الفرنسية أو الأنجليزية..( أيهما أهم بالنسبة للبحث)، ثم تأتي باقي اللغات، مرتبة حسب أهميتها بالنسبة لموضوع البحث؛
8- ثم يتم التقسيم، بعد ذلك، داخل كل لغة، حسب الفئات الكبرى للمصادر و المراجع: كتب، و قواميس، و موسوعات، و دوريات، و رسائل جامعية..إلخ. و تعامل المقالات و المساهمات( المداخلات) في الندوات( المطبوعة)، و ما شابه ذلك، معاملة الكتب و غيرها، أي باعتبارها مستقلة، حتى و إن كانت مجرد "..كلمة المحرر أو افتتاحية العدد"؛
9- فتقسم قائمة المراجع، مثلا، إلى :
أولا- المرجع العربية ( و المنقولة إلى العربية):
أ- الكتب...
ب- المخطوطات..
ج- الأطروحات و الرسائل الجامعية
د- المعاجم و الموسوعات..
هـ- الندوات..
و- الدوريات..
زـ-المراجع الإلكترونية..
ح- الأحكام القضائية و التعليقات على الأحكام..
ط-المطبوعات الرسمية( جرائد رسمية، و وثائق، و تقارير..إلخ)
ثانيا- المراجع الأجنبية ( أو المترجمة):و تقسم هي أيضا إلى الأقسام الفرعية، التي تقسم إليها المراجع و المصادر العربية:
a-Ouvrages Généraux;
b-Thèses..;
b-Dictionnaires et Encyclopedies;
c-Articles..;
10- ترقم كل هذه الأعمال بأرقام متسلسلة، من بداية القائمة إلى نهايتها،أو يفرد لكل لغة، بل لكل فئة من المراجع و المصادر (كتب، و دوريات..)، ترقيمها المتسلسل الخاص بها( يستثنى من ذلك القرآن الكريم: إذا كان مصدرا من مصادر البحث،فإنه يوضع على رأس القائمة، و لا يرقم بأي رقم، لأنه ليس مصدرا كباقي المصادر)؛
11- يراعى، عموما، في ذكر المصادر و المراجع، الترتيب الهجائي (الألفبائي)،لأسماء المؤلفين، كما يمكن ترتيبها من حيث تاريخ نشر المراجع أو من حيث وفيات المؤلفين (لاسيما عندما يكون للبحث،إشكالية تاريخية)؛
12- و في حالة تعدد أعمال المؤلف الواحد، فإنها ترتب ، بحيث يكتب اسم المؤلف عند ذكر أول مرجع أول مصدر له، ثم توثق مؤلفاته الأخرى بدون كتابة اسمه، و يستبدل الاسم بشرطة (عارضة)، و يكون الترتيب بحسب تاريخ النشر ( نبدأ بالأقدم فالأقدم).و إذا تعذر معرفة تاريخ الطبعات، يمكن الاستعانة بأي مؤشرات في الكتابة (في المقدمة، أو في التقديم، أو في الغلاف..إلخ).هذا من ناحية، و من ناحية أخرى، تسبق أعمال المؤلف منفردا، أعماله التي نشرت في مؤلفات جماعية (التي شارك فيها مع الآخرين).مثال ذلك:
الجابري ،الدكتور محمد عابد - العقل السياسي العربي- الطبعة الثانية- المركز الثقافي العربي- الدار البيضاء 1991؛
- ...............................   - العقل الأخلاقي العربي- المركز الثقافي العربي- الدار البيضاء 2001.
و هناك طريقة أخرى، أفضلها على الأولى:
الجابري ، الدكتور محمد عابد :
أ- العقل السياسي....1991؛
ب-العقل الأخلاقي...2001.

***
بعض المراجع :
1- د.أحمد شلبي- كيف تكتب بحثا أو رسالة؟- الطبعة الثامنة عشرة- مكتبة النهضة المصرية- القاهرة 1987؛
2-د. طاهر مرسي عطية- إعداد رسائل الماجستير و الدكتوراه في العلوم الإدارية- دار النهضة العربية- القاهرة 1994؛
3- ثريا عبد الفتاح ملحس- منهج البحوث العلمية للطلاب الجامعيين- الطبعة الثانية- دار الكتاب اللبناني- بيروت1973؛
4- د.عبد القادر الشيخلي- قواعد البحث القانوني- الطبعة الثالثة- دار الثقافة -عمان( الأردن) 2012.